أهمها ضيق الوقت وهامش التطور لدى اللاعبين والمتربصون وظهور نواة فريق تدفع خمسة أسباب رئيسية إلى دعم المنتخب الوطني، والتحضير للمستقبل، بعد الإقصاء من ربع نهائي كأس إفريقيا بالكامرون. ويعتبر ضيق الفترة الفاصلة عن مواجهة السد المؤهلة إلى كأس العالم 2022، أمام الكونغو الديمقراطية في 24 مارس المقبل من أبرز هذه الأسباب، إضافة إلى وجود هامش للتطور لدى اللاعبين الشباب، وظهور نواة لمنتخب للمستقبل. 1 - الكونغو... لا وقت للانطلاق من الصفر سيكون المنتخب الوطني على موعد مع امتحان حاسم بعد أقل من شهرين، عندما يواجه الكونغو الديمقراطية في 24 مارس المقبل، في الدور الفاصل لكأس العالم بقطر 2022. وتفرض هذه المباراة وضيق المدة الزمنية الفاصلة عنها دعم اللاعبين والناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، ذلك أن أي قرار غير هذا ستكون له تبعات سلبية، سيما في ظل وجود فترة توقف دولية واحدة قبل المباراة لا تتعدى ثلاثة أيام، ما يصعب مهمة أي مدرب يمكن التعاقد معه، إذ لن تكون له فرص إجراء أي مباراة إعدادية، أو برمجة أي معسكر مغلق، باستثناء الأيام الثلاثة التي تسبق المواجهة الرسمية. وفي المقابل، صار وحيد خاليلوزيتش يعرف اللاعبين والطقوس الإفريقية جيدا، كما استخلص عدة دروس عن الفترة الماضية، خصوصا من مشاركته في كأس إفريقيا بالكامرون. وتفرض هذه العوامل الاستفادة من الوقت الذي قضاه خاليلوزيتش مع المنتخب الوطني، فيما سيتعين على أي مدرب بديل الانطلاق من الصفر. ويكتسي التأهل إلى المونديال أهمية كبيرة بالنسبة إلى المغرب، على جميع المستويات، خصوصا أنه سيقام لأول مرة فوق أرض عربية، وهو أمر له عدة دلالات، وفي حال غيابه فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على إشعاعه وحضوره العالمي والعربي، وهو أمر يراهن عليه الخصوم. 2 - ظهور نواة منتخب رغم الإقصاء، فإن أغلب المحللين سجلوا ظهور مجموعة ستشكل نواة منتخب وطني للمستقبل. ونجح خاليلوزيتش في تكوين هذه النواة، من خلال إعادة اكتشاف لاعبين، مثل سفيان بوفال ونايف أكرد وسفيان أمرابط الذين صاروا يشكلون الركائز الأساسية للمنتخب الوطني، واستدعاء لاعبين شباب مثل عمران لوزا وسليم أملاح وأيمن برقوق وآدم ماسينا وعز الدين أوناحي وإلياس شاعر، مقابل منح ثقة أكبر لأشرف حكيمي، الذي أصبح قائد المنتخب الوطني، بل أصبح هدافا له، بعدما نجح خاليلوزيتش في الاستفادة من مؤهلاته في تسديد ضربات الخطأ، التي سجل منها هدفين في كأس إفريقيا. 3 - هامش التطور يملك المنتخب الوطني الحالي هامشا كبيرا للتطور، لعدة اعتبارات، أهمها صغر سن عدد كبير من اللاعبين، وافتقادهم للتجربة الإفريقية، وهو أمر يمكن أن يتحقق مع توالي المباريات والمشاركات. وخاض المنتخب الوطني كأس إفريقيا بالكامرون، في ظل عدة أخطاء وعوائق يمكن تصحيحها وتجاوزها في المستقبل من قبل الناخب الوطني، خصوصا عدم جاهزية يوسف النصيري، وعدم استدعاء لاعبين يتوفرون على مواصفات اللعب في الأجواء الإفريقية، مثل جواد اليميق ويوسف العربي. 4 - مكاسب لا يمكن التفريط فيها حققت كرة القدم الوطنية عدة مكاسب منذ وصول فوزي لقجع إلى الجامعة. وشكل ورش الملاعب ثورة في كرة القدم الوطنية، إذ أصبحت جميع مباريات البطولة الاحترافية تجرى في ملاعب بعشب طبيعي بمواصفات عالمية، ما جعل عددا كبيرا من المنتخبات الإفريقية تطلب إجراء مبارياتها بها. وأصبحت جميع مباريات أقسام الهواة والفئات الصغرى تجرى في ملاعب بعشب اصطناعي، بعدما كانت تجرى بملاعب متربة، وفي ظروف غير لائقة. وتعززت البنيات التحتية بمركز محمد السادس بسلا الذي يعد الأفضل إفريقيا، ومن بين الأفضل عالميا، بالنظر إلى ما يتوفر عليه من تجهيزات. ورغم تقاعس الأندية، نجحت كرة القدم الوطنية في دخول مرحلة الشركات، كما نجحت في تدبير الظروف الصعبة التي فرضها انتشار فيروس كورونا. وصار المغرب أول بلد إفريقي يستعمل "الفار" في الدوري المحلي، بل إن هذه التقنية أصبحت تستعمل حتى في بطولة القسم الثاني. ورغم ضعف أداء الإدارة التقنية، فإن الجامعة وفرت جميع الظروف المواتية للعمل، فيما صارت كرة القدم داخل القاعة رائدة على الصعيد القاري، بفوزها بكأس إفريقيا، بموازاة إطلاق الاحتراف وبرنامج دراسة ورياضة في الكرة النسوية. 5 - حضور قاري وعالمي رغم عدم تتويج المنتخب الأول بأي لقب منذ 1976، صارت الكرة الوطنية أكثر حضورا على الصعيد القاري والعالمي، من خلال السمعة التي يحظى بها المنتخب الوطني (25 عالميا)، والأندية، إضافة إلى التمثيلية في الأجهزة القارية والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وأصبح المغرب عن طريق فوزي لقجع عضوا بالاتحاد الدولي "فيفا" وبالكنفدرالية الإفريقية، كما استضاف عدة تظاهرات ومؤتمرات، وهو أمر يثير حنق المسؤولين الجزائريين وخصوم آخرين غير ظاهرين بجنوب القارة. ورغم ذلك، نجحت الكرة الوطنية في وضع حد لبعض الممارسات التي تم تسجيلها في السنوات الماضية، خصوصا بتر الصحراء من الخريطة. إنجاز: عبد الإله المتقي