مبادرة مدنية تروم تعزيز الوعي السياسي لدى الناشئة الكثير من المبادرات المدنية، التي يقودها الشاب، أبانت عن مستوى كبير من النضج، إذ انتقل الأمر من تنظيم المسابقات الصيفية أو الدوريات الرياضية، أو مسابقات الرسم أو تنظيف مكان عمومي معين، إلى مستوى آخر، يهتم بالرقي بوعي الشباب، وتمكينهم من المهارات الأساسية قصد تشكيل أفكار واضحة، عن عالم السياسة والحكومة والبرلمان، وهو عمل سيستفيد منه مغرب الغد، على اعتبار أن جزءا من هؤلاء الشباب، سيلتحق بقبة البرلمان للمساهمة بدوره في التشريع. الحديث هنا عن مبادرة غاية في الأهمية، يتعلق الأمر بالبرلمان المتنقل، والذي يعطي الفرصة لشباب مختلف مدن المملكة، لعيش تجربة "محاكة البرلمان"، وتزويد المشاركين بأساسيات تقييم وتتبع السياسات العمومية، وكذا سبل الاشتغال في مجال الديبلوماسية الموازية، وهي الأدوار المنوطة بالبرلمان المنتخب. وانطلقت قبل أسابيع، قافلة "البرلمان المتنقل"، من أجل تشجيع الشباب على العمل السياسي، والتي سيستفيد منها 7650 شخصا في كافة أنحاء البلاد، حسب ما رشح من معطيات، من حكومة الشباب الموازية، التي أفرجت عن المشروع بشراكة مع مؤسسة "فريدريش ناومان من أجل الحرية". تكوين الأجيال لعل الدور الأهم لهذه المبادرة الشابة، هو إعداد أجيال الغد من سياسيين متمكنين من الممارسة السياسية، وتثقيفهم وتعريفهم بماهية العمل البرلماني وأدوراه، قصد القضاء على عزوف الشباب عن السياسة. وأطلقت المبادرة في مارس الماضي، ونظمت أنشطة متنوعة، أبرزها قافلة البرلمان التي حطت في مراكش في الأسابيع الأخيرة. وفي سياق الإعلان عن المبادرة في مارس الماضي، قال إسماعيل الحمراوي رئيس حكومة الشباب الموازية، إن "الهدف من هذه القافلة هو التأسيس لتعاقد سياسي جديد بين الشباب والأحزاب، وتمكينهم من تعزيز قدراتهم في تحليل السياسات العمومية، وتقييم أثرها الاقتصادي والاجتماعي والحقوقي". وأضاف أن تقريب مؤسسة البرلمان من الشباب في مختلف مناطق المغرب سيمكن لا محالة من التشجيع على الإنخراط في العمل السياسي". وشدد المتحدث ذاته، على أن دعم العمل الشبابي سيمكن من ممارسة القيادة واكتساب المهارات والخبرة العملية التي تقود إلى اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل"، وفي نهاية المطاف سيتمكن الشباب، يضيف الحمراوي ، من تقديم مقترحات وبدائل في مختلف القطاعات الوزارية لتجويد العمل الحكومي". من جانبه، سجل طارق بوطيبي، وزير شاب مكلف بالشؤون الخارجية والتعاون بحكومة الشباب الموازية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "إن هذا المشروع هو امتداد لعدة مشاريع أطلقتها حكومة الشباب على غرار "أكاديمية الشباب" و"مختبر الأبحاث والدراسات" من أجل تأطيرهم لتتبع السياسات العمومية". وشدد على وجوب ممارسة هذا الفعل الديمقراطي بالنسبة إلى الشباب لإغناء النقاش العام والإحاطة بما يقع حولهم بدل الإكتفاء بالنقد غير البناء". قافلة مراكش حط البرلمان المتنقل بجهة مراكش آسفي، وشهد مشاركة وازنة، إذ استفاد من خدماته 40 شابا وشابة من مختلف مدن وقرى الجهة، إلى جانب أعضاء يمثلون حكومة الشباب الموازية، ومتخصصين وخبراء في مجال السياسات العمومية. وتهدف تلك المبادرة، التي تواصلت على مدى يومين، وستنظم في مختلف جهات المملكة، إلى تكوين وتأطير الشباب والطلبة، في مجال تحليل وتتبع ورصد السياسات العمومية والترابية، وكذا إتاحة الفرصة لهم من أجل محاكاة تجربة البرلمان المغربي. وفي سياق متصل قال إسماعيل الحمراوي، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة للمجموعة الاعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذا المشروع سيتيح للشباب المشارك اكتساب آليات تحليل وتقييم السياسات العمومية، حول عدد من الجوانب المتعلقة بالقوانين، وكذا السياسات العمومية والسياسات الترابية، فضلا عن تكوين هؤلاء الشباب حول آليات التواصل السياسي، من أجل جعل المؤسسة التشريعية قريبة من المواطنات والمواطنين". عصام الناصيري