موزعون وناشرون يناقشون إكراهات حضور الكتاب بين الورقي والرقمي دبت الحركة والحياة من جديد، الثلاثاء الماضي في أروقة مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بعد ثلاثة أيام استسلم فيها الفضاء لطقوس الحداد التي أعلنتها دولة الإمارات العربية المتحدة على وفاة رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي توفي الجمعة الماضي، على أن يستمر تنكيس الأعلام أربعين يوما. وتوقفت مختلف الأنشطة والفقرات التي كانت مبرمجة بالمهرجان في دورته الثالثة عشر، بشكل مؤقت، في الوقت الذي ظلت فيه أروقة البيع مفتوحة في وجه الزوار الذين تناقصت أعدادهم بشكل ملحوظ خلال أيام الحداد، كما عاينت ذلك الصباح، ليعم الهدوء الفضاء لفترة قصيرة قبل أن يستعيد حيويته. واحتلت من جديد سيارات النقل المدرسي المجال المحيط ببناية المعرض، بألوانها الصفراء المميزة وهي تنقل وفود الأطفال وتلاميذ المؤسسات التعليمية التي تنظم زيارات، أضفت على المعرض روحا أخرى أشاعتها حركية الأطفال وهم يكتشفون بفضول الكتب والمعروضات الموجهة لهم في تظاهرة تهدف بالأساس إلى مصالحتهم مع الكتاب وعوالمه. وفي الوقت الذي كان فيه زوار المعرض من البراعم واليافعين يبعثون الدفء في أوصال المعرض، كان البالغون يلتئمون في (مؤتمر الموزعين الدولي) الذي تنظمه هيأة الشارقة للكتاب بحضور أكثر من 385 موزعا وناشرا وبائع كتب من 56 دولة، لمناقشة التوجهات القائمة والمستقبلية في مجال توزيع الكتب، وبحث سبل تعزيز الجهود الرامية لتطوير منظومة النشر على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وناقش موزعو الكتب المشاركون، خلال اليوم الأول من المؤتمر، أفضل الممارسات ودراسات الحالة الناجحة والخطوات الجديدة والمبتكرة التي يتخذونها لتنمية وتطوير أعمالهم، واستمع المشاركون إلى عدد من الخبراء حول أفضل ممارسات المشاركة المجتمعية وأثرها على حجم المبيعات، وأهمية القنوات الرقمية التي تشمل مواقع الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي، والنشرات الإخباريّة الإلكترونية، والتجارة الإلكترونيّة. وشهد اليوم الأول جلسة نقاش استعرضت متطلبات إدارة مكتبات أو متاجر كتب ناجحة، وقدمت نصائح ثمينة حول الاستفادة من الشراكات مع الجهات المعنية بقطاع النشر، تلتها جلسة استمع فيها المشاركون لموزعة الكتب المصرية نادية واصف، التي شاركت الدروس التي تعلمتها والتحديات التي واجهتها والفرص التي استفادت منها خلال إدارتها لمكتبة ناجحة في العاصمة المصرية القاهرة. وقالت ياسمينة كانوريك، من اتحاد موزعي الكتب الأوروبية والدولي في كلمتها الرئيسة حول الأسواق الدولية لبيع وتوزيع الكتب: "بعد تحليل توجهات الأسواق خلال العام الماضي، تبين أن الوباء أعاد رسم ملامح صناعة توزيع الكتب على المستوى العالمي، التي شهدت فوارق كبيرة في النمو عبر مختلف القنوات، ولاحظنا التكيف مع نماذج الأعمال الجديدة والتحولات في سلوكات المستهلكين، وصعود سوق الكتب الإلكترونية والصوتية". عزيز المجدوب (موفد الصباح إلى الشارقة)