fbpx
خاص

بوتين … قصة مرعب العالم

والده حارب ألمانيا النازية مع الجيش الأحمر ووالدته نجت من الموت بأعجوبة في حصار ليننغراد واشتغل ضابطا في المخابرات

فلاديمير بوتين … يتداول اسمه في كل الفضائيات والجرائد والإذاعات في العالم، ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ هناك من يصفه ب”الرجل الحديدي” وآخرون يقولون إنه “مرعب العالم”،
خاصة بعدما حرك عتاد روسيا النووي، تمهيدا لاستخدامه في حرب أوكرانيا.

إنجاز: العقيد درغام

يقود روسيا منذ 2000، إذ أمضى فترة رئاسية مؤقتة إلى غاية 2008، قبل أن يعود رئيسا منتخبا في 2012. اجتياحه لأوكرانيا رغم تهديدات الغرب غير المسبوقة، جعله الرجل رقم واحد اليوم في العالم، وبات الجميع يبحث عن سبب حقده وقوة شخصيته … إليكم التفاصيل.

ليننغراد… المهد

ازداد بوتين في 7 أكتوبر 1952في ليننغراد، سنوات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ودخول العالم في حرب باردة.
عايش الحقبة السوفياتية الذهبية إلى سقوط الاتحاد في 1991، ويملك طفلتين، ماريا فورونتسوفا وكاترينا بوتينا، وخريج جامعة ليننغراد، وعمل ضابطا في جهاز المخابرات الروسي “كا جي بي” الشهير، والذي يعتبر بين الأقوى في العالم.
توفي والده فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين في 1999، بعد سنة من وفاة والدته ماريا إيفانوفنا بوتينا. بوتين من عائلة محافظة وعمالية، وهو الابن الثالث في عائلته الصغيرة، بعد فيكتور وأوليغ، اللذين توفيا في سن مبكرة.
والده كان من جنود الجيش الأحمر الشهير، وشارك في الحرب العالمية الثانية، وكان من المدافعين عن مدينة ليننغراد، من الغزو الألماني النازي. والدته تملك قصة غريبة، إذ أنقذها زوجها من الموت في آخر لحظة.

والدة بوتين…حكاية مؤثرة

قصة ماريا، والدة بوتين، انتشرت أخيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أكدت بعض المراجع الروسية والصحف المحلية، أن والد بوتين أنقذها من الموت المحقق، وهو عائد من الحرب.
خلال الحرب العالمية الثانية، تمكنت والدة بوتين من النجاة من الحصار التاريخي لليننغراد، والذي دام 872 يوما، قاده الجيش الألماني النازي، لكنها أصيبت إصابات بالغة.
أثناء جمع الجيش الروسي للجثث تمهيدا لدفنها، نقلت ماريا في شاحنة في شوارع ليننغراد، تمهيدا لدفنها، رغم أنها كانت ما تزال تتنفس، غير أن الشاحنة صادفت عودة والد بوتين من الجبهة، ليرصد حذاء زوجته بين الجثث، ليوقف الشاحنة ويطلب الحصول على جثة رفيقته لدفنها، فاستجاب له الجنود الروس ومنحوه ما اعتقدوا أنها جثة.
بعد تسلمه لزوجته، اكتشف والد بوتين أنها مازالت تتحرك، ونقلها للمستشفى لتلقي العلاج، وتأكد أنها على قيد الحياة، ليعرف أنه أنقذها فعلا من الدفن، رغم أنها كانت تتنفس.
بعد تسع سنوات، ستلد ماريا الرئيس الروسي الحالي، ويصبح مرعب الغرب الحقيقي.

التلميذ الكسول

عانت والدة بوتين بسبب كثرة شكايات مدرسيه، لتضطر إلى إدخاله مدرسة أكثر صرامة لمعاقبته. استمر فلاديمير في إثارة الشغب والفوضى، إلى أن التقى مع مدرسة اقترحت عليه دراسة الفن فوافق على ذلك. بعد ذلك اختار بوتين الانضمام إلى نواد للجودو والصامبو في سن 11 عاما، إذ نال لقب البطولة المحلية في مرات عديدة.
بعد ذلك اتبع بوتين دراسة القانون في جامعة ليننغراد، ليتخرج منها في 1975. اضطر بوتين بعد ذلك للعمل في ألمانيا، ما جعله يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة إلى جانب الإنجليزية.
في سن 16، حاول بوتين الانضمام لجهاز المخابرات الروسي “كا جي بي”، دون جدوى، لكنه أصر على ذلك في مناسبات عديدة، ليتسلق المناصب، قبل أن يصبح مسؤولا عن فرقة متخصصة في متابعة الأشخاص المعارضين للاتحاد السوفياتي. فرض جهاز المخابرات الروسي الزواج لكي يتسنى لأفراده الراغبين في العمل خارج روسيا، نيل منصب في بلد أوربي، فقرر فلاديمير الزواج في 1983.
سنة بعد ذلك، تم بعثه إلى معهد الجيش الأحمر في موسكو، ليتلقى دروسا في التجسس، ويصبح بعد ذلك جاسوسا روسيا. منحت له هوية جديدة باسم بلاتوف، وتم تحضيره لبعثه إلى ألمانيا، لمهمة بالغة الأهمية.
في 1985، تقدم لمهمة في ألمانيا، ونال مراده عندما سافر لدريسدي، للعمل موظفا في القنصلية الروسية هناك. عرف بابتزاز طبيب ألماني، من أجل نيل معلومات عن سم صنعته السلطات الألمانية، بأشرطة أفلام إباحية. بعد سقوط جدار برلين، لعب دورا مهما في عدم اجتياح الألمان مكاتب جهاز المخابرات الروسية، بغرض حماية الملفات السرية الموجودة هناك، قبل أن يضطر لإحراقها كلها. في فبراير 1990 عاد لبلاده.

