شباب مغاربة يتبنون أفكارا ذكورية لتغيير المفاهيم حول الحركة النسائية وصلت شعارات "الحبة الحمراء" أو "red pill" إلى المغرب، واستأثرت باهتمام كبير في الآونة الأخيرة، ويتعلق الأمر بحركة رجالية، ظهرت في أمريكا وأخذت في الانتشار في جل بلدان العالم، من أجل مقاومة مد الحركات النسوية، التي أصبحت حسب رأيهم، تزحف على الأخضر واليابس، وأصبح الرجال يشعرون بأن حقوقهم هضمت في مقابل حقوق النساء. وما تزال هذه الحركة في طور التشكل بالمغرب، خاصة أن السياق المغربي والغربي، مختلفان على مستوى حقوق النساء، إلا أن رواد الحبة الحمراء في المغرب لهم رأي مخالف، فرغم أن هناك شبه إجماع بأن النساء يعانين هضم حقوقهن، وأن المغرب مجتمع ذكوري، إلا أن رواد الحركة، يرون عكس ذلك، ويعتبرون أن المرأة أخذت أكثر مما تستحق، وأن هناك فصولا قانونية مجحفة في حق الرجال. وتوسع النقاش حول هذا الموضوع بالمغرب في الآونة الأخيرة، خاصة بعد 8 مارس (اليوم العالمي لحقوق النساء)، والذي كثرت فيه المناداة بحقوق المرأة، كما أن بعض النساء المحسوبات على تيار "الفيمينيزم" المغربي، حاولن اللعب على حبل المفاضلة بين الجنسيين، ليلقين وابلا من الردود العنيفة أحيانا، من قبل رواد الحركة. ومن الوقائع التي استأثرت باهتمام الرأي العام، في سياق الحديث عن المرأة في يومها العالمي، رسالة شكر للنساء العاملات في مجال الصحة، من قبل مؤثرة على تطبيق "تيك توك"، إذ بثت مقطعا مصورا تتحدث فيه عن دراسة، أجريت قبل أشهر، وأثارت جدلا كبيرا في الغرب، لأن نتائجها قرئت بشكل غير علمي، ومفاد الرسالة أن النساء أكثر كفاءة من الرجال، في ما يتعلق بإجراء العمليات الجراحية. وتلقت هذه المؤثرة وابلا من الانتقادات، وفتح الباب أمام رواد الحركة، لنسف ادعاءاتها وشرح الدراسة بطريقة علمية، والتي أظهرت في النهاية أن الأمر لا علاقة له بالمقارنة بين مستوى الرجال والنساء، وأن أهدافها بعيدة عن أي مقارنة بين الجنسيين، غير أن الموضوع لم يقف عند ذلك الحد، بل وصل إلى الحديث عن مواد مدونة الشغل، وكيف أن الرجل يعمل سنوات أكثر من المرأة لنيل التقاعد، وعرجوا على عادات وقوانين الزواج والطلاق، وحاولوا أن يبينوا كيف أن الرجال هم ضحايا لهذه القوانين الجديدة. وأما بالنسبة إلى شعار "الحبة الحمراء"، الذي اختارته الحركة، فهو مستوحى من فيلم المصفوفة أو"دا ماطريكس" الشهير، والذي عرض فيه على البطل "نيو" حبتين، إحداهما حمراء والأخرى زرقاء، ومفعول الحمراء أنها تريه الحقيقة الغائبة عنه، أما الزرقاء فتبقيه في الوهم الذي هو عليه. ويعني أخذ الحبة الحمراء أيضا، أن الرجل فتح عينيه على "حقيقة المرأة"، وطبيعة العلاقة معها. عصام الناصيري