غش في بناء قناطر من قبل مقاولات "محظوظة" وبرلماني يفضحها بالقبة كشفت الأمطار والثلوج التي تساقطت، أخيرا، في العديد من أقاليم وعمالات المملكة، عن عناوين الغش الكبيرة التي تطول بناء القناطر، من قبل مقاولات وشركات لها نفوذ، وتربطها علاقات مصالح متبادلة مع بعض كبار مسؤولي وزارة التجهيز والماء. وغمرت مياه الأمطار التي تساقطت بغزارة في العديد من المناطق، قناطر بنيت حديثا، وفضحت جشع بعض المقاولين ومديرين جهويين وإقليميين لوزارة التجهيز والماء، وتسببت في تعطيل حركة المرور، وفي انقلاب شاحنات وسيارات، وخلف خسائر في الأرواح والممتلكات. وكشف برلماني، في سؤال آني وجهه إلى نزار بركة، وزير التجهيز والماء، عن فساد صفقات وزارة التجهيز في عهد الوزيرين رباح وعمارة، إذ يبقى القاسم المشترك بينها رغم ما صرف عليها من ملايير، هو الخروقات والغش والعيوب التقنية التي طالتها، وكذا ضعف الجودة على مستوى مواد الرمال والإسمنت والحديد المستعمل في إنجازها. ولم يستبعد البرلماني الذي تحدث إلى «الصباح»، أن يعجل الوزير الاستقلالي نزار بركة، بإحالة ملفات القناطر»المغشوشة» على محاكم جرائم الأموال، خصوصا أن المفتشية العامة للوزارة الوصية أنجزت بشأنها تقارير، بعدما أخضعتها إلى عمليات افتحاص. وبعدما ارتفع منسوب الفساد داخل الوزارة نفسها، تحاول جهات نافذة في الإدارة المركزية، التستر على ملفات الفساد وإقبارها ووضعها في الرفوف، بدل إحالتها على القضاء للمحاسبة، لأنها تؤشر على الفساد، وتخاف أن تصل إليها نار الحساب. واستنادا إلى مصدر في وزارة التجهيز والماء، فإن الحكومة أهدرت أزيد من 100 مليار سنتيم، في بناء القناطر التي تتهاوى جراء التساقطات المطرية، والرياح القوية، ما جعل العديد من المواطنين يعانون جراء انقطاع حركة المرور. واستاء مواطنون، تماما كما هو الحال في إقليم القنيطرة، من أسلوب تدبير بعض المديرين الجهويين والإقليميين للوزارة نفسها، صفقات القناطر وطريقة إنجازها، والإبقاء عليها موصدة دون استعمال، تماما كما هو الشأن بالنسبة إلى قنطرة «أولاد برجال» التي التهمت الملايير، وحصل بها خطأ تقني كبير، ناتج عن تشققات. وبتعليمات من الوزير بركة، فإن المديرية التي تعنى بالقناطر، بصدد إجراء دراسات تقنية تفصيلية، ستطول كل القناطر المغشوشة التي بقيت بعيدا عن الأنظار، حتى فضحتها الأمطار والثلوج، كما أن الوزارة بصدد البحث عن شركات أخرى بعد فسخ عقود الشركات التي لم تلتزم بدفاتر تحملات، مع إمكانية ترتيب الجزاء القانوني أو التأديبي في حقها، حتى لا تضيع الملايير. وكشفت مصادر من داخل وزارة التجهيز والماء ل»الصباح»، عن وجود أكثر من 400 قنطرة متآكلة ومهددة بالانهيار، و680 مغمورة بالمياه، و1728 قنطرة ضيقة، ما يهدد سلامة المواطنين، ووجود 3563 قنطرة على مستوى الشبكة المهيكلة، تعتريها اختلالات بفعل تأثرها بالتغيرات المناخية، من أصل نحو 10.787 قنطرة بمختلف جهات المملكة. عبد الله الكوزي