قيس باع تونس للجنرالات

السعيد استقبل زعيم الوهم مقابل 150 مليون دولار قبضها ثمنا لسيادة مفترى عليها لم يجد قيس السعيد ما يبرر به استقبال زعيم ميليشيا "بوليساريو" غير الحديث عن السيادة، التي اغتصبها من ممثلي الشعب التونسي عندما جمد المؤسسات الدستورية في بلاده، لكنه لم يقل كل الحقائق ردا على بلاغ الخارجية المغربية، وعلى رأسها أنه بصدد إتمام صفقة مع الجنرالات قبض ثمنها في شكل وديعة قيمتها 150 مليون دولار ضختها الجزائر في البنك المركزي التونسي. ولم يكن استقبال الزعيم الانفصالي إلا حلقة من مسلسل مؤامرة بدأت منذ شهور في مجلس الأمن، عندما امتنعت تونس، بشكل مفاجئ وغير مبرر، عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2602 الذي اعتمد، في أكتوبر الماضي، وهو ما بدأ يثير شكوكا بشأن دعم تونس للمسار السياسي ولقرارات الأمم المتحدة بخصوص ملف النزاع المفتعل. وأكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية بالجمهورية التونسية، مساء الجمعة الماضي، في محاولة منها لتبرير التصرف العدائي وغير الودي للسلطات التونسية تجاه القضية الوطنية الأولى والمصالح العليا للمملكة المغربية، "ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات"، مسجلا أن "البيان لم يزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه"، مضيفا أن منتدى (تيكاد) ليس اجتماعا للاتحاد الإفريقي، بل هو إطار للشراكة بين اليابان والدول الإفريقية التي تقيم معها علاقات دبلوماسية. واعتبرت وزارة الخارجية الإشارة المتعنتة في البيان التونسي إلى “تأمين استقبال لجميع ضيوف تونس على قدم المساواة"، مبعث اندهاش كبير، مع العلم أنه لا الحكومة التونسية ولا الشعب التونسي يعترفان بهذا الكيان الوهمي. إنه تصرف ينطوي على عمل عدائي صارخ وغير مبرر، لا يمت بصلة إلى "قواعد حسن الوفادة المتأصلة لدى الشعب التونسي" التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنطبق على أعداء الإخوة والأصدقاء الذين لطالما وقفوا إلى جانب تونس في الأوقات العصيبة. وفسر رشيد لزرق، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة ابن طفيل (القنيطرة)، ما قام به السعيد بأنه دليل آخر على أن تونس صارت تحت حكم السعيد مفلسة اقتصاديا وسياسيا، إذ في الوقت الذي تعترف الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والعديد من الدول الأوربية بمغربية الصحراء، مسجلا في تصريح لـ "الصباح" أن تونس اتجهت إلى منحى مناقض، وأن الجلوس مع زعيم بوليساريو سيشكل مقدمة لتشكل حلف إيراني في المنطقة يجمع إيران وسوريا وتونس والجزائر في إطار لعبة المحاور. ومن جهته، أوضح عائد عميرة، الصحفي التونسي المتخصص في الشأن الإفريقي، أن ما حصل بحر الأسبوع الماضي يعتبر سابقة دبلوماسية لم تعهدها تونس من قبل، إذ لم يسبق لها أن استقبلت أي مسؤول تابع للجبهة الانفصالية، وكانت تتبنى دوما الحياد في ملف الصحراء عملا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة. وأوضح عائد، في تصريح لـ "الصباح" أن الأمر يتعلق بسوء تقدير ظهر جليا في إسراع صفحة الرئاسة التونسية على موقع فيسبوك إلى حذف صور الاستقبال الذي خصه سعيد لزعيم بوليساريو واستبدالها بصور أخرى دون منح غالي أي صفة رسمية له. ياسين قُطيب

قيس باع تونس للجنرالات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رواد الموسيقى بدكالة

فوضى أمنية وحرائق في المخيمات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات