الحجر على غير الملقحين لمواجهة الفيروس

ارتفاع الحالات بأوربا يدفع دولا لفرض حجر جزئي والخيار غير مستبعد في المغرب باتت موجة «غير الملقحين» ضد فيروس كورونا، تهدد المغرب، بعدما وصلت لمستويات خطيرة في دول أوربية، خلال الأيام القليلة الماضية، على غرار ألمانيا وفرنسا والدنمارك وإسبانيا وبريطانيا، التي تسجل أعدادا قياسية من حالات الإصابة بالفيروس، لتضطر قيادات هذه الدول إلى تحفيز المواطنين الرافضين للتلقيح، إلى تلقي الجرعات حفاظا على صحتهم وسلامة وطنهم. ولكي تجبر دول مواطنيها على تلقي اللقاح، اتخذت بعض القرارات الصارمة، على غرار ما حدث في النمسا التي قررت حكومتها إخضاع غير الملقحين لحجر صحي كلي، مع إنزال غرامات وعقوبات على المخالفين. وذهبت تونس أبعد من ذلك، بوقف صرف رواتب الموظفين الرافضين للتلقيح، في وقت لجأت بريطانيا وفرنسا إلى حجر جزئي في بعض المناطق، مع إجبارية وضع الكمامة في الشارع والأماكن العمومية. وتسود تخوفات كبيرة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بسبب ارتفاع الحالات في عدد من الدول الأوربية، والتي تبين أنها تهم غير الملقحين، الذين عارضوا تلقي جرعات من اللقاحات المتوفرة، لمبررات متعددة، إذ أجمعت اللجنة العلمية الوطنية لرصد ومتابعة الحالة الوبائية ببلادنا، أن المملكة ليست في منأى عن هذه الموجة، خلال الأسابيع المقبلة. ويظهر من خلال الموجات الثلاث الأولى التي عاشتها بلادنا، آخرها الصيف الماضي، أن تسجيل أوربا لعدد حالات كبير، يعتبر إنذارا للمغرب، باقتراب موجة جديدة من الوباء، بحكم التقارب الاقتصادي والتجاري والحركة المكثفة التي تعرفها الأجواء الجوية. وسارعت الحكومة إلى وقف الرحلات صوب دول معينة، أخيرا، لتفادي الموجة الرابعة، غير أن ذلك لا يمنع التهديد نهائيا، ما دام عدد من المواطنين مازالوا رافضين لفكرة التطعيم. بدورها حذرت منظمة الصحة العالمية من مغبة التهاون في تلقي اللقاح المضاد للوباء، معتبرة ذلك «تهديدا صريحا» لمواطني كل الدول وللحالة الوبائية العالمية. وناشدت المنظمة الدول بالتعاون في ما بينها بخصوص اللقاح، وضمان توزيع عادل للجرعات لتفادي انتكاسة جديدة خلال الفترة الحالية التي تعرف انخفاضا لدرجات الحرارة في أغلب دول العالم. وعلى غرار وزارة الصحة، أكدت منظمة الصحة العالمية أن أغلب الحالات الجديدة من المصابين عبر العالم، همت الأشخاص غير الملقحين، خاصة في دول لازالت حملة التطعيم فيها بطيئة، لنقص اللقاحات. وشد تصريح لأنخيلا ميركل، المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أخيرا، العالم، إذ اعتذرت أمام الألمان بسبب عدم إجبارها المواطنين على تلقي اللقاح في البداية، وطالبت غير الملقحين بتلقي الجرعات، حماية لأنفسهم وللدولة. ووصفت ميركل الوضع في ألمانيا وأوربا ب»المقلق للغاية»، وأن من عارض اللقاح في البداية هو على خطأ، ولا يمكن أن يتواصل ذلك في الفترة المقبلة، حفاظا على سلامة الجميع. وسجلت ألمانيا 34 ألفا و958 مصابا بفيروس كورونا، أول أمس (الاثنين)، فيما سجلت بريطانيا 39 ألفا و270 حالة خلال اليوم نفسه، وارتفع عدد الحالات بشكل واضح في فرنسا وإيطاليا والدنمارك، بينما أصيب 9000 شخص بالوباء في إسبانيا. العقيد درغام

خاليلوزيتش: القادم أصعب

قالوا

مقالات ذات صلة