ارتباك بسبب جماهير الرجاء بالمحمدية

مشجعو الفريق الأخضر سخروا من العقوبة والأمن يتفادى قنبلة موقوتة أربكت عقوبة منع جماهير الرجاء من التنقل والحضور في المباريات خارج الميدان، منظمي مباراة الفريق أمام شباب المحمدية، أول أمس (الأحد)، بملعب البشير بالمحمدية، والتي انتهت بالتعادل دون أهداف، ضمن الدورة 26 من بطولة القسم الأول لكرة القدم. وضيع الرجاء نقطتين في سباقه نحو اللقب، بعد فوز الوداد على شباب السوالم، إذ توسع الفارق إلى ثلاث نقاط، فيما أضاف شباب المحمدية نقطة إلى رصيده ليصبح 34 نقطة في المركز السابع. ووجد المنظمون ورجال الأمن مصاعب كبيرة في ضبط الجماهير، والتمييز بين مشجعي الشباب والرجاء، الذين حلوا بكثافة بالمحمدية، قبل المباراة، إضافة إلى أن فئة منهم تقطن المحمدية والمدن المجاورة لها. وحاول المنظمون، في البداية، اعتماد بطاقة التعريف الوطنية، أثناء بيع التذاكر، لكن ذلك لم يمنع من حصول مشجعين رجاويين على تذاكرهم، قبل أن يفرضوا على المشجعين عدم إدخال أدوات التشجيع الخاصة بهم، وعدم ارتداء ألوان وشعارات الفريق الأخضر. وصعبت هذه العملية طريقة تنظيم المباراة ودخول المشجعين، وعاينت «الصباح» طوابير طويلة لمشجعي شباب المحمدية، الذين كانوا أكبر متضرر من العقوبة، عند الأكشاك والأبواب، في ظل محاولة المنظمين ضبط مشجعي الرجاء. ورغم هذه المراقبة، نجح عدد من المشجعين الرجاويين في ولوج المدرجات، أغلبهم ارتدى اللون الأسود، كما نجحوا في التنسيق بينهم من أجل الجلوس في جانب من المدرجات، بينما انتشر مشجعون آخرون في مدرجات جماهير شباب المحمدية. "هاهوما بانو" سجلت مشاحنات في المدرجات مع مرور أطوار المباراة، وتفاعل المشجعون معها، خصوصا في الأماكن التي جلست فيها جماهير الفريقين جنبا إلى جنب. وسمعت من وقت إلى آخر عبارة "ها هوما بانو"، في إشارة إلى وجود مشجعي الرجاء في المدرجات، ما أدى إلى احتقان كبير، قبل أن تزيد المشاحنات مع دخول المباراة لحظاتها الحاسمة. واحتج بعض مشجعي شباب المحمدية على ما اعتبروه تساهلا مع مشجعي الرجاء، الذين أطلقوا العنان لحناجرهم في الدقائق الأخيرة، بأهازيج مثل راجا... راجا"، ونلعبوا عليها ونجيبوها". غضب بسبب النهيري تسببت التصريحات الاستفزازية لمحمد النهيري، لاعب الرجاء، في حق شباب المحمدية، قبل المباراة في أزمة كبيرة، خصوصا عندما نهض لإجراء التمارين التسخينية، أو أثناء لحظة إشراكه في الجولة الثانية بديلا لعبد الإله مذكور. واستقبل مشجعو شباب المحمدية النهيري بعبارات الاستهجان، وحاولوا رشقه بالقنينات. ونجح الأمن في احتواء غضب المشجعين، بحكم التغطية المكثفة، وانتشار بعض أفراده وسط المدرجات، إضافة إلى نجاح البروتوكول الأمني الذي تم تسطيره، وتم الشروع في تنفيذه منذ الثانية بعد الظهر، من خلال وضع حواجز أمنية في المنافد المؤدية إلى الملعب، إضافة إلى وضع آليات في محيطه، مع انتشار مكثف لرجاله، إلى أن تم إجلاء المشجعين بعد نهاية المباراة في ظروف آمنة. موقف السيارات والمنصة تأكد مرة أخرى أن ملعب البشير، ورغم الإصلاحات التي خضع لها، لا يتوفر على معايير احتضان المباريات الكبرى. وامتلأ موقف السيارات مبكرا، ما تسبب في ارتباك كبير، ليتم إغلاقه، ما اضطر عددا كبيرا من المشجعين إلى ركن سياراتهم في الأحياء المجاورة، وقطع مسافات طويلة مشيا. وأدت الأرضية المتربة لموقف السيارات إلى انتشار الغبار الكثيف، ما شكل مصدر قلق لأصحاب السيارات. وسجل اكتظاظ كبير في المنصة الرئيسية، وفي جوانب الممر المؤدي إلى أرضية الميدان، فيما ضاقت منصة الصحافة بالعدد الكبير للصحافيين الذين أتوا لتغطية المباراة. جدل التحكيم سجلت حالتان مثيرتان للجدل حول التحكيم في المباراة، الأولى أثناء تدخل خطير لمروان الهدهودي في حق محمد بولكسوت، الذي كان في وضع مناسب للتسجيل، لكن الحكم ياسين بوسليم احتسب ضربة خطأ لفائدة الرجاء، بدعوى لمس الكرة يد لاعب المحمدية، الذي سقط على الأرض، وأسعف فوق أرضية الميدان. أما الحالة الثانية، فكانت إشهار بوسليم لبطاقة حمراء في وجه عمر العرجون، لاعب الرجاء، لكنه