ترسيخ الريادة

الحزب شارك في أغلب الحكومات ويراهن على قيادة قطب الوسط يستعد التجمع الوطني للأحرار لعقد مؤتمره الوطني يومي 4 و5 مارس المقبل، في سياق سياسي يتسم بتحمل الحزب مسؤولية قيادة الفريق الحكومي، بعد احتلاله الرتبة الأولى في انتخابات ثامن شتنبر الماضي. ويسعى التجمع، بقيادة عزيز أخنوش، رئيس الحزب من خلال هذه المحطة التنظيمية إلى تجديد مؤسساته الداخلية، والمساهمة في الإنتاج الفكري السياسي الذي يستحضر رهانات وآفاق المرحلة المقبلة، وإعادة تموقع الحزب وتجديد هويته، باعتباره حزبا ينتمي إلى قطب الوسط الديمقراطي الاجتماعي. ويراهن التجمعيون على أن يشكل المؤتمر المقبل محطة تنظيمية فارقة، من حيث بناء حزب المؤسسات، وعقلنة تدبيرها وفق منظور جديد للعمل الحزبي، تلعب فيه مختلف التنسيقيات الجهوية والإقليمية، والمنظمات الموازية أدوارا كبيرة في تأطير المواطنين والإنصات إليهم، تماشيا مع سياسة القرب التي ينهجها الحزب في مختلف مبادراته وبرامجه. وأعادت انتخابات ثامن شتنبر الماضي التجمع إلى الواجهة، بعد سنوات من المشاركة في الحكومات المتعاقبة، منذ تأسيسه في 1977 على يد أحمد عصمان، وهو الحزب الذي ظل يعتبر نفسه حزب الوسط الديمقراطي الاجتماعي، المعبر عن التوجه الليبرالي، الذي يمثل البورجوازية الصناعية والتجارية، والأعيان والكفاءات الإدارية. ومنذ تجربة عصمان في الوزارة الأولى، لم يتحمل التجمع مسؤولية رئاسة الحكومة، إلا أنه ظل محافظا على حضوره في مختلف الأغلبيات الحكومية، منذ ثمانينات القرن الماضي، مستفيدا من خطابه الوسطي، وعلاقاته مع مختلف أطياف الحقل السياسي. ولعب التجمع دور التوازن بين الدولة وأحزاب الحركة الوطنية، مستفيدا من قوة الشخصيات التي كانت في قيادته، حتى بعد ذهاب عصمان، بل تحمل مسؤوليات كبرى في مختلف الحكومات المتعاقبة بما فيها الخارجية، التي تعتبر حقيبة سيادية. وبعد تجربة عصمان على رأس الحزب لحوالي ثلاثة عقود، انتقلت الرئاسة في ماي 2007، إلى مصطفى المنصوري، مع احتفاظ عصمان بلقب الرئيس الشرفي، قبل أن يتحمل صلاح الدين مزوار، الرئاسة ليغادرها في المؤتمر الموالي الذي سينتخب عزيز أخنوش رئيسا. ولم يسلم التجمع من الانشقاقات التي ضربت أغلب الأحزاب، إذ سيعرف هو الآخر في 1981 ، انشقاق جناح قاده أرسلان الجديدي، الذي سيؤسس الحزب الوطني الديمقراطي، كما عرف انشقاقا ثانيا، بعد ذلك، تزعمه عبد الرحمان الكوهن، الذي أسس حزب الإصلاح والتنمية. وشارك الحزب في مختلف الحكومات، ومن بينها حكومة التناوب التوافقي، التي ترأسها الراحل عبد الرحمن اليوسفي. وظل التجمع محافظا على موقعه في الخريطة السياسية، ما مكنه من الحضور في مختلف الحكومات سواء حكومة عبد الكريم العمراني أو عباس الفاسي أو عبد الرحمن اليوسفي أو إدريس جطو، وأخيرا حكومتي العدالة والتنمية الأولى والثانية. ومنذ وصول عزيز أخنوش إلى الرئاسة، عرف الحزب تحولا كبيرا وتوسعا لم يسبق له مثيل، لينتقل في فترة وجيزة، إلى قوة ضاربة، أكثر حضورا في الأقاليم والجهات، وفي الأوساط المهنية المختلفة، وهو ما مكنه من تسجيل انتصار ساحق في الانتخابات الأخيرة، بوأه الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، وتكليف رئيسه بتشكيل الأغلبية، من الأحزاب التي احتلت الرتب الثلاث الأولى، وهي الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال. كما فاز برئاسة عدد من الجهات والمجالس الترابية. برحو بوزياني

ترسيخ الريادة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"أشياء غريبة" على"نتفليكس"

قنير يحضر "داريا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات