نساء ينافسن الرجال في زعامة الشبكات الإجرامية

إحداهن استدرجت رواد الأسواق الأسبوعية وأخريات نصبن فخا لفقهاء لاختطافهم لم يعد تزعم الشبكات الإجرامية حكرا على الرجال، بل اقتحمت بقوة من قبل فتيات في عمر الزهور تخلصن من لطافتهن متسلحات بالسكاكين لبسط نفوذهن على شوارع وأزقة وأحياء، في "فتوة ناعمة" على إيقاع الدم والاحتيال، ارتفعت وتيرتها في السنوات الأخيرة، ما يستشف من رقم الملفات الجنحية والجنائية المعروضة على أنظار مختلف المحاكم، والكاشفة لحقيقة "مساواة في زعامة الجريمة" لم تطالب بها الهيآت والمنظمات النسائية ولم تخطر على بالها أو حلمت بتحقيقها. فتيات تسلحن بشفرات الحلاقة والسكاكين و"الكروموجين" والدهاء والحيل الماكرة، وولجن عالم الجريمة من بابه الواسع بعدما كان إلى زمن قريب مقتصرا على الجنس الخشن لما يحفه من مخاطر، معلنات تخليهن مؤقتا عن أنوثتهن، ومستعرضات عضلاتهن على مارة عزل لا حول ولا قوة لهم إلا وجودهم في طريق "مجرمات خشنات" لا يعرن لعواقب الأمور أي اعتبار، بعد أن اخترن عن سبق إصرار وترصد، طريقا يعلمن أنه لن يؤدي بهن إلا إلى السجن مهما طال بعدهن عن العقاب. حالات كثيرة لحمل السلاح في ظروف من شأنها المس بسلامة الأشخاص، قد تكون مقرونة بالسرقة الزهيدة أو الموصوفة المقترنة بظروف التشديد، تورطت فيها فتيات انحرفن وخاصمن نعومة ولطافة أجسامهن، ليجدن أنفسهن صدفة بالشارع العام في قلب جرائم وعلى رأس عصابات متخصصة، لوحدهن أو إلى جانب رجال يحضنونهن ويسخرونهن لتنفيذ عمليات سطو واعتداءات على المواطنين أو الاكتفاء باستدراج الضحايا وتخزين المسروق وإخفائه والاختفاء بعيدا عن الأعين المتلصصة. نساء يلعبن دور "الطعم" للإيقاع بضحاياهن وجدت النساء ممن اخترن طريق الانحراف لتناسل عدة عوامل اجتماعية واقتصادية، لأنفسهن موقعا وسط المنحرفين أو يتزعمنهم. ويبقى حضورهن وازنا في عصابات للسرقة مؤثثة بهن، رغم ما قد يلاحظ من ضعف دورهن رغم أنهن حلقة أساسية في تنفيذ مختلف العمليات أو اصطياد الضحايا في الشوارع والأزقة واستدراجهم إلى مواقع مغلقة وخالية بعد الاتفاق المسبق مع زملاء لهن يكونون على أتم الاستعداد لسلبهم ما يملكون من أموال وهواتف وأشياء ثمينة. ومن آخر الشبكات المؤثثة بالجنس اللطيف، تلك المفككة من قبل درك تيسة بتاونات، والمكونة من عدة شباب من أحياء مختلفة بمدينة فاس وضواحيها بينهم فتاة، اكتروا سيارة من شركة مختصة وقطعوا نحو 55 كيلومترا لتنفيذ عمليات سرقة أصحاب السيارات المتوجة إلى السوق الأسبوعي أربعاء تيسة، قبل إيقافهم إثر حادثة سير ناتجة عن اصطدام سيارتهم بأخرى على الطريق أواخر يناير الماضي، وإحالتهم على الوكيل العام باستئنافية فاس الذي أحالهم بدورهم على قاضي التحقيق. ولعل من أشهر العصابات المؤثثة بالعنصر النسوي، تلك التي كانت وراء اختطاف واحتجاز تاجري سيارات مستعملة وتصفيتهما وإحراق جثتيهما قبل التخلص منهما في غابة عين الشقف، بعد إحراق سيارتهما في الطريق إلى تازة، في محاولة فاشلة لإخفاء معالم الجريمة التي فك لغزها في زمن قياسي بعد إيقاف المتورطين ومن لهم علاقة بهم، وتقديمهم إلى العدالة التي تابعتهم وأدانتهم بمدد سجنية مختلفة، قبل أن يقود بعضهم محاولة للفرار من السجن انتهت بوفاة زعيم العصابة.