تركت دورة الكامرون لكأس إفريقيا وتتويج السنغال باللقب دروسا عديدة، لبلدان القارة، فما هي؟ أولا، كرة القدم صارت لعبة منطقية جدا، عكس الأكذوبة التي ترسخت في عقول كثيرين لعقود بأنها لعبة حظ، بتتويج المنتخب الأفضل باللقب. فالمنتخب السنغالي كان الأفضل فرديا، من حيث مؤهلات لاعبيه وقيمتهم، وقيمة الأندية التي يلعبون فيها، والأفضل جماعيا من حيث الاستقرار التقني وروح المجموعة بقيادة المدرب آليو سيسي والنجم ساديو ماني. ورغم قيمة هؤلاء اللاعبين والأندية التي يلعبون فيها، فإنهم ينصهرون ويذوبون بشكل لافت في المجموعة، التي تبدو أكبر وأقوى من أي عنصر، بمن فيهم ساديو ماني. وحتى في الضربات الترجيحية، أبان المنتخب السنغالي تركيزا عاليا وكفاءة كبيرة في التسديد، كما ظهرت القيمة الكبيرة للحارس إدوارد ماندي. ثانيا، يمكن لإفريقيا أن تنتج المواهب الكروية الواعدة، ويمكن لهذه المواهب أن تشكل منتخبات مشاكسة ومزعجة، (الغابون مثلا)، كما يمكن لبعض البلدان أن تقدم من وقت لآخر لاعبين شبابا (المغرب وتونس مثلا)، لكن الفوز بالألقاب في إفريقيا يحتاج لاعبين من طينة أخرى وبكفاءة أكبر، وإلى تفاصيل أخرى صغيرة جدا، يمكن أن تجتمع مرة في منتخب ما لكن ليس دائما (الجزائر مثلا). ثالثا، على المستوى التنظيمي، مازالت إفريقيا بعيدة جدا عن تنظيم التظاهرات الكبرى، صحيح يمكنها أن تحلم بتنظيم كأس العالم، لكن هل تستطيع؟ هذا هو السؤال. عبد الإله المتقي