طرق حديثة للتزوير

يرى هشام بوطيبة دكتور في القانون الدولي والعلاقات الدولية، أن التزوير هو تغيير حقيقة معينة بوسائل من الوسائل، وأن المغرب عاش مرحلة من مراحل التزوير في الانتخابات، واقتصر الأمر فيها على نسبة المشاركة في الانتخابات، التي كانت تصل إلى 80 في المائة والاستفتاء على الدستور، التي كانت لا تنزل عن 99.99 في المائة. إلا أنه بعد تربع الملك محمد السادس على العرش، دخلنا مرحلة كسب ثقة الناخبين، وانتقلنا من الأرقام الفلكية، كـ80 في المائة في نسبة المشاركة بالانتخابات في الحقب السابقة، إلى 53 في المائة في انتخابات 2003 و37 في المائة في 2007، و45 في المائة في انتخابات 2011، وانتقلنا من 99.99 في المائة في المراجعة الدستورية إلى 73 في المائة، خلال الاستفتاء على الدستور 2011. وشدد هشام بوطيبة على أن التزوير يخضع للظرفية التي يمر منها البلد، ومثال على ذلك أن الإعلان عن نتائج الانتخابات في 2003، تأخر لمدة 15 يوما، مقارنة مع انتخابات 2011 و2021، التي أعلن عن نتائجها في سرعة قياسية. ويعود سبب هذا التأخير، حسب ما جاء في جريدة "لوموند ديبلوماتيك" أن العدالة والتنمية حقق نتائج غير متوقعة، إلا أن تلك الفترة لم تكن تستدعي وصول الإسلاميين إلى الحكم، رغم وصولهم إلى السلطة بالأردن برعاية أمريكية، في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، إذ حاول البيت الأبيض اختبارهم بالأردن، قبل تعميم التجربة على باقي البلدان العربية. إلا أنه في 2011، بحكم اندلاع الربيع العربي، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية، وصل الإسلاميون إلى السلطة، إذ كانوا في نظر الشعب تجربة سياسية جديدة وطوق النجاة، من أجل محاربة الفساد وغيرها من الشعارات التي رفعها الحزب، وفي نظر الدولة ورقة رابحة من أجل تهدئة الأوضاع وامتصاص غضب الشارع. وشدد الخبير في العلاقات الدولية، على أن التزوير في الانتخابات، يختلف عن التزوير المعروف لدى العامة، إذ يمر مرور الكرام وفي الخفاء، وبطرق أخرى منها مثلا دفع حزب إلى عدم تغطية جميع الدوائر الانتخابية، كما الأمر في الاستحقاقات الجماعية لـ2015، عندما اكتفى العدالة والتنمية بالهيمنة على خمس جهات فقط. إضافة إلى ذلك، اللجوء إلى أسلوب "فاك نيوز" ضد حزب معين، عبر تسريب خبر صحيح، إلا أنه يتم تضخيمه ويكون له وقع كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤثر في اختيارات الناخب المغربي خلال التصويت من قبيل خبر "أراضي خدام الدولة"، التي دفع ثمنها العدالة والتنمية، رغم عدم وجود قيادييه في اللائحة المسربة، وبالتالي لم يعد التزوير يقتصر على تلاعب في صناديق الاقتراع، بل انتقل إلى مرحلة متطور وهي احتكار وسائل التواصل الاجتماعي والتأثير في الشعب. وأشار الخبير إلى أن اختيار تاريخ التصويت بشكل متزامن مع محطات كبرى من قبيل عيد الأضحى والدخول المدرسي، يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات، والنتيجة أن نسبة كبيرة من البرلمانيين أميون، ومع ذلك نجحوا في كسب ثقة الناخب. مصطفى لطفي

طرق حديثة للتزوير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق في شبهة تعذيب بالأصفاد

الخريطة الانتخابية صنعت سلفا

مقالات ذات صلة