fbpx
ملف الصباح

شيـوخ “البـوز” … تجـار الفتـاوى

ينافسون “روتيني اليومي” في نسب المشاهدة ويغلفون خطابهم الديني بالصراخ أو “التريكيل”

لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي فضاء رحبا بالنسبة إلى الفنانين والمشاهير، الذين ينشرون فيها جديدهم ويتفاعلون من خلالها مع جمهورهم فحسب، بل وجد فيها المفتون والدعاة وشيوخ الدين، ضالتهم أيضا، ومنحتهم مساحة أكبر لنشر “فكرهم”، سواء كان معتدلا أو مائلا إلى العنف والترهيب. وتحولت هذه المواقع، خاصة “فيسبوك”، إلى مرتع للعديد من هؤلاء الدعاة، يفتون في أمور الدنيا والدين، ويجنون من وراء فتاواهم الكثير من “اللايكات” والملايين من المتابعين، سواء على صفحاتهم و”بروفيلاتهم” على الموقع الأزرق، أو على قنواتهم الخاصة على “اليوتوب”، إذ ينافسون بكل قوة، فيديوهات “روتيني اليومي”، ويثيرون الكثير من الجدل والضوضاء و”البوز” من وراء آرائهم وفتاواهم، التي يغلفها بعضهم بغلاف الضحك و”التريكيل”، مثل الشيخ رضوان بن عبد السلام، والبعض الآخر بغلاف الصراخ والانفعال الزائد مثل الشيخ عبد الله النهاري. الملف التالي، يرسم بورتريهات شيوخ “البوز” الذين أصبحت نجوميتهم تتعدى نجومية مشاهير الفن والتلفزيون.
ن . ف

5 ملايين سنتيم شهريا

يستفيدون من عائدات “يوتوب” ومن أعمال الخير والصدقات التي يقدمها جمهورهم من الأغنياء

وصلت موضة “البوز” لبعض الشيوخ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنها تعود بالنفع المالي. ويبدو أن ظاهرة “روتيني اليومي” فتحت الباب أمام الجميع من أجل جمع المال من “يوتوب” ومواقع أخرى للتواصل الاجتماعي، غير أنها هذه المرة أخذت صورة أخرى عرفت ب”الدروس اليومية”.

بهذا الاسم انتشرت فيديوهات على “يوتوب” لشيوخ وعلماء دين، يقدمون “الموعظة” و”الدروس الدينية” بالمجان على قنوات خاصة بهم، إذ باتوا ينافسون باقي الفيديوهات، ويجلبون مئات الآلاف من المتابعين في ظرف قياسي.
وبدأت هذه الظاهرة في الأشهر الماضية في دول عربية أخرى مثل مصر والسعودية، بالإضافة إلى تركيا وقطر، قبل أن تنتقل تدريجيا إلى “يوتوب” المغربي، إذ صنع ذلك نجوما افتراضية جديدة. وبناء على المعطيات المتوفرة في بعض القنوات التي يتابعها مئات الآلاف، فإن العائدات المالية تفوق خمسة ملايين سنتيم شهريا، وهو رقم مهم، يتجاوز ما يحققه بعض الشباب والشابات على الموقع الأحمر، بحكم أنه محتوى يصنع بطرق احترافية.

ويتميز محتوى الشيوخ على “يوتوب”، باختيار المكان والصور بشكل دقيق، ثم يصور بجودة عالية، وهو ما يزيد من مصداقية ما يقال خلال هذه الأشرطة، والمسؤول عنها، ويرفع من عدد المتابعين.

ولا يقتصر الشيوخ على المتابعين في المغرب فقط، وإنما يحاولون جلب محبين في دول أخرى، خاصة المغاربة القاطنين في فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا والخليج العربي، إذ ارتفعت شهرتهم بشكل واضح في هذه الدول.

وإلى جانب الأرباح المحققة من المشاهدات، فإن هناك عائدات مالية أخرى من “أعمال الخير” أو “الصدقات” التي تمنح من رجال أعمال أغنياء لهؤلاء الشيوخ، منهم من يقول إنه يتبرع بها للمحتاجين والفقراء، ومنهم من يعتبرها هبة، يساهم من خلالها في رفع عدد الدروس المقدمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وترتفع نسبة المشاهدات والمتابعات، ومعها المداخيل، في كل مناسبة دينية، على غرار ما حدث في رمضان الماضي، إذ شهد ازديادا كبيرا في شهرة بعض الشيوخ والعلماء، خاصة الذين تطرقوا لمواضيع مثيرة للجدل.

العقيد درغام


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.