تهافت على الأسواق

سباق محموم حول اقتناء "السفوف" و"المخرقة" و"الجنجلان" يقفز ثمنه إلى 60 درهما بالجديدة اعتادت النساء بالجديدة على الشروع في التحضير لرمضان طيلة شهر شعبان، لكن العادات والتقاليد، شابتها تغييرات حدت من الاهتمام بها. ولرمضان هذه السنة، طعم مختلف، تتداخل فيه عدة عوامل اقتصادية واجتماعية، فرضتها الظروف العامة المرتبطة بالجفاف وارتفاع الأسعار وتبعات الحجر الصحي. بدأت المحلات التجارية بأسواق السعادة وللا زهراء والسلام والسويقة، تستعرض سلعها التي يكثر عليها الإقبال خلال شهر رمضان، وبدأت النساء، رغم التحذيرات والدعوة إلى التقشف واقتناء ما هن في حاجة إليه، (بدأن) في اقتناء مواد بعينها تستعمل في "السفوف" و"المخرقة" و"البريوات"، مثل السمسم (الجنجلان) و"إيلان" واللوز و"المسكة الحرة" و"حبة حلاوة". وبدأت الأفرنة تستقبل الدقيق لتحميره. تقول الحاجة نعيمة، وهي امرأة من "الزمن الجميل"، تتكفل بتهيئ لوازم رمضان بنفسها، "الحمد لله الخير موجود، رغم أن سعر العديد من المواد ارتفع، إلا أننا لا بد ما نديرو الباروك". وأضافت أن "شهر رمضان شهر كريم، يعتبر مناسبة ملائمة لاستقبال أبنائي وبناتي، الذين واللواتي تعودوا وتعودن على استلام حصتهم / حصتهن من السفوف والمخرقة، لأن بنات اليوم، ليس لديهن الوقت لتحضير مثل هذه اللوازم". ودعت الحاجة إلى ضرورة التعامل مع شهر رمضان كبقية الشهور، فهو شهر للعبادة وليس شهرا لاستعراض المأكولات والتباهي بأنواعها. ومقابل ذلك، هناك عينة من المواطنين يصابون ب"اللهطة" رغم محدودية دخلهم، إذ تراهم يتهافتون على اقتناء كل ما تقع عليه أعينهم بالأسواق، قد يقتنون كميات من مادة القزبر والبقدنوس وكميات من البصل والطماطم والدجاج واللحم والأسماك والبيض ويضعون كل ذلك بمبرد الثلاجة، رغم أنهم لا يبعدون عن السوق إلا بأمتار قليلة، وبإمكانهم اقتناء ما هم في حاجة إليه يوميا وبالكمية التي تكفيهم. وينتج عن هذا التهافت، خسارة كبيرة، إذ ترمي أغلب الأسر ثلثي ما تقتنيه تقريبا من هذه المواد، سواء تعلق الأمر بالفطائر أو الخضر والفواكه وحتى اللحوم. ودعا عدد من المواطنين الذين تحدثت إليهم "الصباح"، إلى ضرورة اعتماد مبدأ الاقتصاد والتدبير والاستهلاك المعقلن. وفي جولة ل"الصباح"، في مختلف الأسواق الشعبية، خاصة سوق بير إبراهيم وبير قاسم والسعادة ولالة زهراء، تبين لها أن المواد متوفرة، خاصة التي يكثر عليها الإقبال مثل التمور والتين المجفف والخضر والفواكه والأسماك. وأكدت المصالح البلدية، أن المواد متوفرة وأن قسم حفظ الصحة رفقة باقي الشركاء، يقوم بدورات تحسيسية وزجرية لاحترام التوجيهات الرامية إلى احترام الأسعار وجودة المواد وصلاحية تداولها حفاظا على صحة وسلامة المستهلكين. وسجلت "الصباح"، أثناء جولتها، ارتفاعا في أسعار بعض المواد الأساسية كالسمسم، الذي وصل سعره إلى 60 درهما والطماطم التي وصل سعرها إلى 12 درهما وبعض الفواكه والأسماك التي تعرف أسعارها ارتفاعا كبيرا نظرا للإقبال الكبير عليها في شهر رمضان. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

المهرجان الدولي للفيلم بفاس

رمضان ... "الاقتصاد" في المصاريف

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات