أموكان: ضربات استباقية لمحاربة الجريمة

رئيس المنطقة الإقليمية لأمن الناظور كشف عن خارطة طريق العمل الأمني بالإقليم أكد إلياس أموكان، المراقب العام، رئيس المنطقة الإقليمية لأمن الناظور، أن الوضع الأمني بالمنطقة مستقر ومتحكم فيه، بفضل الإستراتيجية المعتمدة من قبل المديرية العامة للأمن الوطني، المتمثلة في حسن الارتفاق والوقاية والاستباق الأمني، وتخليق الحياة العامة ومحاربة الجريمة بكافة أشكالها المنظمة خاصة، وتعزيز البعد الوقائي، وتوفير الأمن للمواطنين، مع نهج سياسة الانفتاح على كافة الأطياف المجتمعية. وكشف أموكان عن أولويات الإستراتيجية في الفترة المقبلة، متحدثا في حوار أجرته معه «الصباح « عن عدة قضايا. في مايلي نص الحوار : أجرى الحوار : جمال الفكيكي (الناظور) < بالنسبة إلى الوضع الأمني بالمنطقة فهو مستقر ومتحكم فيه، بفضل الإستراتيجية المعتمدة من قبل المديرية العامة للأمن الوطني، القائمة على وضع مخططات عمل تراعي الخصوصية التي تمتاز بها كل منطقة، وإقليم الناظور المتميز بشساعة المساحة وكثافة سكانية كبيرة كثاني إقليم في الجهة الشرقية المعروف بتنوع جغرافيته وشريطه الساحلي الطويل، ويعتبر بوابة بلادنا نحو أوربا. هذا الواقع يجعل سقف التحديات الأمنية مرتفعا، ويعتبر مطلبا جماعيا، ماتجسده الجهود الأمنية المبذولة من قبل كافة الفعاليات الأمنية بهاته المنطقة الإقليمية، تحت إشراف والي أمن وجدة، التي تضم إلى جانب المصالح الإقليمية، ثلاث مفوضيات للشرطة في زايو وبني أنصار والعروي، ومفوضية خاصة بميناء بني أنصار وأخرى بمطار العروي الدولي، ومركز العبور بني أنصار باب مليلية ومجموعة من دوائر الشرطة. < حرصنا منذ تولينا المسؤولية على نهج خطة عمل أمنية منسجمة مع الإستراتيجية التي كرستها المديرية العامة للأمن الوطني، وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، إذ ركزنا على ترسيخ الحكامة الجيدة في تدبير الموارد البشرية المتوفرة، وذلك بضمان حضور أمني متميز عبر الانتشار الجيد في شوارع المدينة. كما يعتمد هذا المخطط على مقاربة أمنية وقائية استباقية لمحاربة الجريمة بشتى أنواعها، ويتجلى ذلك كذلك من خلال تكثيف الوجود الأمني الدائم والفعال بالشارع العام وداخل الأزقة والأحياء، والتفاعل الفوري والجدي مع شكايات المواطنين ونداءاتهم التي تتلقاها المصالح الأمنية على الرقم 19، إضافة إلى التواصل الدائم مع السكان وفعاليات المجتمع المدني المهتمة بالشأن المحلي، دون إغفال تصريف ملفات المواطنين على اختلاف طبيعتها، دعما لمبدأ الشرطة المواطنة. ويروم المخطط تفعيل الأوراش الكبرى وتنزيلها على أرض الواقع من خلال تدعيم آليات زجر الجريمة عبر الاستفادة من أحدث الوسائل التي توفرها المديرية العامة للأمن الوطني، وذلك بتسخير التقنيات الرقمية والتكنولوجيات الحديثة لخدمة العدالة والأبحاث الجنائية، مع التركيز أيضا على مبدأ الإحساس والشعور بالأمن لدى المواطنين وتجسيد وازع الثقة بينه وبين موظف الأمن وتبديد الشائعات والخبر الزائف، من خلال عمل فعال يتأسس على نكران الذات والانضباط والطاعة والتخليق المرفقي كأهم مرتكزات هاته البرامج. الإحساس بالأمن أولوية < ما تحقق من منجزات أمنية يبعث فعلا على الارتياح للعمل الأمني الذي تقوم به مختلف المصالح التابعة للمنطقة الأمنية بالناظور، غير أن تطلعاتنا أكبر من ذلك، إذ نتوخى ضمان الاستمرارية مع تقييم موضوعي للمنتوج الأمني في شموليته. فالتقليل من منسوب الجريمة يظل في حد ذاته غاية منشودة أكثر من المعيار الإحصائي الذي يمكننا فعلا من معرفة مردودية الموظفين. وبلغة الأرقام يمكن الوقوف على العدد الكبير من المبحوث عنهم وفي حالة تلبس الذين تم إيقافهم، أضف إلى ذلك ماتم حجزه من ممنوعات خلال السنة الماضية، والتي بلغت 24 طنا من المخدرات و53 ألف قرص مهلوس، و15 كيلوغراما من الكوكايين وكيلوغرامين من مخدر الهروين. كما حجزت المصالح الأمنية أيضا بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني العديد من الزوارق المطاطية والمعدات التي تستعمل ضمن شبكات الاتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة، كما تم إجهاض عدد كبير من محاولات التسلل عبر السياج الحدودي بالمعبر الحدودي، من قبل مرشحين للهجرة السرية من كافة الجنسيات، علما أنه تم ضبط مايزيد عن 6000 مبحوث عنهم في قضايا مختلفة، خاصة تزوير العملة الوطنية والسيارات والسرقات الموصوفة، وإيقاف عدد كبير من الشبكات الإجرامية كانت تنشط بين إقليمي الناظور والدريوش، حيث تم استهداف بؤرها بالمجالين الحضري والقروي. ومما لاشك فيه أن الإحساس بالأمن لدى المواطن هو من الأولويات ومحط اهتمام كافة المواطنين بهاته المنطقة الإقليمية الأمنية، إذ يظل مؤشرا لتقييم مدى النجاعة المطلوبة لاستتباب الأمن، سيما الذي يمس مباشرة الأشخاص والممتلكات. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العمليات منها ما تشرف عليه المصالح الأمنية المحلية ومنها من تحقق بفضل العمليات الإستراتيجية الكبرى تحت إشراف مديرية الشرطة القضائية والتي استفادت أخيرا من برامجها هذه المنطقة، تكللت بتحقيق نتائج مهمة في جميع مناحي اشتغال المؤسسة الأمنية. ويبقى رهان تمليك وإشاعة ثقافة حقوق الإنسان من بين المبادئ التي يتم التركيز عليها، كما أن سياسة التحديث المرفقي تشكل جانبا مهما من الإستراتيجية الأمنية، إذ يتم الاهتمام بالوسائل اللوجيستيكية والبنيات التحتية. وتجدر الإشارة إلى مشروع بناء مقر جديد للمنطقة الإقليمية الذي قطع أشواطا مهمة، شأنه في ذلك، شأن مقر مجموعة حفظ النظام. وهي كلها عوامل تساعد على الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن. ناهيكم عن تمكين هاته المنطقة من مشروع المركبات المتنقلة للبطاقة البيوميترية والمجهزة بأحدث الوسائل الرقمية حيث مكنت حوالي 14 ألف شخص من الاستفادة من هذه البطاقة خلال الأشهر القليلة الماضية والقاطنين بالجماعات القروية، خاصة إقليم الدريوش. تكوين الموظفين < ترتكز هذه الاستباقية في العمل الأمني على اليقظة وتنظيم العمليات الأمنية المدروسة والتعاطي بالسرعة اللازمة مع شكايات المواطنين وتصريفها في الأمد المعقول، وتعزيز الدوريات الراجلة والمحمولة بالشارع العام وبعض النقط الساخنة في الناظور، وتربيع المدينة من خلال تنصيب عدد مهم من السدود القضائية ونقاط المراقبة واعتماد البروز الجسماني واللوجيستي، عبر تنصيب ارتكازات أمنية والوجود في الفضاءات العمومية ككورنيش المدينة والشواطئ والأسواق ومحطات النقل العمومي ومواكبة التظاهرات الرياضية والثقافية، مع استغلال كاميرات المراقبة المحمولة التي تتوفر عليها العناصر الأمنية وتوفير الموارد البشرية اللازمة أثناء التدخلات والعمليات الأمنية. كما تم تأهيل التخصصات كخلايا العنف ضد المرأة ومحاربة الجريمة السيبريانية وإجهاضها قبل حدوثها، وتعزيز أدوار الشرطة العلمية والتقنية، فضلا عن تدعيم تكوين الموظفين في مجال الاستعلام الجنائي عبر إعداد دراسات قبلية للقضايا. كما أن جاهزية المكون الأمني وتمكينه من وسائل العمل والتدخلات، من العوامل التي وفرت لعمل الشرطة بالمنطقة طريق وسبل النجاح، وهي من المعايير للمثال، التي تؤسس لخطط العمل الاستباقية. تأمين عملية العبور < هناك مجموعة من الرهانات الآنية والفورية نحن ملزمون بالتعاطي معها في الوقت الراهن، منها عملية «مرحبا 2022 « المطبوعة بالعناية المولوية لجلالة الملك محمد السادس، حيث انخرطت المنطقة الإقليمة للناظور في هذه العملية تحت إشراف المصالح المركزية لتنزيل الإستراتيجية التي وضعتها المديرية العامة للأمن الوطني، لتأمين عملية العبور لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. الوافدون من مغاربة العالم يختارون بين الدخول عبر سلك بوابة مطار العروي الدولي، أو ميناء بني أنصار أو مركز العبور باب مليلية، فهم يجدون في استقبالهم رجال الأمن يتوزعون على عدة مرافق لتيسير عملية الدخول والمغادرة، حيث تم تعزيز ودعم كافة المراكز الحدودية ومراكز العبور بالموارد البشرية الكافية، وأحدث الوسائل اللوجيستية لتسهيل إجراءات السفر أثناء التوافد، كما أن بعض الإجراءات تتم على متن البواخر التي تؤمن الرحلات بين الضفتين، خاصة ختم جوازات السفر. كما عملت المديرية العامة للأمن الوطني على تجهيز شرطة الحدود بالناظور بأحدث الوسائل بمواصفات عالية الجودة للكشف والتدقيق في الهويات ومراقبة الوثائق. وأشير هنا إلى أن العديد من المواطنين التابعين لهاته المنطقة الإقليمية شاركوا في دورات تكوينية لضبط واستغلال هذه المعدات بشكل احترافي. إضافة نوعية للعمل الأمني < شكل إحداث فرقة محاربة العصابات بالأمن بالمنطقة الإقليمية للناظور، إضافة نوعية للعمل الأمني، بتعزيزالعامل التخصصي في مجال زجر الجريمة وإعمال البعد الوقائي، في إطار مشروع مندمج أعلنت عنه المديرية العامة للأمن الوطني بتعميم فرق محاربة العصابات على الصعيد الوطني لدعم آليات زجر الجريمة، ويتعلق الأمر بموظفين على درجة عالية من التكوين والكفاءة، إذ تمكنت عناصرها التي يبلغ عددها 145 موظفا مؤقتا، من إنجاز العديد من العمليات والقضايا. وتعمل هذه الفرقة على ملاحقة الشبكات الإجرامية وإيقاف المبحوث عنهم، إذ تمكنت في غضون الشهرين الأخيرين عقب إحداثها من إيقاف مايفوق 80 مبحوثا عنهم وطنيا وعشرات القضايا النوعية من قبيل تجارة المخدرات. وفي السياق ذاته تحرص المديرية العامة على مواصلة سياسة التحديث والهيكلة، مع مراعاة خصوصية المناطق. كما أحدثت في إطار الإستراتيجية التي أعلنتها المديرية العامة للأمن الوطني، فرقة متعددة الاختصاصات من شرطة الزي مزودة بكافة وسائل التدخل مهمتها الأصلية محاربة الهجرة السرية، وتعمل هذه الوحدة إلى جانب رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية على منع التسللات الجماعية لمرشحي الهجرة السرية، كما حظيت المنطقة بإحداث مجموعة حماية المنشآت الحساسة وتتكون من 121 رجل شرطة، بزي رسمي مجهزين بسيارات ووسائل، مهمتهم حماية المراكز والتمثيليات الدبلوماسية كالقنصليات والبعثات الأجنبية والفنادق. في سطور - خريج المعهد الملكي للشرطة فوج الحسن الثاني 1998 ـ 2000. - عين رئيسا للفرقة الحضرية للشرطة القضائية وفرقة مكافحة المخدرات بولاية أمن مكناس ورئيسا للدائرة الأمنية الأولى ثم الثانية بالمدينة ذاتها. - رئيسا للمفوضية الجهوية للشرطة بأزرو. - رئيسا للمنطقة الأمنية الثالثة ابن دباب والثانية دارالدبيبغ بولاية أمن فاس. - رئيسا للمنطقة الإقليمية للناظور. - حاصل على الإجازة في القانون الخاص وماستر قانون الأعمال وشهادة الدكتوراه في القانون الخاص (المادة العقارية ).

أموكان: ضربات استباقية لمحاربة الجريمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفحفوحي... سفيرة السياحة الجبلية

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات