مهنيو السياحة يعيشون أزمة خانقة

لطفي بنبراهيم كاتب عام الفدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين طالب بإجراءات فعالة لتجاوز الصعوبات قال لطفي بنبراهيم، كاتب عام الفدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين، إن هذه الفئة أول متضرر وآخر من تتوقع نجاته من الأزمة الخانقة، لاستمرار إغلاق الحدود وغياب السائح الأجنبي. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: حميد الأبيض (فاس) تصوير: (أحمد العلوي المراني) > كيف حال السياحة ومرشديها في زمن كورونا؟ > مثل وضع كل القطاعات المتضررة من هذه الظروف الاستثنائية. لكن المرشدين السياحيين أكثر تضررا بحكم ارتباط مدخولهم بالسائح الأجنبي، عكس الوكالات والفنادق وغيرها من مهن القطاع. أغلبنا يشتغل مع السائح الأجنبي الذي غاب بإغلاق الحدود، ما زاد من حجم الضرر لحد الشلل التام. المرشد السياحي عاش وما زال، ظروفا صعبة تفاقمت باستمرار الجائحة والتدابير المتخذة. حتى الدعم المالي لم نستفد منه في فترة الحجر الصحي، إلا بعد جهد كبير بذلته الفدرالية والجمعيات الجهوية بتنسيق مع وزارة السياحة وصندوق الضمان الاجتماعي، لتوفير شروط الاستفادة منه. عدم استيفاء الشروط، أزم الوضع الاجتماعي للمرشد السياحي. سابقنا الزمن لتوفير معايير الاستفادة من التعويضات كما حددتها لجنة اليقظة. ونجحنا في ذلك وتجاوزنا الوضع واستفادت نسبة مهمة من الدعم والتسجيل في الضمان الاجتماعي، في انتظار توصل الباقي به. > كيف تم ذلك؟ > قبل الحديث عن مختلف الخطوات والإجراءات التي قمنا بها، لا بد من التطرق لنقطة مهمة، تتعلق بجدل سبق الحجر الصحي وانتشار فيروس كورونا، حول الوثائق وعدد المرشدين. وجددت الوثائق اعتمادا على نص تنظيمي أثار تطبيقه جدلا خاصة الاعتماد المؤقت للمهنة. وزارة السياحة أبدت قبل الجائحة حسن نية ورغبة في تصحيح هفوات هذا النص التنظيمي، في اجتماعها مع ممثلي الفدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين في 17 يناير 2020. ورغم هاجس الخوف، باشر أغلب المهنيين إجراءات سحب الاعتماد والبطاقة، دون البعض. ومنذ انتشرت الجائحة، راسلنا الوزارة والكونفدرالية الوطنية للسياحة الجامعة لكل قطاعات السياحة، طلبا لتدخلات تخفف من أزمة المرشدين الذين يبقى عددهم غير محصور رسميا، ولو أنه أقرب إلى 3400 مرشدا، نسبة مهمة منهم في وضع اجتماعي بسيط ويحتاجون الدعم. لكننا لم نكن نستوفي شروط ومعايير الاستفادة من هذا الدعم الذي يفرض الانخراط في الضمان الاجتماعي. > بماذا قمتم لتجاوز واقع الأزمة؟ > الفدرالية تأسست قبل سنة من الجائحة، واشتغلت على مشكل انخراط المرشدين في هذا الصندوق. عقدنا لقاءات مع مسؤوليه ووزارة الشغل، والأمور كانت تسير في الطريق الإيجابي إلى آخر اجتماع انعقد في 4 مارس 2020، لما اتفق فيه على شروط محددة لذلك. راسلنا حتى رئيس الحكومة، لكن انتشار الفيروس والحجر الصحي، أدخلا تلك الإجراءات إلى قاعة الانتظار، ما أخر الاستفادة من الدعم بالنسبة للمرشد الذي سقط ضحية النظرة النمطية المجحفة إليه بأنه ميسور الحال، في حين أن فئة كبيرة بمدخول بسيط وتعمل لتعيش. الأزمة أصبحت شاملة، خاصة أن الكثير من المرشدين لهم التزامات عائلية ومع البنوك، سيما بتزامن انتشار الفيروس مع الفترة الزاهية التي يكون فيها للمرشد مدخول أهم في الخريف والربيع. توقف دخول السياح وأصبحنا عاطلين وبلا مدخول، وحتى الدعم لا نتوفر على شروط الاستفادة منه. كنا نتوقع أن تبقى الأزمة فترة محدودة، لكنها طالت أكثر وبشكل استحال معه الوصول لطريق يؤمن الخروج من وضع لا نحسد عليه، سيما أنه حتى الحصول على القروض لم يتيسر في بنوك. لكننا في الفيدرالية والجمعيات الإقليمية والجهوية تحملنا مسؤوليتنا كاملة طيلة الفترة وإلى الآن. > أين تجلى هذا الدور والمسؤولية وكيف نجحتم فيها؟ > أول شيء حرصنا عليه تحقيق التوازن بين حاجة المرشد والمجتمع وظروف الحكومة، لم نعاند ولم نميز أنفسنا عن باقي القطاعات والأشخاص المتضررين من الجائحة. بحثنا عن حلول وقدمنا مطالب، مثل باقي الشرائح الاجتماعية، فالجائحة أثرت على الجميع بدون استثناء. كنا بحق صوت المرشدين في كل مكان وبأي شبر من وطننا، مثلناهم أحسن تمثيل بحثا عن حلول عملية لاستفادتهم من الدعم، دون أن نفقد الأمل، رغم الإكراهات وعدم استيفاء الشروط. وبالفعل وجدنا طريقة للاستفادة سيما بعد مصادقة الحكومة ولجنة اليقظة، على برنامج الإقلاع الاستعجالي. سحب البطاقة والتقييد في صندوق الضمان الاجتماعي، من الأمور التي اشتغلنا عليها، خاصة أننا من فئة غير المأجورين. واستطعنا إقناع الصندوق بأننا لسنا في فترة عادية، بل استثنائية وأن عملنا انقطع نهائيا وليس جزئيا أو مرحليا، في غياب السائح الأجنبي الذي يشكل 98 بالمائة من دخلنا. باشرنا مباحثات حول القسط الجزافي على أساس مراجعة نسبة الاقتطاع من مبلغ الدعم المحدد في ألفي درهم، وراسلنا مختلف الجهات طلبا لتحديد النسبة بشكل يراعي ظروف المرشدين وحداثة علاقتنا بصندوق الضمان الاجتماعي، عكس قطاعات أخرى قطعت أشواطا مهمة في المجال. اجتمعت الفدرالية مع الكاتب العام لوزارة السياحة، قبل أن يصدر إجراء استثنائي توافقنا فيه على 5.1 نسبة للاقتطاع من مبلغ الدعم، والخاص بالتغطية الصحية الإجبارية والتقاعد، من الحد الأدنى للأجور. الفدرالية والجمعيات بذلت مجهودا مهما في هذا المجال وحققنا مكاسب جيدة. > هل من حلول لتجاوز واقع الأزمة؟ > سأكون مخطئا إن أجبت بالإيجاب على الأقل في الفترة الراهنة. رغم عودة السياح بعد استئناف الرحلات الجوية وإطلاق عملية مرحبا، صيفا كان عدد المرشدين المشتغلين محدودا جدا، والباقي ما زال في انتظار الفرج. وهذه حقيقة مرة لا يمكن حجبها بغربال، طالما أن السياح الوافدين إن من أمريكا أو روسيا، هم أصحاب حجوزات سابقة لانتشار فيروس كورونا وليسوا جددا. الحركة السياحية لم ترق لتطلعات المهنيين، الذين لم يشتغل منهم إلا 5 بالمائة من أصل أكثر من 3500 مرشد على الصعيد الوطني، وهي نسبة هزيلة جدا. ولا ندري متى سيحل المشكل وتعود السياحة كما كانت، ليبقى الجميع في انتظار أن يرفع الله عنا هذا الوباء. ننتظر حلولا تزرع فينا التفاؤل وأن تفتح الأجواء والحدود وتبسط المساطر خاصة أمام الأشواط المهمة التي قطعتها عملية التلقيح، كي يعود السائح الأجنبي ويقبل أكثر على زيارة بلدنا على غرار بلدان أخرى أبقت على أجوائها مفتوحة كما تركيا التي تبقى أكبر مستفيد. > ماهي الانتظارات المستقبلية؟ > ننتظر أن تفتح الحدود وتعود الرحلات الجوية، لأنهما وسيلتان ناجعتان لإعادة الروح لقطاع السياحة المتضرر، باعتباره منظومة كبيرة تبدأ بالفندق والوكالة والمرشد وكل من له صلة به ويعيش منه، بمن فيهم التجار ومهنيو النقل. الكل يستفيد من توافد السائح، وبغيابه يزداد الضرر. نتمنى أن ينظر إلى مهنيي السياحة بعين الرحمة، لأنهم يعيشون أزمة حقيقية وغير مسبوقة، ولولا التكافل والتضامن الاجتماعي، لكان الوضع أكثر سوءا. وآمل أن يستفيد باقي المرشدين الذين تعثرت ملفاتهم، من الدعم وتسوية وضعيتهم وأن نتجاوز بعض المعيقات الإدارية. ملف الدعم وآثاره السلبية، لا يخص الفدرالية فقط، لكننا ملزمون بتتبعه ومواكبته التزاما منا، ونتمنى أن تتوفر الإرادة لدى الإدارة لتجاوز الأمر، بعدما ساهمت وزارة السياحة، في حل جزء من المشكل الذي يؤرق الجميع. ونتمنى أن نتجاوز هذه الأزمة الخانقة، في أقرب وقت. في سطور - من مواليد 1971 بفاس - متزوج وأب لـ 3 أطفال - حاصل على الإجازة في الحقوق وأخرى في الاقتصاد - مرشد سياحي منذ أكثر من عقدين - كاتب عام الفدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين منذ 2019 - كاتب عام الجمعية الجهوية بفاس بولمان بين 2011 و2017 - كاتب عام الجمعية الإقليمية بفاس والجهوية للمرشدين السياحيين منذ 4 سنوات

مهنيو السياحة يعيشون أزمة خانقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أنشطة تجارية بحاجة إلى التطعيم

قتل شاب دهسا بسيارة بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات