وزارة التجهيز تنزع ملكية أراض بها ثقوب مائية غير مرخصة وفيرة المياه لتلبية طلب مدن العطش لم تجد وزارة التجهيز بدا من إعمال مسطرة نزع الملكية لأراض بها ثقوب مائية وفيرة المياه، في ملكية أصحاب ضيعات فلاحية، لتلبية طلب مدن العطش، كما هو الحال في الخميسات وضواحيها. وعلمت "الصباح" أن المسطرة المذكورة أسعفت المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في تزويد مدينتي الرماني و"زحيليكة"، وإنهاء مشكل المياه المخلوط بالوحل، وكذا ضمان تزويد سجن محلي تأثر بدوره بسبب شح مياه سد سيدي محمد بن عبد الله. وينتظر أن يتم إعمال المسطرة نفسها في مناطق أخرى تمكنت فيها شرطة المياه من حجز آبار وثقوب مائية غير مرخصة تستعمل لملء خزانات ضيعات تضاهي مساحة بعضها مساحة سدود تلية صغيرة، يمكنها أن تحل مشكل خصاص المياه في جماعات قروية جفت قنواتها كما هو الحال بالنسبة إلى جماعة "الغوالم"، ضواحي الخميسات، التي وصل مستوى بئر "صبارة"، الذي يزودها بالماء الشروب، إلى الحضيض. وحذرت شرطة المياه التابعة لوكالة الحوض المائي أبي رقراق الشاوية من خطورة ممارسات أصحاب ضيعات تهدد سلامة السكان المجاورين بعد مصرع ثلاثة أشخاص في ضيعة نواحي برشيد، بسبب صهريج عشوائي، يتم ملؤه من آبار سرية حفرت بسبب تواطؤ منتخبين في الأشهر الأخيرة من الولاية الانتخابية المنتهية. ولا يتردد نافذون في منع عناصر الشرطة من الدخول إلى ضيعاتهم، رغم وجود إخباريات عن وجود آبار وأثقاب غير مرخصة، خاصة في مناطق معروفة بالزراعات المستنزفة للماء، علما أن بعض الاستغلاليات الفلاحية محمية ضد عمليات التفتيش، التي تقوم بها حاليا لجان مشتركة تضم الداخلية والتجهيز والدرك. وكشفت الأبحاث الجارية من قبل لجان مختصة عن معلومات خطيرة، مفادها أن شبكات أصحاب الحفارات فتحوا أوراشا سرية لتركيب "صوندات"، بعد منع استيرادها، وأن حفارين سوريين أقاموا في نواحي برشيد ورشات عشوائية تقوم بتصنيع آليات متطورة لحفر الأثقاب وتركيبها على شاحنات بأرقام تسجيل مزورة، لكي تظهر على أنها مستوردة قديما، وأن الأوراش تقوم بالإصلاح فقط. ولا يتردد أصحاب ضيعات في حفر آبار كثيرة غير مرخص لها، إذ سبق لشرطة مياه الحوض المائي أبي رقراق الشاوية، أن داهمت عددا منها وردمت ثقبا مائية عشوائية، تستعمل في إقامة صهاريج كبيرة تصل مساحتها إلى هكتار وبعمق سبعة أمتار، أي أن الأمر يتعلق بشبه سدود صغيرة، بالنظر إلى أن حمولة بعض الحفر تصل إلى 70 ألف متر مكعب، وتسبب بعض المستفيدين من تفويت آلاف الهكتارات من أراضي الدولة، في إشعال فتيل انتفاضات واحتجاجات، جراء استنزافهم مياه آبار الدواوير، كما هو الحال بالنسبة إلى ضيعة تمتد على 200 هكتار بمنطقة أولاد زيان، التابعة ترابيا لإقليم برشيد والمتخصصة في إنتاج الجزر، الذي يتطلب كميات كبيرة جدا من الماء. ياسين قُطيب