fbpx
أخبار 24/24

إسبانيا تكشف مؤامرات الكابرانات أمام العالم وترفض الابتزاز باسم الغاز

لم يصدر، إلى حدود اللحظة، أي موقف عن كابرانات الجزائر و”دميتهم” الاصطناعية بولاية تندوف، من التطور الجيوسياسي اللافت في قضية الصحراء، بعد التحاق اسبانيا بشكل رسمي بركب الإنحياز التام والكلي لمقترح الحكم الذاتي.

ولاذت حكومة عبد المجيد تبون (الراعي الرسمي للكيان الانفصالي) الصمت الأقرب إلى الصدمة، بعد أن تأكدت أن جميع المؤامرات ومحاولات شراء ذمم النخب الإسبانية وإغداق الغاز والأموال والمواقف، باءت بالفشل الذريع، واصطدمت بجدار صلب من الحضور المغربي المتزن، تقوده آلة دبلوماسية يقظة بقيادة جلالة الملك.

أسقطت حكومة مدريد، في رسالة، وجهها رئيس الحكومة الإسبانية إلى الملك هذا اليوم، جميع الأوهام، كما تسقط أوراق التوت على العورات، وظهر أن ما كان يحاك ضد مصالح المغرب في الحدائق الخلفية، مجرد بهتان لم يصمد أمام الواقع.

فينما كان حكام المرادية ومعهم الطغمة العسكرية وخلفهم غلمان ابن طبوش، ينتظرون قطف مكاسب تحركاتهم المشؤومة ضد الوحدة الوطنية، جاء الرد شافيا وكافيا في شكل رسالة، اعتبرت فيها اسبانيا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية.

وما كاد كابرانات الجزائر يهضمون الموقف الأمريكي، ومعه جميع دول الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة من مغربية الصحراء وسيادة المغرب على جميع أراضيه من طنجة إلى الكويرة، حتى صدمهم الموقف الإسباني الناصح والواضح الذي اعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب.

ويكفي هذا الاعتراف، كي يكون مرافعة في المنتديات الدولية، ويزيل سحب الغموض وازدواجية المواقف التي كان بوليساريو تختبئ وراءها لعدة سنوات، وتعتبر تردد الحكومة الإسبانية موقفا لصالح “قضيتها” غير العادلة.

أكثر من ذلك، أقبر الموقف الإسباني جميع احلام جنرلات الجزائر في تنظيم استفتاء حول الصحراء المغربية، كما أسقط حماقة “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره” التي كانت تستعملها الجزائر بمثابة فزاعة لترهيب المنتظم الدولي.

والواقع، أن موقف الحكومة الإسبانية المدافع عن مغربية الصحراء، هو الرد السياسي والديبلوماسي من دولة أوربية مستقلة، توجه رسالة إلى جنرلات الدم في الجزائر مفادها بأنها لن تقبل الابتزاز ولن تقبل مقايضة مواقفها مع الغاز الإسباني، وهي اللعبة التي تمارسها الجزائر منذ قرار إغلاق أنبوب الغاز المغاربي، وظهر ذلك جليا حين طلب تبون من رئيس حكومة اسبانيا الامتناع عن تزويد المغرب من الغاز في الاتجاه المعاكس، في تهديد مبطن بقطعه.

ولم تكتف اسبانيا برد الابتزاز الجزائري على قاعدة “الغاز مقابل الصحراء الغربية”، بل ذكرت العالم بالعلاقة الوطيدة بين البلدين الجارين اللذين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة”.

وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى الملك على أن “هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم،  والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه”.

وكان طبيعيا، بعد هذا الموقف الإسباني غير المسبوق، أن يرد المغرب التحية بأحسن منها، مجسدا مكانة دولة كبيرة في المنطقة، تتكسر على صهورها الكيانات الصغيرة، وتجمعات الانفصاليين والمرتزقة وأعداء الوحدة والسلم والاستقرار.

يوسف الساكت


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى