دراسة: 27 في المائة لم تكن لديهن إمكانية الولوج إلى الرعاية الصحية للأم تغيرت مجموعة من المؤشرات، التي تهم الأسرة، ووضعية المرأة والمساواة، ونسب الولوج إلى خدمات الرعاية الصحية للأم، وأخرى تهم الحياة الاقتصادية للنساء، في العامين الأخيرين، إذ دفعت جائحة كورونا النساء إلى مزيد من البطالة وإهمال الصحة الإنجابية والجنسية، وتلقيح الأطفال. وكشفت دراسة جديدة، أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، لمناسبة اليوم العالمي للسكان، الذي يصادف 11 يوليوز من كل سنة، أنه في ما يتعلق بتوزيع الأعمال المنزلية (مطبخ، غسل الأواني، غسل الملابس، ...)، تقضي المرأة 6 مرات أكثر من الوقت مقارنة مع الرجل في هذه الأعمال. وتجدر الإشارة إلى أن المرأة تقضي 45 دقيقة إضافية من الأعمال المنزلية، مقارنة مع اليوم العادي قبل الأزمة. وبلغ متوسط الوقت اليومي المخصص للأعمال المنزلية 4 ساعات و27 دقيقة للنساء، مقابل 45 دقيقة لنظرائهن من الرجال. ومن ناحية أخرى، أصبح العديد من الرجال أكثر انخراطا في الأعمال المنزلية من ذي قبل، كما تولوا بعضا من مسؤولية رعاية الأطفال. وأظهر بحث المندوبية أن ما يقرب من 45 في المائة من الرجال شاركوا في الأعمال المنزلية، مقابل 13.1 في المائة في 2012. وأشارت المندوبية إلى أن الرجال الأكثر انخراطا في الأعمال المنزلية، لديهم مستوى تعليمي عال (51 دقيقة)، و الذين ينتمون إلى 20 في المائة من الأسر الأكثر ثراء (ساعة و4 دقائق). وساهم ما يقارب من واحد من كل خمسة رجال 19.3 في المائة في الأعمال المنزلية لأول مرة أثناء الحجر الصحي. وبينت الدراسة أنه كانت للأزمة الصحية تداعيات سلبية متعددة على حياة الأسر، سيما الجوانب المتعلقة بتوزيع المهام بين النساء والرجال، ومواكبة الأطفال وتعليمهم، إذ أفاد ما يقرب من 8.4 في المائة من المغاربة بوجود خلافات زوجية حول تقاسم الأعمال المنزلية، بزيادة 63 في المائة من ذي قبل، كما أن 12 في المائة من أولياء أمور الأطفال في سن التمدرس، أقروا بوجود خلافات زوجية حول الدعم المدرسي للأطفال. وأضح البحث أن المخاوف المالية تشكل مصدرا للتوتر والنزاع الزوجي، لأكثر من واحد من كل خمسة من المغاربة (22 في المائة)، بزيادة 72 في المائة من ذي قبل. وسجلت أعلى النسب بين الشباب دون سن 24 (28 في المائة) والعاطلين (26 في المائة)، والأزواج الذين يتوفرون على أطفال (26 في المائة). من جهة أخرى، أشارت المندوبية إلى أن أقل من ثلث النساء (27.3 في المائة)، لم تكن لديهن إمكانية الولوج إلى الرعاية الصحية للأم، و20.8 في المائة منهن لم يحصلن على خدمات الصحة الإنجابية. وترتفع نسبة عدم الولوج لخدمات صحة الأم إلى 32.4 في المائة بالوسط القروي مقابل 22.6في المائة بالوسط الحضري. وأما بخصوص خدمات الرعاية أثناء الحمل وبعد الولادة، فإن ما يقارب ربع النساء المعنيات 26.6 بالمائة، لم يقدرن على الاستفادة من هذه الخدمات بسبب صعوبات الولوج، في حين 26.2 في المائة منهن كان بسبب نقص الإمكانيات المادية. وتختلف هذه الأسباب باختلاف محل الإقامة. بالنسبة إلى النساء القرويات، تأتي صعوبات الولوج في الرتبة الأولى بنسبة 35.9 في المائة، يليها نقص الإمكانيات المادية بنسبة 31.9 بالمائة، ثم الخوف من الإصابة بفيروس كوفيد- 19 بنسبة 15.8 في المائة، بالمقابل، يشكل الخوف من الإصابة بالفيروس عند الحضريات أبرز الأسباب لعدم الولوج إلى الخدمات الصحية، بنسبة بلغت 27.8 في المائة، يليه نقص الإمكانيات المادية (20.8 في المائة) ثم صعوبة الولوج (17.8 في المائة). عصام الناصيري