لقي شقيقان بـ "وادي أساكا" قرب بحيرة بين الويدان مصرعهما غرقا، صباح الثلاثاء الماضي، بعدما حاولا السباحة في النهر إثر موجة حر شديدة ضربت المنطقة أخيرا، وبلغت حرارتها درجات قياسية لم تسجل من قبل. ويتعلق الأمر بشقيقين قاصرين يتحدران من أزيلال، يبلغان من العمر 14 سنة و17، يتابعان دراساتهما في إحدى المؤسسات التعليمية بالإقليم، رغبا في السباحة بعد ارتفاع الحرارة يسبحان بمكان معروف بوادي”اساكا” التابع لجماعة "آيت وعرضى" بإقليم ازيلال، لكن لم يكونا يعلمان أن والديهما سيفجعان فيهما بعد أن علما بوفاتهما في الوادي. وأفادت مصادر "الصباح"، أن الضحيتين غمرتهما الفرحة بعد نهاية موسم دراسي شاق، ارتميا في الوادي من أجل السباحة التي تغري شباب المنطقة الذي يجد في مياه البحيرة والأودية المجاورة متنفسا لهم في غياب وسائل الترفيه التي ينعم بها أقرانهم في المدن المجاورة. وزاد لهيب الحرارة المفرطة التي تعرفها المنطقة هذه الأيام، من شغف الضحيتين اللذين اختارا مكانا بعيدا عن مكان السباحة الذي يستهوي العديد من الزوار الذين ينعمون بمياه الوادي الباردة، وانطلقا في عزم مسافة ليست بالقصيرة دخل الوادي، ولم يشعرا بخطر ما قاما به إلا بعد محاولة عودتهما التي باءت بالفشل، رغم مقاومتهما الشديدة للموت الذي خطفهما لعدم درايتهما بفنون السباحة، التي تقتضي مهارة وأسلوب خاصين لتفادي وقوع الكارثة.. وما زاد من هول الكارثة التي حلت بعائلة الشقيقين، اختفاء جثتي الضحيتين في قعر الوادي جراء الأوحال المتراكمة ما يعطل عملية انتشالهما التي تتطلب إمكانيات لوجستكية، من قبل عناصر الوقاية المدنية التي تتعامل مع مثل هذه الحوادث بمهنية عالية. سعيد فالق (بني ملال)