الشروع في نشر وحدات من الدرك الحربي على امتداد مراكز الحراسة من المحبس إلى السعيدية شرع الجيش المغربي في تعزيز مراكز حرس الحدود بفرق النخبة التابعة للدرك الحربي، بعد إنهاء عملية تمشيط ضد الألغام قصد تمهيد طريق إعادة انتشار شامل على الحدود الشرقية، التي بدأت تشهد تحركات مريبة في الجانب الجزائري. وتقرر نشر وحدات نخبة الدرك الحربي على امتداد مراكز الحراسة من شمال المحبس إلى البحر الأبيض المتوسط، خطوة أولى لنشر مختلف وحدات الجيش، ما يؤكد أن إمكانية حدوث اشتباك لم تعد مستبعدة. وتمكنت وحدات تفكيك الألغام من تطهير مساحة 5.950,47 كيلومترا مربعا، ورصد وتحييد 96 ألفا و792 لغما أرضيا، منها 49 ألفا و348 لغما مضادا للأفراد، وتدمير 21 ألفا و522 من البقايا المتفجرة للحرب. وأتاح تطهير المناطق الملغمة المشتبه فيها عند الحدود الشرقية ، خلال الفترة ما بين 9 نونبر 2020 و5 يوليوز 2021، اكتشاف وتدمير 262 لغما مضادا للدبابات، و2931 لغما مضادا للأفراد، و123 من المخلفات المتفجرة للحرب، وتطهير مساحة 359870 مترا مربعا. ويتولى الدرك الحربي مهام مرافقة الوحدات العسكرية في تنقلاتها في الصحراء أو إلى مدن الشمال، وإنجاز تقارير يومية عن الجيش ورفعها إلى قيادة الدرك التي تحيلها بدورها على المكتب الأول للقوات المسلحة الملكية. ويقدر عدد أفراد الوحدات الخاصة للدرك الحربي المنتشرة على الحدود بأزيد من 3200 عنصر، يتوفرون على خبرات حربية، إذ سبق أن شاركوا في مناورات عسكرية سواء داخل المغرب أو خارجه، لذلك تسند لهم مهمة قيادة فيالق ووحدات الجيش في حالة الحرب. وفي الجانب الآخر انتقل جنرالات الجزائر من الحرب الكلامية إلى تحريك السلاح في اتجاه الحدود المغربية أياما قليلة، بعد اجتماعات مكثفة بمقر هيأة أركان جيش الجارة الشرقية بدأها السعيد شنقريحة رئيس الأركان، باستدعاء 30 جنرالا من مختلف الأسلحة إلى اجتماع سري طارئ، لما يسمى المجلس الأعلى للأمن الوطني، تزامنا مع تصريح لصالح قوجيل رئيس مجلس الأمة، قال فيه إن بلاده هي المستهدفة بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى المغرب وتوقيع اتفاقيات عسكرية. ووصفت تقارير إعلامية جزائرية أن الاجتماع المذكور غير مسبوق، لأن الحاضرين فيه أكثر من مكنونات المجلس الأعلى للأمن الوطني الموسع، كاشفة أن استدعاءات سرية وجهت قبل ذلك إلى كبار القادة العسكريين في الجيش والمخابرات، وأنه تمت تحت رئاسة الرئيس تبون وبحضور نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الجنرال السعيد شنقريحة. ولم توجه الدعوة في الاجتماع المذكور إلى الأعضاء المدنيين في المجلس المذكور، إذ دعيت فقط القيادات العسكرية، أي في غياب مدير عام الأمن الوطني ووزير الداخلية. ياسين قُطيب