الحج… عبادة و”بزنس”

يدر على خزينة السعودية ملايين الريالات وتستفيد منه وكالات الأسفار والفنادق وبائعو ماء زمزم وممونو الحفلات فعلا، الحج لمن استطاع إليه سبيلا. ليس فقط على مستوى الجهد والقدرة والطاقة البدنية التي تسمح للحاج بالسفر وأداء المناسك، في ظروف جيدة، بل على مستوى الإمكانيات المادية أيضا، بعد أن تجاوزت تكلفة الحج هذه السنة 6 ملايين سنتيم، دون احتساب مصاريف الجيب، بالنسبة إلى الراغبين في الحج «مع الدولة». أما بالنسبة إلى الحجاج VIP، فيصل المبلغ أضعافا مضاعفة، مقابل خدمات «هاي كلاس»، تشمل الإقامة في أفخم الفنادق، المطلة مباشرة على الكعبة، والاستمتاع ب»الماساج» و»السبا» والقيام ب»الشوبينغ»، بل حتى ترتيب لقاءات مع الدعاة والفقهاء وعلماء الدين المعروفين والنجوم، الذين يظهرون على شاشات التلفزيون. لم يعد الأمر اليوم يتعلق بركن من أركان الإسلام أو عبادة يحرص المسلمون على أدائها كما يجب منذ قرون طويلة، بل أصبحنا أمام «بزنس» حقيقي، يدر على أصحابه أموالا طائلة، وعلى رأسهم السعودية، حيث يوجد المسجد الحرام، المكان المقدس الذي تحلم أمة محمد، من الخليج إلى ما وراء المحيط، بزيارته والتبرك به، إلى درجة أن ولي العهد السعودي وضع الحج ضمن أولويات خطته الاقتصادية ل2030، التي يرغب من خلالها تنويع موارد خزينة الدولة، بدل الاكتفاء بالبترول فقط، الذي بدأت تتراجع احتياطاته. لقد كان الحج، دائما، يجمع بين الجانبين، الديني والتجاري. إذ كانت القوافل تقصده من جميع الأنحاء ويتوافد عليه التجار من مختلف الجنسيات، من أجل بيع البضائع والشراء والتفاوض والاتفاق حول «الصفقات»، وهو الدور الذي استمر في لعبه حتى بعد مجيء الإسلام. في هذا الملف، تحاول «الصباح»، رصد مختلف مظاهر هذا «البزنس» الذي يغتني منه الكثيرون، بدءا من وكالات الأسفار، مرورا بتجار ماء زمزم والعود و»الجاوي» والمسك والعنبر وغيرها من مستلزمات الحج، وصولا إلى مموني الحفلات الذين تنتعش أنشطتهم بعد عودة الحجاج. نورا الفواري

الحج… عبادة و”بزنس”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أش خاصك دير ؟ ... تسجيل سيارة جديدة باسم صاحبها

بتعليمات ملكية ... مؤسسة محمد الخامس للتضامن تطلق عملية “مرحبا 2022”

مقالات ذات صلة