قراءة في روايتين لحسن قرنفل وإدريس طاهي احتضن مركز دراسات الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، منتصف الأسبوع الماضي، فعاليات الندوة الوطنية في موضوع "الرواية والمجتمع". واستضافت الندوة المنظمة من قبل شعبة اللغة الفرنسية وآدابها، ومختبر الترجمة، وجمعية أصدقاء ابن زيدون، كل من الكاتب حسن قرنفل من خلال روايته الموسومة بـ"في انتظار العنوان" والكاتب إدريس طاهي وروايته Du haut du balcon. وعرفت الندوة تقديم وقراءة في روايتي الكاتبين، وشهادات حية في حق المحتفى بهما، ساهم فيها أساتذة وباحثون عبر مجموعة من المداخلات التي همت جوانب عدة في الروايتين. وصدرت رواية "في انتظار العنوان" للباحث وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، حسن قرنفل، عن دار الأمان الرباط، وقد عرف عنه اشتغاله في مجال علم الاجتماع قبل أن يركب شراع الإبداع الأدبي عبر بوابة الرواية، التي كانت دوما حاضرة في مخيلته وظلت مشروعا معلقا بالنسبة إليه. واستغل المؤلف درايته وإتقانه لنقد المجتمع المغربي، وتغلغله في متاهاته، وتجريبه الحديث عنه بطريقة مخالفة، فرصد ظواهر ومظاهر مجتمعية، وترك المجال لمخيلته لتحكي وتسرد وقائع تاريخية وأحداثا واقعية طبعت المجتمع المغربي منذ ستينات القرن الماضي. تجدر الإشارة إلى أن قرنفل له العديد من الإصدارات منها "النخبة السياسية والسلطة"، و"المجتمع المدني والنخبة السياسية"، و"الشغل بين النظرية الاقتصادية والحركة النقابية"، و"أهل فاس، المال والسياسة"، و"الفقر من الإحسان إلى التنمية البشرية". وتحكي رواية Du haut du balcon للكاتب والشاعر إدريس طاهي قصة "السعدية" التي تعيش الحياة بتقلباتها واضطراباتها، ومن خلالها الأحداث التي طبعت مدينة الدار البيضاء منذ سنوات الأربعينات وإلى حدود سنة 2006، وذلك بأسلوب يزاوج باحترافية بين الواقعي والمتخيل. وكتب الباحث، جيرارد شالاي، في خلفية الرواية أن الأمر يتعلق بعمل "واقعي إذا.. بداية بالإطار الزمكاني، الدار البيضاء في سنوات الستينات والثمانينات، مسقط رأس المؤلف، حيث تشكل متوالية من الذكريات المرهقة من تاريخ مدينة يتبدى من على الشرفة". تتجزأ الرواية إلى سلسلة من اللقطات غير المرقمة التي تشرح الطابع الإيمائي والتأملي لبطلة الرواية وهي: "من على الشرفة"، و"زنقة الخطيبي"، و"مارس 1965"، و"الشقة"، و"الجيران"، و"السلفي"، و"عبدو ونورة"، و"يونيو 1981"، و"مستودع الأموات"، و"شبح حسناء"، و"لالة زهراء"، و"سائق الدراجة الثلاثية"، و"الشباك الأوتوماتيكي"، و"حورية وعلي"، و"المقابر الجماعية"، و"مليكة"، و"التنازل"، و"العمل الأخير". أحمد سكاب (الجديدة)