وكانت شقيقتا زعيم الشبكة، حلقة أساسية في مختلف العمليات التي نفذتها بمناطق متفرقة ومختلفة، إذ عادة ما كانتا تستدرجان الباحثين عن اللذة الأغنياء ومن أصحاب السيارات الفاخرة، إلى شقة مكتراة بسيدي احرازم بداعي ممارسة الجنس، ليجدوا أنفسهم محاصرين من قبل شقيقيهما ومعاونيهما، المرتدين أزياء نظامية، وينطلق مسلسل المساومة لإطلاق سراحهم، ما انتهى بجريمة قتل التاجرين لرفضهما الانصياع إلى طلبات العصابة بتميكنها من مبلغ مالي مهم نظير تسريحهم من قبضتهم. وليست هذه القضية وحيدة، بل سبق لجنايات فاس أن بتت في ملف مشابه تزعمت فيه شقيقات الإعداد للإيقاع بفقهاء وحفظة القرآن، بداعي إصابتهن بمس جنوني، قبل اختطافهم واحتجازهم ومطالبة أهلهم بفدية مقابل الإفراج عنهم، إذ اتهمت الشبكة المكونة من عدة أفراد من العائلة نفسها، بتنفيذ عدة عمليات مماثلة انتهت إحداها بقتل فقيه يتحدر من تاوريرت تم التخلص من جثته بالبهاليل نواحي إقليم صفرو، الذي اعتبر النقطة التي أفضت إلى اعتقال أفراد الشبكة ومحاكمتهم. الحبس لزعيمة شبكة لسرقة رواد الأسواق سنتان حبسا نافذا، مدة حكمت بها "ف. ر" فتاة يافعة بتهمة "تكوين عصابة إجرامية والسرقات المقترنة بظروف التعدد والتهديد واستعمال ناقلة والليل والسلاح والعنف، بعدما وجدت نفسها زعيمة شبكة متخصصة في السرقة الموصوفة، بعد استعمالها وسيلة لاستدراج الضحايا من الأسواق الأسبوعية القروية، فيما أدين اثنان من شركائها ب3 سنوات حبسا نافذا لكل واحد منهما، وآخر ب5 سنوات سجنا، كما أدين شقيقه بأربع سنوات حبسا نافذا، في ملف ما زال رائجا أمام غرفة الجنايات الاستئنافية. واتهمت تلك الفتاة المزدادة في سنة 1993، بتزعم هذه الشبكة، وحوكمت في حالة اعتقال بسجن عين قادوس، وبدت أثناء محاكمتها بتهم جنحة وجنائية ثقيلة، مطأطئة الرأس وهي تقف بقفص الاتهام بالقاعة الثانية بمحكمة الاستئناف بفاس، إلى جانب زملائها الذين أوقفوا قبل أكثر من سنتين، مؤدية ثمن تعرفها على شاب ضمن أفراد الشبكة، عشقته بجنون وطالما طمحت لبناء عش الزوجية معه وتتويجه بسعادتهما المنعشة لآمالهما في حياة أفضل مما عاشاه في طفولتيهما المغتصبة براءتها. هذه الفتاة اليافعة استغلت أبشع استغلال في مختلف العمليات الستة التي نفذتها العصابة، إذ استغل جمالها وقدها الممشوق، لاستدراج زبناء اللذة وإغرائهم بجسدها، قبل مرافقتهم إلى مواقع خالية بعيدة عن الأعين في محيط الأسواق، بداعي ممارسة الجنس مقابل مبالغ مالية. لكن ذلك لم يكن إلا فخا للإيقاع بهم، إذ سرعان ما كانوا يجدون باقي أفراد الشبكة في انتظارهم، ليسلبوهم ما يملكون من مال وغيره دون أن يسلموا من إصابات ناتجة عن اعتداءات جسدية بالسلاح الأبيض. وأفضت التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية في سرقة بعض التجهيزات من منزل بحي هامشي بفاس بينها كمية مهمة من الزيت وأغطية ومعدات وتجهيزات للمطعم، إلى اكتشاف تورط فتاة ضمن شبكة تسللت إلى المنزل عبر نافذة مكسرة وبين أفرادها شخصان لهما سوابق عدلية مختلفة، وتوبعت بتهم السرقة الموصوفة بالتعدد والليل والكسر واستعمال ناقلة ذات محرك وحمل السلاح الأبيض في ظروف من شأنها تهديد سلامة الأشخاص. حميد الأبيض (فاس)

نساء ينافسن الرجال في زعامة الشبكات الإجرامية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فتيات يقدن عصابات إجرامية بمراكش

تفكيك شبكة لترويج الكوكايين بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات