الزروالي… حي في قلوب الرجاويين

غائبون حاضرون 3 تناول كميات زائدة من الأدوية تسببت له في مضاعفات قاتلة رياضيون مازال الشارع المغربي يهتف باسمائهم، بعد وفاتهم قبل سنوات، في ظروف خاصة، فكانت طريقة رحيلهم، وعطاءاتهم في الميادين، مرسخة لأسمائهم في ذاكرة الجماهير. صورهم لم تغب عن المدرجات وعن ألسن المحبين، تستعمل لتحفيز اللاعبين الحاليين، ولتذكيرهم بقيمة من حملوا القميص. من الزروالي إلى اللوزاني، مرورا بمديح وآخرين... نسرد لكم خلال هذه الحلقات مسارات نجوم وأساطير، صنعوا لأنفسهم “ذاكرة رياضية” خاصة، ومكانا في قلوب الجمهور المغربي. عبد الإله المتقي مازال جمهور الرجاء الرياضي لم ينس بعد زكرياء الزروالي، الذي وافته المنية في أكتوبر 2011، في إحدى مصحات البيضاء. لم ينس الرجاويون ليلة سوداء، في شارع 2 مارس، إذ ظلوا ماسكين رؤوسهم، من هول الصدمة، وهو ما دفعهم إلى التغني باسمه في كل مباراة منذ وفاته. رحلة تاريخية هي التي قادت الزروالي والرجاء إلى غاروا الكامرونية، إذ لعب الفريق الأخضر في ذلك اليوم أمام القطن، في مجموعات عصبة أبطال إفريقيا، إذ لم يكن الزروالي يعلم أنه يقضي آخر أيامه بيننا. تعرض الزروالي لحرارة مفرطة بعد عودته من رحلة الكامرون، وظل في منزله يعاني ويتناول الأدوية، بإشراف من الجهاز الطبي للرجاء، إذ تأكد بعد الفحوصات الطبية، أنه تناول جرعة زائدة من دواء ضد “السخانة”، ليقوده ذلك للمستشفى. أصيب الزروالي بنزيف حاد في الكبد، لتثير وفاته جدلا كبيرا، ولا تزال إلى يومنا هذا، لكن الكل استسلم لأمر الله وقضائه، وودع المرحوم إلى مثواه الأخير. ولأنهما العشق لا حدود له، مازال محبو الرجاء يزورون قبر الزروالي ببركان سنويا، في كل 3 أكتوبر، تخليدا لذكراه، ناهيك عن صوره التي تنتشر في كل سنة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "الزروالي لم يمت". "منين وصلاتني الخبار الدنيا دارت بيا ... في قلبي شعلات النار والدمعة في عينيا ... الوداع يا المسرار يا لي كاويني كيا" ... بهذه الكلمات تتذكر جماهير الرجاء الزروالي في كل مباراة، بل إن صوره لم تفارق مدرج "المكانة" منذ 2011، فيما أطلق عليه البعض اسم "شهيد الرجاء". فيديوهات اليوم المشؤوم مازالت منتشرة بكثرة في الصفحات المساندة للرجاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، ولازالت صوره وهو يرقد في المستشفى عالقة في أذهان كل رجاوي. ابن بركان الذي ولد فيها في 24 ماي 1978، استهل مسيرته في نهضة بركان وبعدها بمولودية وجدة، قبل أن يلفت انتباه أندية وطنية كثيرة، ومن بينها الرجاء الرياضي، الذي انتدبه لتقوية مركز الظهير الأيسر. من أجل العائلة والرجاء، اختار الزروالي البقاء سنوات في البيضاء، رافضا بذلك عروضا من خارج المغرب، وخاصة من بلجيكا، موطن زوجته. كسب احترام وحب جماهير الرجاء بمستواه الرائع، خاصة بعدما نافس رضوان الحيمر في الظهير الأيسر، والذي يعتبر من أبرز لاعبي الفريق الأخضر في التاريخ. وفاة زكرياء، كانت مناسبة لتوطيد العلاقة بين البيضاويين والبركانيين، إذ انتقل عشرات الآلاف من الرجاويين لبركان يوم دفن المرحوم، بل وتواصلت الزيارات منذ 2011، آخرها كانت السنة الماضية، إذ زار عشرات الرجاويين عائلة الزروالي وابنه، الذي ازداد بعد فترة قصيرة من وفاته. يكفي أن تسأل أي رجاوي تلتقيه في الشارع العام عن الزروالي، سيقول لك "المسرار" الذي ألم القلوب، ومازال لم يغادرها رغم مرور 11 سنة على وفاته.

الزروالي… حي في قلوب الرجاويين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حرب الكيف بين أحزاب الريف

تخليت عن الوظيفة من أجل الفن

مقالات ذات صلة