fbpx
الأولى

انهيار المنظومة الأمنية لـ “بوليساريو”

علاء الدين الشاوي”رب المخيم” يعيث فيه فسادا واغتصابا وابتزازا

بقلم: الفاضل الرقيبي

تشهد مخيمات تندوف موجة غير مسبوقة من العنف والأحداث الدرامية، التي تتشابه، في ظروفها ومعطياتها، مع أكتوبر 1988، حين انفجر سكان المخيم في وجه بطش ما يسمى اللجنة التنفيذية، وتسلطها على رقاب السكان، آنذاك بزعامة المجرم البشير مصطفى السيد.
فما يرشح على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من صور جرائم وأحداث دامية، كان آخرها اختطاف رئيس جهاز مخابرات “بوليساريو”، سيدي أوكال لمدة ساعتين، ثم إطلاق سراحه بعد أن تم تجريده من سيارته وحقيبته الشخصية، من قبل مجموعة من الشباب الغاضب بسبب اعتقال أقاربهم من قبل الجيش الجزائري، الأسبوع الماضي، في حادثة اعتبرها سكان لحمادة بمثابة إعلان حرب عليها، خصوصا أنها تأتي في ظل احتقان داخلي خطير جدا.
التعامل الجزائري مع ما يجري في المخيمات يمكن فهمه على أنه تخل مباشر عن الزعماء التقليديين لـ “بوليساريو”، إذ أن قادة القطاع العملياتي بتندوف، من ضباط وعمداء في الأمن العسكري الجزائري، لا يردون على أي اتصالات مصدرها مقر إقامة زعيم “بوليساريو”، المعروف بالقصر الأصفر، وتركوا ملف التنسيق والاتصالات في يد ضابط معتوه ومتهور يدعى علاء الدين الشاوي، الذي يطلق عليه السكان “رب المخيم” حيث يعيث في المخيمات فسادا واغتصابا للنساء وابتزازا للتجار، وهو أحد صغار المسؤولين بجهاز الاستعلامات العسكري بقطاع الناحية الثالثة، يعتمد في تسيير شؤون المخيمات على عصابة جديدة من الفاسدين في أجهزة أمن “بوليساريو”، من أمثال أحمد بابا الزباط، وهو من قبيلة أولاد تيدرارين ومحمد لمين بشري، من قبيلة لحسن واحماد والدخيل سيدي الونات من قبيلة أولاد موسى، الذي هو صهر أبي بشرايا البشير، ويعرف القاصي والداني في المخيمات مدى تورط هذا الثلاثي في تجارة المخدرات وتهريب المحروقات إلى الشمال المالي وعلاقاتهم المشبوهة ببعض البارونات في منطقة الساحل.
وتعيش “بوليساريو”، منذ تولي إبراهيم غالي، زعامتها في يوليوز 2016، حالة من العبث والتخبط الذي مس جوهرها، وحول جل منظومتها الأمنية إلى أجنحة متصارعة تحاول الحفاظ على القرب من الضباط الجزائريين بأي طريقة، ففي ظرف أربع سنوات، تم تعيين أربعة رؤساء لجهاز مخابرات “بوليساريو” دون أن ينجح أحد منهم في كبح جماح العصابات المتناحرة، التي تغذيها صراعات القيادات، خصوصا في ملفي المخدرات والمحروقات. فكل عصابة تهريب هي عبارة عن ائتلاف قبلي لقيادي معين يستخدمه لابتزاز اغويلي، أو لتصفية حساباته مع زملائه في أمانة التنظيم السياسي لـ “بوليساريو”، الذي تحول أيضا إلى آلة دعائية فاشلة، بعد أن تولى رئاسته خطري أدوه، الذي لا يحوز على أي خلفية قبلية تمكنه من فرض أي قرار لأنه ينتمي إلى قبيلة الأشياخ الموريتانية، فقد تعرض هو الآخر، صيف 2019، إلى الاختطاف والضرب المبرح من قبل مجموعة من شباب قبيلة السواعد.
هذا المشهد العبثي لا يختلف عما تعيشه باقي أجهزة الحركة، سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي، فالقيادات التي بدأت تستشعر بداية امتعاض الجزائر من هذا الملف الذي كلفها كثيرا، تحاول الخروج من المشهد في صمت، أو على الأقل عدم الاصطفاف مع أحد التيارات المتناحرة على زعامة “بوليساريو”، فيلاحظ اختفاء العديد من الأسماء الوازنة عن المشهد، كمصطفى سيد البشير وبابية الشيعة والطالب عمي ديه، كما أن سالم لبصير، الذي يعتبر أقرب رجالات اغويلي، فضل الإقامة منذ أبريل الماضي في مقاطعة الأندلس الإسبانية، في ظل تنامي قلق قيادات كثيرة بشأن الطريقة التي تدير بها المخابرات الجزائرية المخيم بعدما حولته فعليا إلى سجن كبير، قليل من يعلم ما يحدث بداخله.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.