fbpx
حوادث

حديقة عين السبع … مشتل للجريمة

غياب حراس ودوريات أمنية جعلها فضاء لمنحرفين يتربصون بمرتفقي الإدارات والمارة

«المزوق من برا أش خبارك من لداخل؟” مثل مغربي صار وصفا لحال حديقة عين السبع المطلة على المحكمة الابتدائية الزجرية والمقابلة لحديقة الحيوان التي لم يكتب لها الافتتاح منذ سنوات.
لم يكن الموقع الإستراتيجي للحديقة التي تم إصلاحها وتزيينها ليمر مرور الكرام، بعد أن انعكس ذلك سلبا على وضعيتهما وتحولت إلى نقطة سوداء بفعل الإقبال الكثيف عليها من مختلف فئات المجتمع.

تحولت الحديقة إلى فضاء متعدد الاختصاصات، إذ هناك من الأشخاص الذين يتوافدون على المحكمة الابتدائية أو لقضاء غرض إداري بالمقاطعة أو العمالة يضطرون لاستعمال الفضاء إما قاعة للانتظار أو للترويح عن النفس أو طريقا للعبور.
وعاينت “الصباح”، كيف تعج الحديقة بعائلات المعتقلين وكذا المتقاضين المتابعين في حالة سراح مؤقت، إذ ينتمي زوار الفضاء الطبيعي إلى مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية الذين جاؤوا إلى المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع لأسباب مختلفة، سواء للتقاضي أو متابعة مثول أقربائهم وجيرانهم وأبنائهم أمام الهيأة القضائية.
وليس هذا فحسب، إذ أدى قرب الحديقة من مجموعة من المتاجر الكبرى والمقاهي والمطاعم ومحطات الطاكسيات والحافلات إلى تحولها إلى طريق لعبور الراجلين الذين يختارون المخاطرة بأنفسهم لاختصار المسافة ربحا للوقت دون إدراك عواقب تصرفهم غير المحسوب العواقب، الذي ينتهي إما بالتعرض للتحرش أو السرقة من قبل منحرفين يتربصون بالضحية خاصة خلال أوقات الصباح الباكر وعندما يرخي الليل سدوله.

وكالة بدون بواب
أدى عدم تخصيص حراس للإشراف على حديقة عين السبع أمام الإقبال الكثيف على استعمالها من مختلف الفئات الاجتماعية، إلى ظهور فئة غير مرغوب فيها، تتمثل في المنحرفين الذين استغلوا الوضع لتحويلها إلى مرتع لارتكاب الجريمة بمختلف أنواعها.
واستغل عدد من اللصوص تكدس مجموعة من النساء والرجال فوق الكراسي الموضوعة رهن إشارة زوار الحديقة، أو انزواء عدد من النساء وكذا الأشخاص الذين يفضلون افتراش العشب للتربص بالضحايا المفترضين خاصة عندما يكون الشخص وحيدا أو عبارة عن نسوة لا حول لهن ولا قوة.

فضاء للانحراف
لم يكن وصف حديقة عين السبع، بالنقطة السوداء عبثا، بل جاء نتيجة لتحولها إلى فضاء للانحراف، بسبب تحويلها إلى فضاء لتجمع ذوي السوابق والمنحرفين، الذين يختارون الانزواء خلف الأشجار أو الأماكن المظلمة إما لاستهلاك المخدرات واحتساء الخمور أو للتربص بزوار المرفق الطبيعي أو المارة الراغبين في العبور إلى وجهاتهم المختلفة.
وإذا كانت المصالح الأمنية تشن بين الفينة والأخرى، حملات أمنية واسعة تستهدف عددا من المشتبه فيهم بباقي أحياء عين السبع، إلا أن الحديقة تشكل الاستثناء وهو ما يتم استغلاله من قبل عصابات السرقة أو المنحرفين لاستهلاك المخدرات والخمور وممارسة الدعارة أو التحرش دون التعرض للمساءلة والاعتقال.

الظلام… مسهل الإجرام
تحولت الحديقة، إلى شبح يقض مضجع العائدين من المحكمة الابتدائية الزجرية وتلاميذ المدارس والطلبة والمغادرين لعملهم الذين يتخذونها معبرا للضفة الأخرى، أو الذين يمرون بجنباتها لركوب الحافلة أو سيارة الأجرة في اتجاه البرنوصي أو الأحياء القريبة أو وسط المدينة بعد يوم شاق.
وشكل الظلام عاملا مساهما في تحول الحديقة غير المحروسة إلى “بعبع” للعابرين، بعد أن تحولت إلى مستوطنة للمنحرفين والمدمنين على استهلاك المخدرات والخمور واللصوص الذين يحملون أسلحة بيضاء، وهي التجمعات المشبوهة التي تعتبر مسرحا لوقوع أحداث إجرامية، يستغل فيها الجانحون والجناة حلول الظلام للاختباء من أعين الشرطة ودوريات الأمن، إضافة إلى تحولها لوكر للدعارة وممارسة كل أنواع الجرائم.
وأصبح قرار عبور المكان منفردا في الصباح الباكر أو مساء خاصة في أوقات متأخرة من الليل أمرا محفوفا بالمخاطر، لأنه عادة ما ينتهي إما بتحرش أو سرقة، من قبل اللصوص المتربصين بالعائدين إلى بيوتهم تحت جنح الظلام وخلو الشارع من الحركة الدؤوبة.

دوريات للردع

طالب عدد من مرتادي الحديقة، السلطات المحلية بتخصيص حراس للحديقة ابتداء من الصباح إلى غاية السادسة مساء، وتكثيف دوريات أمنية للقيام بحملات تمشيط واسعة في مختلف فضاءاتها وجنباتها، لما أضحت تشكله من خطر يهدد سلامة وأمن سكان المنطقة. وشدد المتضررون من فوضى الحديقة، على أن إصلاحها وتجميلها لا يمكن أن يكون مكتملا دون توفير الأمن، ملتمسين أن تشمل الدوريات الأمنية التي تجوب مختلف أحياء عين السبع هذا الفضاء الطبيعي ومختلف الأماكن المظلمة، التي يحتمل أن تشهد جرائم العنف والسرقة والاغتصاب وتجمع المنحرفين.

محمد بها


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.