fbpx
بانوراما

أسرار شبكة “ميسي” للمخدرات … الإطاحة بضابطين ومقدمي شرطة

أسرار شبكة “ميسي” للمخدرات 5

كانوا يسهرون على تأمين شحنات المخدرات بمدخل طريق العرائش
هي شبكة مخدرات عابرة للقارات، هربت عشرات الأطنان من الشيرا عبر موانئ أكادير وطنجة وسواحل العرائش. أطلق عليها اسم “ميسي”، نسبة إلى لقب رئيس أمن إنزكان، التي سقط فيها، وأدين ابتدائيا ليخرج منها بريئا. اعتبرت الواقعة من أكبر الشبكات التي سقط فيها رؤساء مناطق إقليمية وأمنية ورؤساء للاستعلامات العامة والشرطة القضائية والهيأة الحضرية، من شمال المغرب إلى جنوبه. ووجد مسؤولون أمنيون كبار إلى جانب آخرين بالجمارك والإدارة الترابية، أنفسهم في موقف محرج، بعدما فضحتهم خبرات تقنية على هواتفهم وتصريحات بارونات كبار للمخدرات، كما سقط بعدهم ضباط سامون للدرك. ولمناسبة رمضان تعيد “الصباح” تركيب القصة، بعد النطق بالحكم استئنافيا على ما يزيد عن 72 متابعا.
عبدالحليم لعريبي

بعدما اتسعت دائرة الأبحاث التمهيدية وتقاطر الخبرات التقنية على ضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، سقط أربعة رجال أمن آخرين ويتعلق الأمر بمقدمي شرطة وضابطين يشتغلون جميعا بالمنطقة الإقليمية للأمن بالعرائش.
وأظهرت الأبحاث مع رجل الأمن الأول بأنه يعتبر متواطئا مع البارون “حموناعايشة”، الذي اعترف أنه سلم رجل أمن 3000 درهم في إحدى المناسبات، مقابل عدم إيقافه والحد من نشاطه الإجرامي المتمثل في الاتجار الدولي للمخدرات. تلك التصريحات أكدها مضمون استقراء المكالمات الهاتفية لمقدم الشرطة، بعدما جرى استخراجها بناء على أوامر قضائية، فتبين أنه كان على صلة بالشرطي المسرب لأسرار السدود والذي كان ينقط البارون نفسه مقابل رشاو تتراوح ما بين 4000 درهم و5000.
وبعدها سقط مقدم ثان تبين أنه له صلة بأفراد الفرقة الليلية التي كانت تعمل على السماح بانتقال الشحنات الموجهة نحو التصدير، واعترف شرطي بالسد بأنه كان يجيب عن استفسارات المقدم حول نقط المراقبة وكيفية تسهيل مرور الممنوعات مقابل الحصول على رشاو.
وبدأت التحقيقات بسقوط رجال الأمن من ذوي الرتب الصغيرة، وبعدها انتقل ضباط “بسيج” إلى استدعاء ضباط شرطة، أولهم ضابط يشتغل بالدائرة الأمنية الأولى بالعرائش، والذي كان يعمل بدوره بالسد القضائي بمدخل المدينة اتجاه طنجة، إذ صنفته الأبحاث أنه فاعل مهم في عمليات تهريب المخدرات عبر الطرق، وهو الأمر الذي تبين من خلال فحوى مجموعة من المكالمات الهاتفية المشبوهة التي كانت تجرى انطلاقا من هاتفه مع أول شرطي سقط في النازلة.
ولتكوين صورة عامة عن علاقة الضابط مع الشرطي مسرب أخبار السدود القضائية، ظل يراوغ ويناور دون أن يدلي بجواب مقنع بخصوصها، فأقر باستعمال الرقم الهاتفي موضوع الخبرة التقنية، لكنه نفى مضمون المكالمات الصادرة منه أو الواردة عليه في سياق حديثه عن علاقته بمسرب أسرار السدود لفائدة البارون الدولي “حموناعايشة”. وبعد استفسار الضابط بمسرب الأسرار الأمنية اعتبر أنه مجرد زميل له في العمل دون أن يقدم أي تفسير مقنع للمكالمات الهاتفية التي كان يجريها معه.

بحث
انتقل المحققون إلى البحث مع ضابط شرطة ثان يشتغل بالدائرة الأمنية الثانية بالعرائش، بعدما اعتبر حلقة مهمة في عمليات تهريب المخدرات عبر الطرق، بالنظر للمهمة الموكولة إليه بالإشراف على السدود القضائية، وهو ما تم الوقوف عليه عند استغلال مضمون المكالمات الهاتفية التي تم التقاطها على رقمه الهاتفي، والذي كان بواسطته يربط اتصالات مشبوهة مع مقدم الشرطة مسرب أخبار السدود القضائية، إذ يزوده بأسماء عناصر الأمن التي تعمل بالسدود القضائية، وذلك في سياق التحضير لعمليات تهريب الممنوعات ليلا، حتى لا يثيروا الانتباه ولا يسقط البارون “حمونعائشة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.