ألغاها، وعوضها ببطاقة صفراء بعد اللجوء إلى تقنية "الفار". أجواء احتفالية رغم مشاكل التنظيم الناجمة عن صعوبة تطبيق عقوبة الجامعة في حق جماهير الرجاء، وعن صغر الطاقة الاستيعابية لموقف السيارات والمنصة الرئيسية ومنصة الصحافة، فإن المباراة جرت في أجواء احتفالية، نشطتها فرقة موسيقية للفتيات. واحتفى جمهور شباب المحمدية بفريقه الذي عاد لينافس الأندية الكبرى بعد سنوات في الأقسام السفلى. ورفع الجمهور لافتة كبيرة كتب عليها «معا سنحيي الذكريات ونسترجع ماضي الأساطير»، وفوقها لافتة أخرى بها 1948، تاريخ تأسيس شباب المحمدية. مباراة متكافئة وسم التكافؤ جل أطوار المباراة، ولم يظهر أي فريق تفوقه على الآخر، وإن كان الرجاء الأقرب إلى حسم النتيجة لصالحه، بالنظر إلى توقيت الفرصة السانحة للتسجيل التي أتيحت لمدافعه الأيسر عبد الجليل جبيرة في الدقائق الأخيرة، لكنه ضرب الكرة برأسه سهلة بين يدي الحارس يوسف المطيع. ووقف لاعبو شباب المحمدية الند للند أمام نظرائهم في الرجاء، بل أظهر المدافعون تفوقا كبيرا، بقيادة عبد الحق العسال، الذي حد من خطورة مهاجمي الرجاء، إلى درجة لم يسدد فيها حميد أحداد أي كرة إلى المرمى طيلة المباراة تقريبا. وتفوق امحمد فاخر، مدرب شباب المحمدية، على رشيد الطاوسي، مدرب الرجاء، في تدبير التغييرات، إذ في لحظة تحسن فيها أداء الرجاء في الجولة الثانية، بادر إلى تعزيز وسط الميدان الدفاعي، بإشراك همام باعوش، وإعطاء تعليمات لمحمد بولكسوت للعودة لمساندة الدفاع على مستوى الجهة اليمنى. ووصل بولكسوت عروضه القوية هذا الموسم، في جميع الأدوار التي تكلف بها، هجوميا ودفاعيا، وكان مصدر الخطورة الوحيد في هجوم شباب المحمدية، رغم مهامه الدفاعية، بينما فرض رقابة قوية على أسامة المليوي العائد من إصابة. وفي المقابل، أبقى رشيد الطاوسي على زكرياء الوردي في المباراة حتى نهايتها، رغم عودته من فترة توقف طويلة امتدت أكثر من أربعة أشهر، كما تأخر كثيرا في إخراج زكرياء الهبطي الذي بدا عليه التعب، بسبب قلة التنافسية. ولم يوفر الطاوسي أي دعم لحميد أحداد، وتركه وحيدا وسط مدافعي شباب المحمدية، ولم يشرك سفيان بنجديدة إلا في الدقائق الأخيرة، فيما أخرج اللاعب الوحيد الذي كان قادرا على مد هذين المهاجمين بالكرة، محمد مكعازي. تصريحات فاخر: ليس سهلا التعادل أمام الرجاء قال امحمد فاخر، مدرب شباب المحمدية، إنه ليس من السهل التعادل أمام الرجاء الرياضي، الذي وصفه ب «الفريق القوي والمتماسك». وأوضح فاخر في تصريح بعد المباراة، أن الشباب لعب بمؤهلاته، وحاول اللعب في المساحات في ظهر دفاع الرجاء، وأتيحت للاعبيه فرص لم تستغلل لسوء الحظ. وأضاف مدرب الشباب أنه كان يعلم أن الرجاء سيغامر في الهجوم، بحثا عن الفوز، لأنه يصارع من أجل نيل لقب البطولة، إذ اعتمد على سرعة بعض لاعبيه، لكن ذلك لم يكن كافيا لتحقيق الفوز. وعن صراع اللقب قال فاخر إن حظوظ الرجاء قائمة، بما أنه مازالت هناك أربع مباريات، يمكن أن تغير أشياء كثيرة في سباق البطولة، منوها بلاعبيه، وما قدموه أمام الفريق الأخضر. الطاوسي: تأثرنا بالديربي قال رشيد الطاوسي، مدرب الرجاء، إن لاعبيه تأثروا بالديربي، والمجهود البدني الذي قدموه أمام الوداد، مشيرا إلى أنه لا يسعى إلى تبرير التعادل بملعب شباب المحمدية، أول أمس (الأحد). وأضاف الطاوسي في تصريح بعد المباراة، أن لاعبي الشباب استفادوا من يوم راحة أكثر من لاعبيه، مبرزا أنهم كانوا مستعدين جيدا للمباراة، ونجحوا في الفوز بالنزالات الثنائية. واعترف الطاوسي أن الرجاء عانى بسبب غياب محسن متولي ومحمد زريدة، مشيرا إلى أنه لعب كل أوراقه الهجومية، بإشراك سفيان بنجديدة وهيثم البهجة، غير أن امحمد فاخر أغلق كل المنافذ أمام لاعبي الرجاء. ودعا الطاوسي إلى ضرورة نسيان مباراة شباب المحمدية، إذ اعتبر أن نقطة خير من الهزيمة، متمنيا أن يتم تعويض ذلك في المباريات المقبلة. إنجاز: عبد الإله المتقي

ارتباك بسبب جماهير الرجاء بالمحمدية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لمعلوماتك

الوداد يتجاوز عثرة الديربي

مقالات ذات صلة