خريج التجارة الدولية اختار إنشاء مقاولة لخدمة هواة فن الديكور الخاص بالسيارات الجديدة والكلاسيكية محمد جوهري، شاب ثلاثيني، من بين الشباب الذين يستحقون تسليط الضوء عليهم ضمن زاوية "قافزين"، بعد أن استطاعوا تحقيق ذواتهم في عالم المقاولات الذاتية، ليصبح واحدا من المستثمرين الذين يعول عليهم للمساهمة في الاقتصاد وإنعاش فرص الشغل لفائدة شباب الوطن. ففي الوقت الذي اتجه فيه أغلب الشباب للاستثمار في مجالات مستهلكة، اختار محمد ميدانا آخر، أولا لتحقيق حلمه وإشباع ولعه بعالم السيارات، وثانيا للمساهمة في الإدماج الاقتصادي لشباب مدينته ووطنه. بداية الحكاية بعد حصول محمد على شهادة الباكلوريا بالمغرب، قرر شد الرحال إلى فرنسا لمتابعة دراسته الجامعية، وفي الوقت الذي كان يتابع فيه دراسته، تجدد عشقه لعالم السيارات بعد معاينته عددا من المحلات المختصة في هذا المجال "عندما كنت أتابع دراسي بفرنسا أثارت انتباهي بعض المحلات المتطورة في إصلاح السيارات وتجديد هياكلها وكيف تتفنن في تغيير ديكورها بطريقة فنية حسب ذوق الزبون، وما تحتويه من آليات متطورة في هذا النوع من الخدمات الخاصة، ما جعلني أفكر في الموضوع". وكشف المقاول الشاب، أنه بعد نجاحه في الحصول على شهادة الماستر في تخصص التجارة الدولية، وعودته إلى المغرب للاشتغال، قرر الانزياح عن مجال تخصصه، بإنشاء مقاولة بالمحمدية متخصصة في فن تجديد معالم السيارات العتيقة وإحيائها، وتغيير تصميم وديكور السيارات الداخلي، حسب ذوق أصحابها ما يجعلها سيارة الأحلام. ورشات إبداعية لم يكن إنشاء محمد للمقاولة ضربة حظ، بل دخل التخصص عن طريق البحث في عالم السيارات، وهو ما أهله لاكتساب معارف حول تجديد هياكل العربات العتيقة وتغيير الديكورات الداخلية وبعض أجزاء الشكل الخارجي. وانطلق مشروع المقاول الشاب الذي يصفه ب"مصحة للسيارات"، تضم خدمات متنوعة وشاملة، تتوزع ما بين تجديد هياكل السيارات العتيقة والميكانيك و"الطولوري" وغيرها. "الحمد لله اكتسبت زبائن لهذا النوع من الخدمات، إذ شهدت مقاولتي إقبالا من قبل عدد من الزبائن الذين يتطلعون إلى الاستفادة من هذا النوع من الخدمات الخاصة، إذ يطالعون مجموعة من الصور للنماذج المحدثة، قبل خوض نقاش معهم حول الشكل الذي يرغبون في أن تكون عليه سياراتهم، إذ هناك من الزبائن من يشدد على أن يكون الراكب الوحيد للسيارة في شكلها المتفرد". معايير تقنية يقدم مشروع محمد اقتراحات ونماذج لتصاميم حتى يجد الزبون الشكل الذي يبحث عنه، باعتبار أن هناك من الأشخاص من يحلم بركوب سيارة متفردة في ديكورها الداخلي، من مقاعد وألوان وأكسسورات، وكذا في ما يخص بعض أجزاء الشكل الخارجي. وأوضح صاحب المقاولة الشابة، أن الورشة الإبداعية التي يشرف عليها، تلتزم بالمعايير القانونية، إذ في الوقت الذي تتم الاستجابة لطلبات الزبون في ما يخص تجديد هياكل السيارة بالشكل الذي يجعلها لوحة فنية، فإن المقاولة تحرص على احترام المعايير التقنية التي لا يمكن تجاوزها، مضيفا "مثلا لا يمكن الاستجابة لطلب زبون يرغب في تغيير قوة محرك سيارته، بأن تتجاوز 500 حصان، في حين أنها تضم 10 فقط، وبالتالي لا يمكن المغامرة بمعايير السلامة المحدثة من قبل الشركة الأصل، وهي التوضيحات التي يتفهمها". الإدماج الاقتصادي من بين الإيجابيات التي أتى بها مشروع محمد، أن ورشته أصبحت فضاء للتدريب وتشغيل الكفاءات الشابة، إذ كشف أن عددا من المؤسسات الدراسية التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، شرعت في إرسال طلبتها إلى مشروعه للاستفادة من فترات تدريب. وأوضح المتحدث نفسه، أن مشروعه يساهم في الإدماج الاقتصادي، بعد أن أصبح يضم فريقا من المختصين، الذين سبق لهم الخضوع لدورات تدريبية على يده في هذا الميدان، الذي يندرج ضمن الصناعة الفنية التي تحتاج إلى الكثير من التقنيات، إلى جانب البحث والتدقيق والتعلم لاكتساب المهارة المطلوبة والتميز عن الآخرين. الزمن الجميل العيش في حقبة الزمن الماضي، حلم يراود كل شخص في عصرنا الحالي، إلا أن صعوبة ذلك تجعله يكتفي فقط باستحضار الحقبة الغابرة بمطالعة الصور القديمة والبحث عن النفائس والأكسسورات والبنايات، التي تعود لتلك الحقبة الجميلة. لكن مع ورشة محمد يمكن للراغبين في عيش هذه التجربة ركوب السيارات العتيقة التي تعود إلى عقود طويلة. زائر ورشة محمد، قد يعتقد للوهلة الأولى أنها مجرد محل لإصلاح السيارات، وما إن يتمعن النظر في أرجائها حتى يكتشف أنه يتجول في فضاء يضم نفائس نادرة لسيارات كلاسيكية فاخرة، تنتظر إعادة إصلاحها وترميمها لبث الروح فيها من جديد، على يد فريق من العاملين كل حسب اختصاصه. وكشف محمد في تصريح ل"الصباح"، أن ورشته تعيد الحياة إلى السيارة العتيقة التي كانت متهالكة بفعل مرور السنين، بفضل إخضاعها للصيانة والترميم، اعتمادا على آلياته وكذا الأكسسوارات التي تعود لتلك الحقبة التاريخية، التي يقتنيها من الشركة المصنعة للسيارة المعنية بالترميم. وأوضح المقاول الشاب أن السيارة العتيقة، تتحول بعد مدة من الأشغال التي تتراوح ما بين 6 أشهر وسنة، من سيارة متهالكة إلى تحفة نادرة، بعد أن نجح فريق العمل في إعادتها إلى حالتها الأولى، بكل تفاصيل وتقنيات تلك الحقبة من سنوات الأربعينات والخمسينات والستينات والثمانينات، وهو ما يجعل محله قبلة لهواة هذا النوع من السيارات. محمد بها