احتجاجـات فـي مخيلـة جزائـري

الذباب الإلكتروني يبذل الغالي والنفيس لإقناع الجزائريين بأنهم أحسن دولة في العالم تخصص الذباب الإلكتروني الجزائري، في الآونة الأخيرة، في حرب إعلامية على المغرب ومصالحه، وبما أن الاحتجاجات في الجزائر تخيف النظام، وجعلته يرتعد، خاصة في الأسابيع والشهور الأولى من الحراك، قبل أن تجهضه إجراءات "كورونا"، ظن من يعمل الذباب الإلكتروني لحسابه، أن الاحتجاجات في المغرب شبيهة بتلك التي اندلعت في الجزائر، ولم يجد النظام وسيلة لإخمادها سوى الاعتقالات، وتخوين المحتجين، وتصنيف حركات وجمعيات على أنها إرهابية. الاحتجاجات التي يتحدث عنها الذباب الجزائري، تتعلق بمسيرات ضد غلاء الأسعار، وهي احتجاجات تقودها النقابات والجبهة الاجتماعية، التي تضم عشرات الجمعيات المدنية، وهذا أمر مطلوب لأن الأسعار شهدت ارتفاعا صاروخيا في الآونة الأخيرة، ليس في المغرب فحسب, بل في العالم، والاحتجاجات ليست سوى ورقة ضغط على الحكومة من أجل مضاعفة العمل، وابتكار حلول من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية، وهذا أمر محمود. وحاولت الجزائر أن تعتبر تلك الاحتجاجات التي منع بعضها في الأصل، ولم يخرج سوى البعض إلى الشارع، احتجاجات شعبية تستهدف الإطاحة بالنظام، بل إن إحدى قنوات النظام الرسمية المعروفة، زفت خبرا لا أساس له من الصحة، ويتعلق بسفر الملك محمد السادس إلى فرنسا، من أجل قضاء إجازته، ويرتقب أن يلتقي فيها شخصيات من قبيل الرئيس الفرنسي، لكن الإخوة الجزائريين قالوا إن الأسرة الملكية هربت من الاحتجاجات. ولا يعلم الجزائريون أو ربما لا يريدون أن يفهموا، أن المؤسسة الملكية والوحدة الترابية والدين الإسلامي، أمور لم يعد يناقشها المغاربة، لأنها اختيارات دولة، شعبا وسلطة، والباقي يمكن الخوض فيه، إذ أن الملكية صمام أمان المغاربة، ولا يمكنهم التفريط في تاريخهم، تاريخ اتحاد السلطة والشعب في الأزمات، وفي استرجاع الأرض، وتحريرها من الاستعمار. ويخوض "الذباب" الجزائري حروبه مع نفسه، إذ أن المغاربة والعالم لا يصدقون كل ما يصدر عن الجزائر، لأنها دولة فقدت مصداقيتها، وأصبحت مثل شخص مختل، يحاول الجميع تفاديه، والابتعاد عن شروره، لأنه نظام لا يمكن أن تنجح معه شراكة أو صداقة. وفهم المغرب هذه القاعدة منذ زمان، إذ أن الدولة تعتبر الجزائريين أشقاء، ولا تريد أن تشغل نفسها بدولة عقيمة لا يمكن الوثوق بها، لأنها لا تعرف مصالحها، وتخوض حروبا وهمية، من أجل إقناع الجزائريين بأنهم مواطنو أحسن دولة في العالم. وما دام الشعب الجزائري راضيا عن نظامه، فلا يمكن أن تغير أفكاره، أو تجيب الذباب الالكتروني التابع له، إذ أن عددا من المغاربة، ممن كانوا يردون ويوضحون، فهموا أخيرا أن هؤلاء لا يمكن مناقشتهم بالدليل والحجة، وأفضل خيار تركهم يسوقون الوهم لشعبهم. عصام الناصيري

احتجاجـات فـي مخيلـة جزائـري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لسارق بالعنف بمكناس

مقتل طفل بحجر طائش

مقالات ذات صلة