الصعود للرئاسة

في دجنبر 1999، استغل بوتين استقالة الرئيس بوريس يلتسين المفاجئة، ليصبح رئيسا للبلاد مؤقتا، بعدما كان رئيسا للوزراء. في 2000 بات رئيسا لروسيا بشكل فعلي، بعد اكتساحه لانتخابات مارس، منذ الدور الأول، بنيله نسبة أصوات تجاوزت 52%، متغلبا على منافسه المباشر جينادي زيوغانوف (29%)، وغريغوري إيافلينسكي (5.8%).
اتهم بتزوير الانتخابات أشهرا بعد ذلك، إذ كشفت صحيفة “موسكو تايمز”، عملية احتيال كبرى، استغلت فيها أصوات أموات في العملية الانتخابية. تشبث بوتين بكرسي الرئاسة، إذ نال فترة رئاسية جديدة في 2004، بنسبة أصوات أعلى، تجاوزت 71%.
عرف بوتين بنظام حكم اسمه “العمودي”، وهو يعني أن الرئيس يتحكم في كل شيء في البلاد، هوجم بسببه من الغرب وبعض المعارضين بالداخل. لكن رغم وجود أصوات معارضة، غير أن أغلب الشعب الروسي كان يدعمه، ويعتبره الرجل الأنسب لإعادة هيبة روسيا.
تمكن بوتين في ظرف زمني قصير، بأن يقوي جهاز المخابرات الذي قضى فيه سنوات، والأمن والجيش، على اعتبارها أجهزة بالغة الحساسية والأهمية.
اقتصاديا، اتخذ بوتين قرارات عديدة، ساهمت في الصعود الصاروخي للاقتصاد الروسي، وتحسنه على كل المستويات، ليصبح بين أقوى ثمانية اقتصادات في العالم.

معاداة”الناتو”

في فترة رئاسته، عمل بوتين على وقف زحف حلف “الناتو” شرقا، بل طالب بإنهاء وجود هذا الحلف العسكري، واصفا إياه ب”التهديد الأول لروسيا”.
واعتبر بوتين أن هذا الحلف الذي توسع في السنوات الأخيرة بشكل أكبر، وخاصة بعد توليه رئاسة روسيا، لم يعد لوجوده سبب، بعد نهاية الحرب الباردة، بسقوط الاتحاد السوفياتي في 1991.
ومع توالي انضمام الدول الأوربية الشرقية له، بدأ بوتين يستشعر الخطر، وبدأت علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية تتدهور بشكل مستمر على عدة جبهات، حتى اتهم بإحياء الحرب الباردة.
رغم ميلها لأمريكا، وقع بوتين معاهدات اقتصادية وعسكرية مع بعض دول أوربا، من بينها ألمانيا وفرنسا وبعض دول أوربا الشرقية (قبل انضمامها للناتو)، وباتت روسيا أكبر مزود لأوربا بالغاز، بنسبة تفوق 70%.

حرب أوكرانيا المدمرة

رغم تحذيرات بوتين لحلف “الناتو”، بعدما حاول الأخير ضم جورجيا في السابق، اضطر لإعلان انفصال منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، لإفشال خطة الحلف.
اليوم، يريد بوتين إعادة السيناريو نفسه في أوكرانيا، وإفشال التحاق كييف بهذا الحلف، إذ أعلن عن انفصال منطقتي دونيتسك ولوغانسك، واجتاح الأراضي الأوكرانية، ومن بين شروطه لوقف الحرب، إعلان أوكرانيا الحياد، وعدم انضمامها للحلف.
يرفض بوتين جملة وتفصيلا تمدد الحلف في الشرق، ويعتبره تهديدا وجوديا لروسيا. بدأت الأزمة الأوكرانية في 2014، عندما اعتبر بوتين أن الإطاحة بالرئيس السابق، الذي كان مواليا له، “انقلابا”، ليتم تنصيب الرئيس الحالي زيلينسكي، الموالي للغرب، ليجتاح آنذاك القرم، ويعتبرها روسية، ويدعم انفصاليي دونيتسك ولوغانسك، اللتين شهدتا مواجهات عسكرية منذ تلك الفترة.
إلى جانب حياد أوكرانيا، يشترط بوتين اعتراف العالم بأن جزيرة القرم، التي اجتاحها في 2014 روسية، ونزع سلاح كييف.
اليوم، يخشى العالم روسيا، التي تملك أكثر عدد من الرؤوس النووية، خاصة بعد إعلان بوتين رفع درجة تأهب الفرق العسكرية المكلفة بهذا السلاح الفتاك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.