قرر قاضي التحقيق باستئنافية سطات، نهاية الأسبوع الماضي، إيداع دركي وحارس محجز بلدي واثنين آخرين السجن الفلاحي علي مومن في انتظار الشروع في استنطاقهم تفصيليا بخصوص المنسوب إليهم، بناء على ملتمس للوكيل العام للملك، والرامي إلى متابعتهم من أجل «تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة وتبديد محجوز». ووفق معطيات حصلت عليها «الصباح»، فإن الفصيلة القضائية للدرك الملكي بسطات أحالت، الخميس الماضي، على ممثل سلطة الاتهام باستئنافية سطات أربعة أشخاص، من بينهم مساعد أول في صفوف الدرك الملكي بسطات وحارسا محجز بلدي، في قضية سرقة محجوزات من داخل المحجز الجماعي للدروة (إقليم برشيد) وكانت موضوع مسطرة قضائية. وكثفت الفرقة المكلفة بالبحث تحرياتها، بعد استعانتها بكاميرات مراقبة كانت بالمحجز البلدي، وأنجزت خبرات تقنية قبل إحالة الملف على ممثل سلطة الاتهام باستئنافية سطات، الخميس الماضي، بعدما حجزت سيارة جرى استعمالها في نقل المسروقات من المحجز، وكانت عبارة عن إطارات مطاطية وأجزاء ميكانيكية لشاحنات محجوزة لفائدة البحث القضائي. وكلفت سلطة الاتهام باستئنافية سطات منذ حوالي شهر عناصر الفصيلة القضائية للدرك الملكي للبحث والتحري في اختفاء مجموعة من الإطارات المطاطية من المحجز البلدي للدروة، ما مكن من الاستماع إلى عدد من الأشخاص، من بينهم دركي وموظفون جماعيون بالمجلس البلدي للدروة، فضلا عن سلكها لمسطرة المواجهة بين حارسي المحجز البلدي ودركي برتبة مساعد أول، المشتبه فيه الرئيسي في القضية. ووفق معطيات حصلت عليها "الصباح"، فان الدركي يعمل بالفصيلة القضائية للدرك الملكي بسطات برتبة مساعد أول، حل بالمحجز البلدي، في وقت سابق، بلباسه العسكري دون حمل السلاح رفقة آخرين بزي مدني على متن سيارة خفيفة، وأخبروا الحارس بأنهم من الفرقة العلمية للدرك الملكي جاؤوا لأخذ قطع الغيار والإطارات المطاطية للشاحنات المحجوزة، ما جعل الحارس يسمح لهم بولوج المحجز، سيما أن عددا من الفرق المنتمية لجهاز الدرك الملكي زارت في أوقات مختلفة منذ أقل من شهر المحجز لتصوير الشاحنات ورفع البصمات. واستمعت الفرقة المكلفة بالتحريات، في وقت سابق، لثلاثة موظفين بجماعة الدروة، من بينهم حارس المحجز البلدي وموظف آخر، وأكدوا في محضر أقوالهم قدوم عدة فرق من الدرك الملكي، لكن أخيرا حل دركي رفقة ثلاثة آخرين بزي مدني وقاموا بحمل العجلات وقطع غيار على متن سيارة خفيفة، فضلا عن حجز الفرقة المكلفة بالبحث لقرص تسجيل الصور بكاميرات مثبتة بالمحجز البلدي، جرى تثبيتها بعد تسلم الرئيس الجديد للمجلس الجماعي لمهامه. وتعد الشاحنات المحجوزة موضوع مسطرة بحث قضائي باشرته الفصيلة القضائية للدرك الملكي بسطات منذ مدة، للكشف والوصول إلى عناصر شبكة لتزوير واستعمال شاحنات من الحجم الكبير مسروقة، وتنشط ضمن عصابة دولية تحت يافطة جمعية لها امتداد على المستوى العالمي. وتمكنت الفصيلة القضائية من حجز عدد مهم من الشاحنات المشكوك في صحة أرقام إطاراتها ولوحاتها الترقيمية، وتوصلت إلى هوية المشتبه فيه الرئيسي، وتبين للمحققين أنه يشتغل في مجال نقل السلع والبضائع على المستوى الوطني والدولي، لكنه مازال مختفيا، وكان موضوع عدة مذكرات بحث على الصعيد الوطني من أجل إصدار شيكات بدون مؤونة. وحجزت الفصيلة القضائية للدرك الملكي عدة شاحنات من الحجم الكبير، قدرتها مصادر "الصباح" بأربع شاحنات كبيرة لعلامات شهيرة، وثلاث لحمل الآلات الثقيلة والجرافات، بالإضافة الى شاحنتين متوسطتي الحجم، واحدة منهما للتبريد، وجرى قطرها إلى المحجز البلدي بالدروة، قبل أن تتفجر قضية سرقة الإطارات المطاطية وقطع غيار الشاحنات المحجوزة. سليمان الزياني (سطات)