آلاف البيضاويين خرجوا للاحتفال بمنتخب السنغال نكاية بـ "الفراعنة" وضع المغاربة أيديهم على قلوبهم، طيلة مدة المباراة التي جمعت، أول أمس (الأحد)، منتخب السنغال مع المنتخب المصري، بل غادر العديد منهم، في الدقائق الأخيرة التي سبقت صفارة الحكم، المقاهي والمطاعم التي كانت تبث أطوار نهائيات كأس الأمم الإفريقية، ومنهم من أطفأ التلفزيون أو حول "التيليكوموند" نحو قنوات أخرى، بعد أن يئس من إمكانية فوز السنغاليين على منتخب الفراعنة، الذي توج بالكأس سبع مرات في تاريخه. ولم يسترجع المغاربة أنفاسهم، إلا بعد "البيلانتي" الحاسم لساديو ماني، نجم المنتخب السنغالي ولاعب "ليفربول"، معلنا فوز السنغال على مصر بالضربات الترجيحية، لتخرج الجماهير إلى شوارع البيضاء، احتفاء بالنصر العظيم، رافعة الأعلام ومرددة الأناشيد، وكأن الأمر يتعلق بأمة واحدة وبلد واحد، لا فرق بين مغربي وسنغالي إلا بحدود جغرافية. لم ينس المغاربة طعم الهزيمة التي مني بها منتخبهم الوطني في ربع النهائي، وإقصاءه من قبل محمد صلاح وزملائه، فـ «قوسوا" بكل جوارحهم على منتخب الفراعنة، واضعين كل آمالهم في الإخوة السنغاليين، معتبرين فوزهم بالكأس ثأرا وانتقاما لهم، لذلك شجع الجميع، مع استثناءات تكاد تكون منعدمة، "أسود التيرانغا"، ليس فقط لأنهم قدموا أداء جيدا خلال المباراة، بل لأسباب لا علاقة لها بتاتا بكرة القدم. إنهم «خوتنا" وأكثر شعوب إفريقيا جنوب الصحراء قربا من المغاربة، وبيننا وبينهم روابط تاريخية ودينية عميقة... إنهم "وليدات" الزاوية التيجانية الذين كانوا دائما يناصرون المغرب في الدفاع عن قضيته الوطنية... يحبون ملكنا ويعتبرون المغرب وطنهم الثاني... إنهم أصدقاؤنا وجيراننا وزملاؤنا في العمل، ونحن نعتبرهم مغاربة مثلنا، مثلما نعتبر أنفسنا سنغاليين مثلهم. هناك أسباب أخرى، لا علاقة لها بالكرة أيضا، جعلت المغاربة يفضلون منتخب السنغال على منتخب "الفراعنة". لقد سئموا من النرجسية و"الإيغو" الزائد و"الفريع" و"التبوحيط" و"حرب أكتوبر" والأهرامات و"أم الدنيا" و"حبيبتي يا مصر" وكل تلك العبارات والمشاعر المبالغ فيها عن شعب ووطن ما زال في تعداد بلدان العالم الثالث، لكنه يعتقد أنه غارق في التقدم. صحيح أن المغاربة يحبون خفة دم المصريين، كما يحبون "رأفت الهجان" و"ليالي الحلمية" و"الفول المدمس"، إلا أنهم لا يحبون من يمارس عليهم دور "الأستاذية"، خاصة "إيلا ما فيدوش". نورا الفواري