احتفالات رأس السنة تقام في فيلات البيضاء ومراكش بحضور موسيقيين تراخي المراقبة الأمنية وفرض الإجراءات الخاصة بقانون الطوارئ الصحية علمت "الصباح" أن العديد من الإصابات بـ"أوميكرون"، تم رصدها لدى مصابين ومخالطين في سهرات خاصة بعدد من "الفيلات" الراقية بالبيضاء، التي تحولت إلى بؤر لانتشار المتحور الجديد، سريع العدوى، مما يفسر ارتفاع أرقام الإصابات بالعاصمة الاقتصادية. وأكدت مصادر "الصباح"، أن 16 حالة تم تسجيلها نهاية الأسبوع الماضي، بإحدى الفيلات بمنطقة كاليفورنيا، تبين بعد تتبع مسار الإصابات، أنها كانت تحتضن سهرة باذخة بحضور حوالي ستين شخصا، في الوقت الذي رصدت حالات إصابات متعددة بين ضيوف حفلات وسهرات خاصة أخرى، لا تحترم الإجراءات الاحترازية بتاتا، داخل فيلات في محور "طماريس دار بوعزة" و"بوسكورة المدينة الخضراء" وكاليفورنيا ومنطقة "آنفا العليا" و"السيال"، إضافة إلى "فيلات" في منطقة "أوريكا"، ضواحي مراكش، حيث يفتح ملهى ليلي أبوابه بـ"العلالي". المصادر نفسها، قالت، في اتصال مع "الصباح"، إن وتيرة هذه السهرات الخاصة، التي تجمع أعدادا كبيرة من المحتفلين، ارتفعت في الأشهر الأخيرة، بعد تسجيل تراخ ملحوظ في المراقبة والضبط وفرض الإجراءات الخاصة بقانون الطوارئ الصحية، الذي يعمل به المغرب بشكل استثنائي منذ بداية الجائحة، للحد من تفشي الفيروس، وهو ما يؤشر على ارتفاع حالات الإصابة داخل هذه البؤر، التي تستقطب أكبر عدد من "المريدين"، تزامنا مع احتفالات ليلة اليوم (الجمعة)، برأس السنة، إذ رصدت "الصباح" من خلال مجموعة من الاتصالات التي قامت بها، أن تنظيم "القصارات" قائم على قدم وساق، شاء من شاء وأبى من أبى. إذ قررت بعض الأسر، أن تجتمع خلال هذه الليلة، بمنزل فرد من العائلة، يستطيع أن يستوعب عددا كبيرا من "الكوبلات"، المرفوقين بأطفالهم، كل أسرة تحمل معها ما لذ وطاب من أنواع الأطعمة والحلويات والمشروبات، في حين وقع اختيار العديد من الأصدقاء والعشاق، على مراكش، مدينة البهجة، من أجل قضاء ليلة رأس السنة محتفلين بـ"فيلات" تقع بضواحي المدينة، بعيدا عن الأعين، بعد أن منعت الفنادق من القيام بأي مظهر من مظاهر الاحتفال، وأجبرت المطاعم على إغلاق أبوابها في الحادية عشرة والنصف ليلا. وفي الوقت الذي وصل ثمن كراء فيلا عادية بسيدي رحال مثلا، إلى مليون سنتيم لليلة واحدة، وصل ثمن كراء "الفيلات" في المدينة الحمراء، حسب ما رصدته "الصباح"، أرقاما قياسية، بلغ 15 ألف درهم لليلة، وهي الفيلات التي يمكن أن تضم أكثر من 6 عائلات، فضلوا تنظيم سهرات خاصة "على حقها وطريقها"، ب"التريتور" و"الحيحة" والموسيقى و"الطاسة" و"القرطاسة". المغنون والموسيقيون، بدورهم، "عليهم النفاد"، بمناسبة احتفالات رأس السنة، إذ شد عدد منهم الرحال نحو مراكش وأكادير وطنجة، لإحياء سهرات خاصة هناك، لدى زبناء اعتادوا تأثيث حفلاتهم بالنغم والطرب والموسيقى، لتتحول "الفيلات" إلى "كباريهات" سرية، تفرخ أعدادا كبيرة من الإصابات بالمتحور الجديد، ستظهر بالتأكيد في الأسابيع التي تلي الاحتفالات. ويبدو أن القرارات التي تفرضها السلطات، حكيمة"ظاهريا، لكنها غير مجدية في الواقع، ولن تساهم في الحد من انتشار الوباء أو الحفاظ على المكتسبات، ما دام المغاربة، في غياب المراقبة والردع، لا يعدمون حلولا عبقرية لتفادي المنع وقادرون على مختلف أنواع "الإبداعات"، خاصة حيت يتعلق الأمر ب"الزهو" و"النشاط". وقرر المغرب، إسوة بجميع بلدان العالم، منع جميع أنواع الاحتفالات برأس السنة، في الأماكن العامة، من أجل محاصرة انتشار متحور "أوميكرون" الجديد. وفرضت السلطات على المقاهي والمطاعم إغلاق أبوابها في الحادية عشر والنصف ليلا، كما منعت التنقل ليلة رأس السنة، من منتصف الليل إلى السادسة صباحا، وكأنها، تقول للمغاربة، "حسي مسي"، بأن يدخلوا بيوتهم قبل موعد حظر التجول، "ويديرو اللي بغاو"، ثم "يفرقو الجقلة" صباح اليوم الموالي، و"مريضنا ما عندو باس". نورا الفواري