تزوير دمغة الجمارك على الذهب

كشف فاعلون في قطاع الذهب عملية احتيال تكبد الدولة 500 مليون شهريا، عبر تزوير دمغة للجمارك تطبع على الحلي والمجوهرات، للتأكيد أنها مصنوعة من ذهب عيار 18، باستعمال آلات خاصة تجلب سرا من الخارج.
وحسب مصادر “الصباح”، فإن الجمارك تستعين بآلة خاصة معروفة بين حرفيي القطاع بـ”المسمسار”، لوضع دمغة عبارة عن رسوم لحيوانات وحشرات تطبع على المنتوجات الذهبية، سواء المصنعة بالمغرب، أو المستوردة من الخارج، وأن قيمة الطبع محددة في 6 دراهم للغرام من الذهب، وأن الهدف من هذه العملية التحقيق من جودته.
إلا أن جهات، تمكنت بطرقها الخاصة من تزوير الدمغات، والتي يعود أغلبها إلى الحقبة الاستعمارية، باستعمال آلات خاصة جلبت من الخارج بطريقة سرية، ووضعتها على منتوجات ذهبية ومجوهرات، وإيهام الباعة وباقي الحرفيين بأنها قانونية ومصنوعة من ذهب عيار 18، قبل أن تبيعها بأثمنة أقل من السعر المحدد في السوق، ما تسبب في خسائر مالية لحرفيين ومصانع تشتغل في إطار القانون.
وأوضحت المصادر أن المتورطين، يحققون أرباحا خيالية بهذا التلاعب، بحكم أن تزوير دمغة الجمارك، يوفر لهم أزيد من 6000 درهم عن كل كيلوغرام من الذهب، مع العلم تؤكد المصادر أنه ينتج شهريا عشرات الكيلوغرامات من الحلي الذهبية، بعيدة عن رقابة الجمارك، مقدرة المبالغ التي تحرم منها الدولة في هذا الإطار، بأزيد من 500 مليون تقريبا.
وشددت المصادر على أن التزوير فتح الباب أمام عمليات غير شرعية أخرى، أبرزها الغش في معيار وجودة الذهب، بحكم أن المنتوجات الذهبية لن تعرض على الجمارك للتحقيق من جودتها، لتفادي تشددها مع أي محاولة غش، سيما أنه في حال كانت جودة الذهب ناقصة في إطار الحدود المسموح بها، يتم توجيه إنذار لصاحبها، مع التهديد باتخاذ عقوبات في حقه، في حال أعاد الكرة.
كما كبد تزوير الدمغة شركات وصناعا رائدين في المجال خسائر بالملايين، عبر تقليد منتجاتهم الذهبية من قبل شبكات متخصصة، ووضع الدمغة المزورة عليها وبيعها بأثمنة مغرية، رغم أن العديد منهم حاولوا التصدي لهذه الظاهرة عبر التقاط صور لمنتوجاتهم لتفادي القرصنة، إلا أنها كلفتهم الكثير دون تحقيق أي نتيجة بسبب صعوبة المراقبة، وهو ما دفع العديد منهم إلى مناشدة المسؤولين بفسح المجال لكل شركة وصانع للذهب من ابتكار رموز خاصة به يطبعها على منتوجاته، تنضاف إلى دمغة الجمارك، ما سيمكن من تقنين القطاع ومعرفة مصدر الذهب والمنتوجات المصنوعة منه ومدى جودتها.
مصطفى لطفي