بنت الحسين… رائدة الشيخات

فاطنة بنت الحسين واحدة من أشهر الفنانات «الشيخات» اللواتي احترفن الغناء الشعبي، خاصة «العيطة»، والتي تميزت من خلاله، بإتقان وغناء كل «العيوط»، المرساوي والبيضاوي والحوزي والعبدي والدكالي، وأغنت الخزانة الفنية بأكثر من 300 أغنية شعبية. في هذه الحلقات سنتطرق لجزء من مسار رائدة الشيخات... أحمد ذو الرشاد (الجديدة) (الحلقة الأخيرة) رحيل فاطنة بنت الحسين نزيف حاد في الدماغ عجل بموتها توقفت فاطنة بنت الحسين عن الغناء بعدما أحست بوهن العظم وبدأ المرض يزاورها من حين لآخر، وأصبحت قليلة الظهور إلى أن توفيت يوم السادس من أبريل 2005 بسيدي بنور بعد أن حدث نزيف حاد بدماغها، ورغم أن أهلها نقلوها على وجه السرعة إلى إحدى المصحات الخاصة بمراكش، دون أن يتمكن الطاقم الطبي من تدارك الأمر، ليتم إرجاعها إلى مسقط رأسها، حيث انتقلت إلى جوار ربها مخلفة وراءها مجموعة هائلة من الشرائط السمعية والبصرية. وحظيت فاطنة بنت الحسين بعد وفاتها، بما لم تحظ به في حياتها، إذ خصصت لها الجرائد الوطنية والإذاعات والقنوات التلفزية حيزا مهما للحديث عن فنها. وحظيت بتكريم رمزي، من قبل وزارة الثقافة وجهة دكالة عبدة، خلال فعاليات المهرجان الخامس لفن العيطة المنظم أيام 26 و27 و28 غشت 2005بأسفي، والذي شارك فيه العديد من المجموعات الشعبية، التي عاصرت فاطنة بنت الحسين ومنها، على سبيل المثال فرقة ولد امبارك الخريبكي ومجموعة حادة أوعكي من الأطلس المتوسط، وفرقة أولاد بن عكيدة وأولاد البوعزاوي وغيرهم. كما تم تكريمها من قبل التلفزة المغربية في مناسبتين، من خلال البرنامج الشهير، "نغمة وتاي" للمخرج القدير إدريس المريني، وبرنامج "بين جيلين"، الذي كان يشرف عليه محمد الغيداني ويقدمه الأستاذ أحمد ريان، أحد الوجوه التلفزيونية القديمة البارزة. وخصصت لها المخرجة السينمائية المغربية إيزا جنيني شريطا وثائقيا بعنوان "العيطة" ضمن سلسلتها الوثائقية الشهيرة حول الموسيقى التقليدية بالمغرب، "المغرب: أجساد وأرواح". ويحكي حجيب فرحان، الفنان الشعبي، الذي كان قريبا منها والذي تعلم منها كثيرا، عن بداية مسارها الفني وعن تأثير غيابها عنه، مؤكدا أنها حكت له عن بداية مشوارها، عندما فتنت بمجيئ الشيخة الغالية وهي شيخة من واد زم، التي كان لها شأن كبير في مجال "العيطة"، وكانت تتردد على العائلات الكبرى والقياد وعلية القوم لإحياء حفلاتهم. وأوضح أنها أعجبت بها كثيرا. ويواصل الحديث عن معلمته بافتخار مشيرا إلى أنها كانت تسيطر على الساحة الفنية رفقة الفنان صالح السماعلي والشيخ باجلول والشيخة زهرة المعروفة بخربوعة، وأنها كانت في عز "الدرسة"، أي في أوجها، كانت تغني في كل الأماكن، لأنها كانت فنانة شعبية حقيقية. ويتذكر حجيب بعض الطرائف المرتبطة بها، ويشير إلى أنها كانت تخاف من الطيران وصادف أنها كانت عنده، فأخبره أحد العاملين معها بأنهم سيسافرون إلى فرنسا، فقالت له: ــ فاش؟ ــ في الطائرة... فقالت له، "حلسو لي غير شي دحش، وقتما وصلت... ومهما يكن، فإن رحيل الشيخة الفنانة فاطنة بنت الحسين، ترك فراغا كبيرا في الساحة الفنية، خاصة في فن "العيطة"، الذي كانت تتقنه جيدا وأصبح اليوم عصيا على العديد من الشيوخ والشيخات. ومع الأسف لم ينصفها الإعلام في حياتها، بل انتبه لها بعد مماتها، حيث تم تخصيص مقالات كثيرة وفيلم جسد بشكل جيد مسارها الفني.

بنت الحسين… رائدة الشيخات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سلف وخلف... قادة لا يشبهون بعضهم

أحدث صيحات طلاء الأظافر

مقالات ذات صلة