fbpx
ملف عـــــــدالة

الخيانة الافتراضية … قرينة للإثبات ووسيلة للانتقام

زوجان فبركا دردشات حميمية لزوجتيهما لابتزازهما وأخريات وثقن خيانتهن بقرائن مادية كانت سببا لإدانتهن

تتحول الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات التراسل الفوري، وسائل لفضح الآخر أو توريطه خاصة في قضايا الخيانة الزوجية، بتوفير قرائن الإدانة ولو كانت مفبركة للتخلص من الزوجة وانتزاع الطلاق دون إنفاق، إن لم تنقلب الآية ويصبح الشاكي متهما.
زوجات كثيرات أسقطتهن دردشات ساخنة متداولة عبر “واتساب” بينهم وعشاق مفترضين، في قضايا تشهد محاكم فيها على العشرات منها، بعضها مفبرك من أزواج يورطون زوجاتهم عمدا لغايات في أنفسهم وأحيانا لحضانة الأطفال والابتزاز في عقارات مشتركة الملكية بينهما.
كثيرات سقطن ضحايا فبركة دردشات لإثبات الخيانة، سلاح فتاك وناجع يلجأ إليه أزواج للتخلص من الزوجة بسهولة ودون تكاليف أو تبعات، إن عبر إبداع صور “خيانة مزعومة” وتداولها من هاتفها مع رقم مجهول الملكية، أو تسخير أقارب وأصدقاء للقيام بهذه المهمة.
إحداهن لم تكف عن البكاء طيلة جلسات محاكمتها أمام ابتدائية فاس، بعد فشل عائلتها في إقناع الزوج بالتنازل عن شكايته، حتى أن بعض الحضور تعاطف معها. ظلت تقسم أنها لم تخن زوجها وأن الصور الحميمية أرسلتها له واستغل ثقتها لإعادة بعثها لرقم مجهول.
هذا الرقم الهاتفي غير مشغل وغير مسجل في قوائم شركات الاتصالات، وصاحبه مجهول. ورغم ذلك اعتمدت صور الدردشة، قرينة قوية لإدانة تحاشتها بتنازل عن حقها في ملكية منزل، دون حضانة أبنائها الثلاثة حل خسرت فيه الكثير دون احترام عائلتها لها.
قصة مماثلة عاشتها حلاقة قضت شهرا في سجن بوركايز، بعدما اتهمها زوجها بخيانته مع شخص لا معلومات عنه إلا ما ضبط في هاتفها من دردشة حميمية وصورها بلباس خفيف، ظلت تقسم أن زوجها من استغل هاتفها في غفلة منها، لبعثها دون علمها.
الحالتان كانتا ضحيتي الثقة العمياء في زوجيهما اللذين أعمى الطمع بصيرتهما وفضلا فبركة دردشات حميمية عبر تقنية التراسل الفوري مع رقمين مجهولين، لابتزازهما بعدما كانتا لهما معينتين في حياتهما واقتسمتا معهما أملاكا طامعتين في استقرار أبدي بينهما وزوجيهما.
عكس ذلك فضحت صور وفيديوهات في دردشات باقية بهواتف زوجات، حقيقة خيانتهن لأزواجهن الذين اكتشفوا الأمر ولم يرحموهن. ومنهن أم لثلاثة أطفال لم تجرؤ حتى على كشف وجهها في جلسات المحاكمة، تحاشيا لنظرات جمهور القاعة ومنه أفراد من عائلتها.
من شدة الضغط النفسي الذي عاشته، أغمي عليها في مناسبتين، واقفة في قفص الاتهام تجيب عن أسئلة رئيس الجلسة حول صحة عبارات ساخنة تبادلتها مع عشيق عاشت معه أسبوعا في العسل بالصويرة، بعد سفرها في غفلة من زوجها سائق شاحنة كبيرة.
“دوزنا 5 أيام راسي فراسك”، “ما غاديش ندوش، باغية نبقى نشم ريحتك ديما”… عبارات تبادلتها مع العشيق وأسقطتها في الفخ بعدما اكتشف الزوج ذلك وصورا لزوجته وعشيقها غارقين في الحب والهيام، كما حال زوج آخر اكتشف متأخرا خيانة زوجته مع مصري.
فيديوهات جنسية أظهرت الزوجة عارية من ملابسها وتقوم بحركات جنسية إيحائية فوق سرير الزوجية، عزز بها الزوج شكايته في مواجهتها قبل اعتقالها ومتابعتها والحكم ب6 أشهر حبسا نافذا قضتها في سجن بوركايز قبل أن تغادره وتهجر فاس من غير عودة.
ولم تكن الزوجة الوحيدة التي فضحتها دردشات “واتساب” وهجرت الدار والديار ولم يعرف أهلها مصيرها وإلى أين رحلت، بل هناك أخريات أغرقتهن حميمية دردشات “واتساب” في غفلة من أزواجهن، في بحر “الشوهة” دون أن يمتلكن مجاذيف تمكنهن من العبور الآمن.

حميد الأبيض (فاس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.