fbpx
ملف الصباح

قروض “متيريس” … ضحايا من عائلة واحدة

مقرض بفوائد جر أشخاصا للمحاكمة وأحدهم باع مطعمه لتسديد الدين

مآس اجتماعية عاشتها عائلات فاسية سقطت ضحية قروض “متيريس” أغرقها بها أشخاص استغلوا حاجتها للمال وأقرضوا أفرادها مبالغ مالية تضاعفت بزيادة الفائدة وتأخر التسديد، ليجدوا أنفسهم في زنازين باردة يقضون عقوبات سالبة لحريتهم، دون أن يتخلصوا من عبء ديون ثقيلة.
“مرابي” واحد جر للمحاكمة أشخاصا بمن فيهم أفراد من عائلته، أثقل كاهلهم بديون زادت قيمتها مع المدة، وتعسر أداؤهم لها ولفوائدها، ليشهر في وجوههم سلاح شيكات بدون رصيد تسلمها ضمانة، واستغلها للتشكي والزج بهم في السجن لمدد تفاوتت من حالة إلى أخرى.
خدمة مسمومة قدمها هذا “المرابي” المشهور، وغلفها بالإحسان والمساعدة، قبل أن يستفيق المستفيدون على كوابيس مطالبتهم بمبالغ أكبر بنسب متفاوتة، من التي تسلموها، ليجدوا أنفسهم في ورطة، خاصة أن الكثير منهم قدم شيكات أو وقع اعترافات بدين بمبلغ غير محدد.
أحد ضحاياه صاحب مطعم تراكمت عليه 30 مليون سنتيم دينا، ما اضطره لبيع محله بأهم شوارع حي الأطلس، بثمن أقل من الحقيقي، بعدما ضاقت به كل سبل توفيره الممكنة، ووجد نفسه مهددا بالاعتقال والمتابعة بعد تقديم شكايات ضده واتهامه بإصدار شيكات بدون رصيد.
اشترى “المرابي” هذا العقار، وأنقذ مالكه من السجن، لكنه توفي لاحقا نتيجة مضاعفات مرضه للضغط الذي عاشه شهورا، عكس قريبته التي لم تجد موردا ماليا تؤدي منه ما تراكم عليها من ديون تضاعفت قيمتها قبل اعتقالها والحكم عليها إثر شكاية من عمها، الذي لم يرحمها.
العم جر أيضا للمحاكمة للسبب نفسه، قريبتي طليقته وأشخاصا آخرين عاشوا مآسي اجتماعية زادت بعد محاكمتهم والحكم عليهم بعقوبات سالبة للحرية لم تمنع استمرار مطالبتهم بمبالغ مالية غير مستحقة من شخص استغل حاجتهم وأقرضهم، قبل أن يخنق أنفاسهم بفوائد فاقت قيمة الدين أحيانا.
ولم يكن حال أم لطفلين، أفضل من هؤلاء، بعدما باعت نسبة كبيرة من تجهيزات منزلها لتسديد أقساط مليوني سنتيم دين تسلمته من عجوز معروفة بمنح “قروض” بالفائدة بمنزلها بحي بالمدينة القديمة، لتدبر مصاريف ابنتها البكر المحرومة من المنحة لاستكمال دراستها الجامعية.
وذاك حال نساء أخريات بعن أثاثهن وحليهن ومجوهراتهن، لأداء أقساط ديون بفوائد مرتفعة، تسلمنها من امرأة أوقفت وحوكمت بعد تقديم إحدى ضحاياها شكاية للنيابة العامة، دون أن يتوقف مسلسل التهديد الذي تلقينه من طرف أقارب المتهمة بعد إيداعها في السجن. مانحة القروض بفوائد كبيرة تعجيزية، أدينت بسنتين حبسا، مدة قضتها نساء بمن فيهم المشتكية، على أعصابهن خوفا من الانتقام منهن، سيما أمام تكرر حالات اعتداء أقاربها عليهن كلما خرجن من غادرن مقر المحكمة الابتدائية، بعد حضورهن للاستماع إلى إفاداتهن في موضوع المتابعة.
ملف هذه المرأة كملف “المرابي” الأول، من أكثر الملفات التي تشهد ابتدائية فاس على تفاصيل مؤلمة لجلسات محاكمة ضحاياهما الأكثر عددا، موازية لمآس عاشتها عائلات اضطرت لبيع ما تملك من منقولات وحتى من عقارات دون أن يسلم أفرادها من تبعات ذلك طيلة سنين لاحقة.
حميد الأبيض (فاس)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.