الزاكي كان يخيفنا بقناع

هيدامو... الأسمر الأنيق (الأخيرة) الراحل الحسن الثاني أمن لي رحلة من قصر الصخيرات إلى المكسيك عبد الله هيدامو ابن العنق بالبيضاء، سطع نجمه في نجم الشباب، قبل أن يصبح أيقونة بالجيش الملكي، بعد أن تشبث به المدرب الراحل المهدي فاريا، ليحقق معه جميع الألقاب، ما عبد الطريق له في حمل القميص الوطني، إلا أن كثرة الإصابات التي لحقت به، جعلته اللاعب الأكثر نحسا في كرة القدم الوطنية، بعد أن أبعدته عن أقوى التظاهرات القارية والعالمية. إعداد: صلاح الدين محسن < من أبرز الذكريات التي تأثرت بها كثيرا، كانت في 1985 عندما كان علينا السفر إلى السودان لخوض كأس إفريقيا للأندية البطلة أمام الهلال، هي المرة الأولى التي استفدنا فيها من رحلة خاصة، وانتقلنا في طائرة عادية، وسافر معنا أربعة طباخين عسكريين، وحملنا معنا الأكل بما في ذلك الأكباش، بعد إفراغ بطونها من الأمعاء، بحكم أن السودان عرف فيضانات قوية، وتوقفت الرحلات إلى الخرطوم، وحملنا معنا الأكل، وأذكر أنه كان معنا وفد كبير، ووجدنا العديد من الطائرات من بلدان عربية على الخصوص حملت معها مساعدات. <نعم، وكان ذلك بعد مباراة في رفع الستار خضتها مع نجم الشباب أمام الوداد، وقال لي المعروفي إنني سأذهب لتجمع المنتخب في مركز "ليديا" ببوركون، وكان هناك تقليد يقوم به لاعبو المنتخب للملتحقين الجدد "بيزوطاج"، إذ كان بادو الزاكي يتوفر على قناع مرعب جدا، ويتفق رفقة مرافق اللاعب الجديد علي إخافته بعد خلوده للنوم في الليلة الأولى من التحاقه، ولحسن حظي أنه كان معي اللاعب السابق للدفاع الحسني الجديدي عيني، والذي لعب للرجاء في ما بعد، وحذرني من هذا المقلب، وكان سببا في فشل مقلبه. وأذكر أن الزاكي كان يحمل معه ذلك القناع في تجمعات المنتخب بمعهد مولاي رشيد، ويستغل مرور اللاعبين إلى غرفهم في الغابة ليلا لإرعابهم، أو يخرج لهم على حين غرة في الحمام. < كانت علاقة جيدة، واستمرت طويلا إلى حين وفاته، وكما سبقت أن أشرت سابقا، أنه كان يعطينا المال للتسوق، خلال وجودنا خارج أرض الوطن، ويتعامل معنا مثل أبنائه، وكان رجلا إنسانيا ويقدر اللاعبين، وقصة إسلامه، كانت بسبب طيبوبته، وارتباطه الكبير بالمغاربة بصفة عامة. < كانت بعد مرور المنتخب الوطني إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1986، إذ اتصل أحد المسؤولين بمقر إقامة اللاعبين بأكدال بالرباط، وطلب مني الالتحاق بالمركز الرياضي العسكري غدا صباحا، وأن التعليمات تؤكد التحاقي في التاسعة صباحا، وبعد ذهابي إلى هناك وجدت لغريسي ودحان، في الوقت الذي تأخر خالد الأبيض عنا قليلا، ولا أحد يعرف ما الموضوع. وانتظرنا مدة إلى حين قدوم الجنرال حسني بنسليمان، وطلب منا أن نرافقه إلى القصر الملكي بالصخيرات، وقبل ذلك طلب من أحد الدراجين الذهاب بسرعة ليقتني قميصا للغريسي لأنه لم يكن يرتدي هنداما يليق باستقبال ملكي. وبعد دخولنا إلى القصر وجدنا الملك الحسن الثاني في اجتماع مع مسؤولين سامين، ونحن ذهبنا إلى غرفة ثانية بعيدة عنهم، وبقينا ننتظره ونشاهد قنوات تلفزيونية خارجية، إذ أن الصحن الهوائي كان ممنوعا إلا في القصر، وبعد فترة جاء عندنا الجنرال وطلب منا مرافقته للقاء الحسن الثاني، واستقبلنا جيدا، وقال لنا إن اللاعبين شرفوا المغرب، وقدموا مستوى جيدا، وهذا ما أريده، وإنه كان من الممكن أن نكون رفقتهم لولا الإصابة التي حرمتنا، وقال لنا أن نخبرهم أنه راض عنهم، وأنهم سفراء المغرب، ومن توصل بعرض من أوربا فلا يتردد، وقال لنا كنت أتمنى أن نواجه الدنمارك، لأن لعبهم معروف، لكن ألمانيا صعبة جدا، ودافع عن فاريا بعد أن حاول البعض استبعاده، وأن أي شيء طلبوه في الأرض سيلبيه لهم، باستثناء إذا طلبوا شيئا منه في السماء. < طلب منا الالتحاق باللاعبين إلى المكسيك، إذ قام بحملنا من القصر الملكي في طائرة هيلكوبتر إلى المطار العسكري بسلا، وسافرنا في طائرة خاصة إلى فرنسا، واستقبلنا السفير بمنزله، ثم سافرنا في اليوم الموالي إلى بوسطن ومن ثم إلى المكسيك، علما أن التذاكر والتأشيرات لا نعلم كيف كانت جاهزة، وفي المكسيك وجدنا باموس ومالقة وانتقلنا إلى مكان تجمع المنتخب واستفدنا من المنحة نفسها التي كان يستفيد منها اللاعبون.

الزاكي كان يخيفنا بقناع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نشرة إنذارية ... طقس حار بعدد من أقاليم المملكة

بالصور... "أجنتيس" تتولى تشييد مستشفى جهوي بشمال الكوت ديفوار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات