بوفتاس قال إن المتحور الجديد يرخي بظلاله على رواج نهاية السنة ومعنويات المهنيين متردية أشار علي بوفتاس، رئيس جمعية الصفاء لتجار وأرباب المهن الحرة والخدمات لوسط المدينة (البيضاء)، إلى أن احتفالات نهاية السنة تمثل فرصة بالنسبة إلى التجار لإنعاش تجارتهم، كما تعتبر مناسبة للزبائن للاستفادة من العروض المعلن عنها، خلال هذه الفترة من السنة، مضيفا أن الجائحة أثرت بشكل كبير على الحركة التجارية، ما جعل معنويات الفاعلين في القطاع في أدنى مستوياتها، خاصة مع ظهور المتحور الجديد "أوميكرون". وأكد أن أصحاب المحلات التجارية يراهنون على اليقضة الصحية التي أبانت عنها السلطات الصحية، من أجل تجاوز الوضع الحالي وعودة النشاط الاقتصادي إلى وضعه الطبيعي. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي تتميز نهاية السنة الحالية بظهور متحور "أوميكرون" سريع الانتشار، ما تأثير ذلك على الحركة التجارية؟ كما لا يخفى عليكم، فإن الحركة التجارية تأثرت بشكل كبير بالجائحة والتدابير الوقائية التي صاحبتها للحد من انتشار الوباء، مثل الحجر الصحي وما تلاها من تدابير أخرى، ويأتي هذا المتحور الجديد سريع الانتشار ليزيد من توجسات التجار، الذين يتخوفون من عودة تشديد التدابير الوقائية، ما من شأنه أن يؤثر بشكل ملحوظ على الرواج التجاري، الذي يميز نهاية السنة الميلادية. لكنهم، يتفهمون قرارات السلطات العمومية، التي تروم حفظ صحة المواطنين وتجنيب بلادنا انتكاسة وبائية، كما يحدث، حاليا، في بلدان عديدة، ويراهنون على التزام المواطنين بالتدابير الوقائية لتجاوز الوضع واستئناف الأنشطة الاقتصادية والتجارية. ماهي نوعية السلع التي يكثر عليها الطلب، عادة، في مثل هذه المناسبة؟ تعرف الحركة التجارية، خلال نهاية السنة، عادة، رواجا بالمقارنة مع الأيام العادية، لكن في السنتين الأخيرتين سجل تراجع بسبب الجائحة والإجراءات الوقائية المعتمدة. وتظل السلع المرتبطة بالهدايا، الأكثر إقبالا، ففي ما يتعلق بالملابس، غالبا ما يكثر الطلب على السلع ذات الحجم الصغير والتي لا تتطلب معرفة مقاس الشخص الذي ستهدى له، مثل ربطات العنق والأحزمة والشالات وبعض المنتوجات الرمزية، التي تكون مقاساتها عامة، من جهة أخرى يقبل الزبناء أيضا على متاجر العطور، خاصة تلك التي تسوق الماركات العالمية المشهورة لتقديمها هدايا. ويأمل المهنيون أن تساهم أشغال التهيئة التي عرفتها ساحة "البرانس" وسط البيضاء وإعادة فتح ممر "الكرة الأرضية"، في إنعاش الحركة التجارية بهذه المنطقة. يعلن عدد من المتاجر عن عروض تحفيزية، كيف تحدد تخفيضات الأسعار وهل هي حقيقية؟ من دون شك هناك تخفيضات حقيقية، الاختلاف فقط في نسبة التخفيض، وذلك مرتبط بحجم المخزون من السلع والتنوع في العرض، فكلما كان هناك مخزون مهم من السلع وهامش واسع من الاختيار كانت نسبة التخفيض نسبيا صغيرة، إذ تتراوح في هذه الحالة ما بين 15 و 20 في المائة، وكلما تقلص هامش الاختيار وحجم المنتوج ارتفعت نسبة التخفيض لتصل إلى 50 في المائة، كما أن متاجر الملابس تعرض منتوجاتها حسب الفصول، وعند انتهاء الفصل، فإن ما تبقى من السلع المخصصة له يتم تسويقها من خلال اعتماد نسب تخفيض مهمة. هل التخفيضات التي يتم الإعلان عنها في هذه المناسبات مؤطرة قانونا؟ لا يوجد أي قانون يلزم التاجر بتخصيص تخفيضات في مناسبات معينة، إذ أن الأمر يتعلق بالتاجر، فهناك من يرفض تخصيص تخفيضات، إذا ارتأى أن السلع الموجودة لديه محدودة، في حين أن البعض الآخر يجد في التخفيض وسيلة للتخلص من السلع بطريقة أسرع لتجديدها وتسريع الدورة التجارية، وهكذا فإن للتاجر الحرية الكاملة في انتهاج الأسلوب الذي يراه مناسبا. هل تسجلون تطورا في تعامل الأسر المغربية مع مناسبة نهاية السنة من خلال الإقبال على بعض المنتوجات؟ هناك، بالفعل، اهتمام متزايد بالمناسبات العالمية والاحتفالات التي تواكبها، إذ مع توالي السنوات يلاحظ اهتمام غير مسبوق باحتفالات السنة الميلادية، علما أن نهاية السنة تكون مرحلة بالنسبة إلى الشركات والبنوك ومختلف المؤسسات الاقتصادية الكبرى، من أجل تحديد حساباتها السنوية والاستعداد إلى السنة المقبلة، ما يجعل هذه الفترة بالنسبة إلى المسؤولين عن هذه الشركات مناسبة إلى تقديم الهدايا إلى شركائهم وزبنائهم والمتعاملين معهم، وبذلك ترسخت هذه الثقافة في المجتمع المغربي، ولا يقتصر الأمر على نهاية السنة، بل هناك مجموعة من المناسبات الأخرى، التي أصبح المغاربة يهتمون بها، مثل عيدي الأب والأم ، إذ يلاحظ اهتمام متزايد بهاتين المناسبتين، من خلال الإقبال المتزايد على اقتناء هدايا لتقديمها للآباء والأمهات، في حين أنه في السابق لم يكن وعي بمثل هذه الأمور، ويرجع ذلك إلى تطور وسائل الاتصال التي سهلت وساهمت في تلاقح ثقافات كل البلدان، كما أن المجهودات التي يبذلها التجار من خلال تذكير زبنائهم بمثل هذه المناسبات ساهمت، بدورها، في إشاعة ثقافات جديدة بالمجتمع. اليقظة الصحية ما هي انتظارات التجار؟ كما أشرت سابقا، فإن أشغال التهيئة التي أنجزت بساحة الأمير مولاي عبد الله (البرانس) وممر "الكرة الأرضية"، ستساهم في إحداث رواج بوسط البيضاء، ما من شأنه أن ينعكس على الحركة التجارية بالمنطقة، لكن كل ذلك يظل متوقفا على تطور الوضع الصحي، الذي لا يمكن لأي أحد التنبؤ به، إذ أن كل البلدان تقف عاجزة أمام سرعة انتشار الفيروس وقدرته على التحور. ويراهن الفاعلون في القطاع التجاري على اليقظة التي أبدتها السلطات، في ما يتعلق بالتدابير الوقائية للحد من انتشار الوباء، من أجل تجاوز الوضع الراهن واستئناف الحركة التجارية، وينتظرون إجراءات تمكنهم من تجاوز الصعوبات، التي يعانيها أرباب المحلات التجارية للتقليص من أثر الخسائر التي تكبدوها، منذ انتشار الوباء. في سطور < من مواليد 1962 < حاصل على بكالوريا في الاقتصاد من ثانوية "ليوطي" وBTS في التسويق من باريس < مسير شركة متخصصة في مجال الملابس الجاهزة والعطور < رئيس جمعية الصفاء لتجار وأرباب المهن الحرة والخدمات لوسط المدينة (البيضاء)