فقرات موسيقية للاحتفاء بالذكرى 50 لميلاد الجمعية بالرباط احتضنت قاعة علال الفاسي بالرباط، في الآونة الأخيرة، حفلا فنيا وثقافيا لمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، التي أشرف على تنظيمها فرع الجمعية بـ "الرباط التقدم". ولم يكن الحفل مجرد مناسبة بروتوكولية للاحتفاء بالرقم الزمني، بل شكل محطة استثنائية لاستعراض رصيد جمعية راكمت خمسين سنة من العمل الميداني، والاشتغال الثقافي، والالتزام التربوي، في مختلف جهات المملكة، إذ تميزت الأمسية بأجواء وجدانية عميقة، حيث امتزجت لحظات الفرح والاعتزاز بروح الاعتراف والوفاء لأولئك الذين بادروا، منذ عقود، إلى زرع بذرة مشروع تربوي جعل من الثقافة والمواطنة ركيزتين أساسيتين في بناء الإنسان. وافتتحت فقرات الحفل بأداء جماعي مؤثر لنشيد الجمعية، من قبل أطفال وشباب فرع "الرباط التقدم"، في لحظة استحضرت روح الانتماء والاعتزاز بهوية الجمعية. وعبر الأستاذ سعيد العزوزي، رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، عن "عميق اعتزازه بهذه اللحظة الفارقة في مسار الجمعية"، مؤكدا أن ما يتم الاحتفاء به ليس فقط رقم خمسين، بل هو "خمسون سنة من الحلم والعمل، والمقاومة الثقافية الهادفة، مضيفا أن الجمعية استطاعت، بفضل جهود أطرها ومؤسسيها وشبابها، أن تظل فاعلا حيا في المشهد التربوي والثقافي، وأن تحافظ على استقلاليتها ومشروعها الفكري في زمن التحولات. وشكلت لحظة التكريم أحد أبرز محطات الأمسية، إذ تم الاحتفاء بعدد من المؤسسين، الذين كان لهم السبق في وضع اللبنات الأولى للجمعية، ومنهم محمد شفيق وعبد الجبار بولهز ورشيدة سوداد وعلال وشن، ومحمد هزيل. كما تم تكريم مناديب فرع "الرباط التقدم" الذين تعاقبوا على تسيير شؤونه وتأطير أنشطته عبر السنوات، تقديرا لمساراتهم ومسؤولياتهم التربوية، ومنهم إبراهيم أيت لديب وأحمد العزوزي وحكيم العمراني، كما شمل التكريم عددا من الأطر التربوية التي انخرطت في المشروع التربوي للجمعية، من أبرزهم خديجة العزوزي ونعيمة بووردة وفاطمة جعادي وحفصاء منزول وليلى الأيوبي ومحمد الكوادي وهشام أوبركة وإسماعيل الشافعي وسمير نيمديان. وحضرالشق الفني بتقديم عروض متنوعة، إذ قدم أطفال وشباب الجمعية باقة من اللوحات الفلكلورية المستوحاة من التراث المغربي المتعدد، وشملت رقصة الكدرة الصحراوية، والطقطوقة الجبلية، والرقصة الأمازيغية، وكلها أُخرجت بحرفية على يد شباب الجمعية، الذين أبانوا عن مهارات فنية وتكوينية تعكس جودة التأطير وعمق التكوين داخل الجمعية. وشهد الحفل أيضا، مشاركة الفنان حميد العنتير وجوق الطرب الأصيل، إذ قدما وصلات موسيقية طربية مغربية أصيلة، لاقت تفاعلا كبيرا، من قبل الحضور، كما شارك الفنان الشاب عثمان الإدريسي بمجموعة من الأغاني، التي تمزج بين التراث والمعاصرة. خ. ع