عمق إحداث شركة التنمية المحلية «موارد» المدرج في جدول أعمال دورة جماعة فاس، الهوة بين الأغلبية والمعارضة، بعدما تحولت قاعة الجلسات الإثنين 7 فبراير، لفضاء للهرج والتلاسن وتبادل الاتهامات، قبل انسحاب مستشاري اليسار وجبهة القوى والعدالة والتنمية. بداية التوتر كانت من رفض رئيس المجلس إعطاء نقطة نظام لمستشار العدالة والتنمية، متهما إياه بعرقلة سير الدورة قبل الشروع في مناقشة الشركة، ليتواصل التشنج كلما أخذ الكلمة مستشار من المعارضة، لحد التلاسن والدخول في سجالات ثنائية بين كل عضو والرئيس بمن فيهم حميد شباط. المستشار خالد اليحياوي اعتبر إدخال هذه الشركة لفاس «عملا خطيرا يمس باستقلالية السير المالي للجماعة ومبدأ التدبير الحر»، فيما اعتبر محمد الحارثي تنزيلها «غير قانوني»، بينما رأى حميد شباط أن «شركة التنمية تجربة فشلت في كبريات المدن وعلى رأسها الدار البيضاء». وأوضح أن هذه الشركة ستثير مشاكل للمجلس و»المسؤولية أمانة مع الله والعبد»، موجها كلمته للرئيس عبد السلام البقالي الذي يرد عليه بقوله «حنا عارفين»، لينطلق مسلسل التراشق بالكلمات بينهما في حوار ثنائي تكرر ليس مع شباط فقط، بل مع مستشارين آخرين تناولوا الكلمة. عصبية الرئيس زادت مع كل تدخل لامس بالتحليل شركة التنمية التي اعتبرها المتدخلون «غير قانونية لسحبها الاختصاص من الرئيس بشكل تام»، و»التجربة فشلت مرتين مع سيتي باص والإدارة العمومية»، موضحين أن الشركة ستشرف على المهام الموكولة للآمر بالصرف. انتهى هذا الجدل العقيم بانسحاب أعضاء المعارضة من الأحزاب الثلاثة، بمن فيهم مستشارو العدالة والتنمية المتحدثون في بلاغ عن رفضهم تزكية العبث الذي تدار به الجماعة، متهمين الرئيس بالركون إلى «أسلوب سلطوي في تدبير الجلسة» و»حاكم نوايا طالبي الكلمة دون سماع». حميد الأبيض (فاس)