مراكز التكوين… رؤية مضببة

تفاوت في التصديق على المجزوءات والبحوث وإرهاق وضغط ونتائج متواضعة في موسم 2016/2017، شرعت وزارة التربية الوطنية في اعتماد أساتذة غير مكونين، قبل أن ينخرطوا في دورات تكوين خلال العطل الصيفية، للتصديق على ثلاثة مجزوءات فقط، هي التخطيط والتدبير والتقويم، دون استكمال في باقي المجزوءات الأخرى، إضافة إلى إنجاز البحث التدخلي، ما جعل وضعيتهم مجمدة لحد الآن. ولجأت الوزارة إلى تقليص مدة التكوين، إذ تخرج منذ 2018 خمسة أفواج في إطار عدة جديدة، واقتصر تكوين هذه الأفواج على 20 أو 24 أسبوعا تبتدئ من دجنبر إلى يوليوز، وطرحت هذه الصيغة العديد من المعيقات والإكراهات المرتبطة بالتربية والتكوين داخل المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وعلاقتها بعملية انتقاء الطلبة والمكونين، وطريقة الاستفادة من المجزوءات التكوينية في ظرف قياسي لا يتجاوز أحيانا ثلاثة أشهر. وانتقد العديد من المكونين هذه الصيغة وأكدوا أن العدة الجديدة التي تم اعتمادها في 2018 تتميز بالتخلي عن براديغم، عملي ونظري والتقليص من مدة التدريب التي كانت تصل إلى 60 في المائة من زمن التكوين في سنة تكوينية تبدأ من أكتوبر، مما يمنح الأساتذة المتدربين أكثر من 16 أسبوعا للتداريب وتعويض الوضعيات المهنية التي كانوا يتدربون فيها في مؤسسات التدريب لأسابيع إلى مجرد أنشطة عملية لا تتجاوز 60 ساعة في الأسدس. وأكد أحمد بلاطي، أستاذ التعليم العالي مساعد، أن تمديد التكوين لسنة ثانية يكون فيها الأستاذ في وضعية تدريب وينجز فيها البحث التدخلي، إضافة إلى استفادته في العطلة البينية من دورات في التكوين المستمر تكون مخصصة لتحليل الممارسة ومعالجة الصعوبات التي واجهها أثناء تدريبه، ما هي إلا كذبة تم تصديقها، لأن التكوين يبدأ في أحسن الأحوال في دجنبر وينتهي عمليا في يونيو، وتنتهي السنة التكوينية المخصصة للتدريب في دجنبر من السنة الموالية بمناقشة البحث التدخلي. وأضاف عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أن الادعاء بأن السنة الثانية مخصصة للتدريب وأن الأستاذ المتدرب يظل مرتبطا بالمركز، يبقى مجرد كذبة لا أساس لها من الصحة، إذ يمارس الأستاذ مهامه كاملة بدون إشراف، أو مرافقة لا من مفتش ولا من أستاذ مرشد أو رئيس، إذ يصطدم بواقع الممارسة وعدم توفر الأدوات أو وسائل النقل أو الربط بالأنترنيت وكثير من المديريات الإقليمية لم يناقش إلا عدد قليل من الأساتذة بحوثهم التدخلية طيلة سنوات (بني ملال، أزيلال، وجدة). أحمد ذو الرشاد(الجديدة) إرهاق مزمن يرى سعيد الصادوقي، أستاذ التعليم العالي ومكون تربوي، أنه من بين الإكراهات التي تواجه أطر الأكاديمية في التكوين، كثرة المجزوءات المدرسة في حيز زمني قصير، ما يرهق الأستاذ المتدرب في التكوين ويجعله يمل من التكوين الذي لا يجد فيه متعة ولا فائدة لأن ما يهم هذا المتدرب هي الممارسة الفعلية في التداريب الميدانية مع تزويده ببعض المعارف النظرية التي تسعفه في التخطيط والتدبير والتقويم الفعلي، أما أن يدرس مجموعة من المجزوءات في وقت قياسي، فهذا غير ممكن لأن زمن التكوين لا يساعد على الاطلاع على كل المجزوءات بالشكل الذي يمكنه من التمكن منها، بالإضافة إلى هذا كله، هناك العديد من الإكراهات الأخرى ومن ضمنها غياب المصاحبة والمواكبة لهؤلاء أثناء التكوين وبعد التكوين أي بعد تخرجهم مما يجعلهم يواجهون مشاكل متعددة. وخلص عدد من المهتمين بالشأن التربوي إلى أن المقاربة التقنوية المعتمدة في وضع عدة التكوين، أفقرتها وجعلت جودة التكوين موضع مساءلة، ولا يدري أحد الأسباب التي دفعت المسؤولين إلى تخريبها رغم ما يقال عنها، فإنها أحسن بكثير من هذه العدة التي يغيب فيها العمق ولا تستجيب لحاجات المتدربين الذين يتخرجون من الجامعة المغربية وهم لا يتوفرون على الحد الأدنى من القدرات والمهارات والمعارف. أ. ذ

مراكز التكوين… رؤية مضببة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقجع يوجه صفعة أخرى للخصوم

ماسينا يعود إلى "الكالشيو"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات