ملف الصباح

الفلاحة والماء … “ضار ومضرور”

القطاع تضرر من سنوات الجفاف وزراعات تساهم في النزيف

تأثر القطاع الفلاحي بشكل كبير بتوالي سنوات الجفاف، وندرة التساقطات في عدد من المواسم، لكنه يساهم أيضا في أزمة الماء التي يعانيها المغرب.

وأدت ندرة التساقطات إلى تضرر عدد كبير من المزروعات والمحاصيل، وتأزم أحوال فئات واسعة من الفلاحين والمزارعين والكسابة، لكن في الوقت نفسه هناك أنواع عديدة من الممارسات تستنزف ما تبقى من الفرشة المائية، نتيجة سوء الاستغلال، والتبذير المفرط للماء، ما يشكل خطرا كبيرا على الثروة المائية في عدد من المناطق.

كشفو تقنيون ومهنيون تحدثوا إلى «الصباح» عن إقبال الفلاح المغربي في عدد من المناطق على زراعة البطيخ الأحمر (الدلاح) والذرة والجزر، وهي مغروسات تلتهم كميات كبيرة من الماء، وتتطلب الري بشكل يومي تقريبا، وبنسب كبيرة تصل إلى درجة الغمر في بعض الأنواع.

واستغرب التقنيون غياب أي خطط بديلة أو مقاربة من شأنها تدبير هذا الملف، على غرار منع زراعة البطيخ أو تقنينها في المناطق الجافة، أو تلك المهددة بأزمات الماء باستمرار، أو تعويض نبتة الذرة، التي تستعمل في علف الماشية بشكل كثيف بنبات آخر يتطلب كميات أقل من الماء.

وساهم دعم الدولة للمشاريع الفلاحية في إقبال الفلاحين على هذه الزراعات، خصوصا الذرة، والتي تساهم بشكل كبير في توفير كلأ الماشية، سيما الأبقار الحلوب، لكن تكلفتها المائية كبيرة جدا، ما يفرض تعويضها بزراعات أخرى.
وتفاقمت أزمة القطاع الفلاحي بشكل كبير جراء ندرة الماء، ما أدى إلى شلل عدة أنشطة مرتبطة بهذا القطاع.

وتخلص عدد من الكسابة من مواشيهم، بسبب مشاكل الكلأ وارتفاع أسعار المواد العلفية، التي أصبحت تأتي من الأسواق الخارجية في الغالب، بسبب الجفاف.
وتوقف فلاحون عن ممارسة مجموعة من الأنشطة، بسبب قلة الماء والتساقطات وتأثر الفرشة المائية.

عبد الإله المتقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.