رسالة للعالم حول مغرب حداثي

الاقتصادي بوطيبة قال إن كنزة زوجة المولى إدريس ساهمت في تأسيس مملكة مستمرة منذ 12 قرنا رهان المغرب على تعيين النساء في مناصب كبرى بالمجالس الجماعية والجهات ليس عبثا، وإنما، حسب مختصين، رسالة للعالم حول مغرب حداثي، يقوده أمير المؤمنين، يقدم تعريفا جديدا للإسلام المتنور، ما سيساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع السياحة. توقف علي بوطيبة أستاذ الاقتصاد عند ملاحظة مهمة، وهي أن المغرب باعتباره مملكة، ساهمت في تأسيسه امرأة، في إشارة إلى زواج كنزة الأوربية، من المولى إدريس الأول الذي فر من بطش العباسيين إلى المغرب رفقة خادمه، مشيرا إلى أن هذا الزواج جمع بين الرسالة النبوية التي حملها المولى إدريس وحكمة كنزة، والنتيجة دولة ما زالت مستمرة منذ 12 قرنا. كما ساهمت المرأة المغربية في محطات تاريخية كبرى، حسب بوطيبة، ففاطمة الفهرية أسست أول جامعة في العالم، وهي جامعة القرويين، وزينب النفزاوية لعبت دورا كبيرا في تأسيس مراكش، وفي التاريخ الحديث، خصوصا في عهد الحماية، لا يمكن نسيان العدد الكبير من النساء المقاومات، بل إن أول خطاب للسلطان الراحل محمد الخامس وهو تحت وطأة الاستعمار، في خطاب طنجة الشهير في أبريل 1947، حث في أولوياته على تعليم المرأة بمجرد زوال الحماية. وشدد الخبير الاقتصادي على أن الملك الراحل الحسن الثاني واصل على هذا المنوال، ويكفي أن أبرز المحطات التي شهدها عصره، كان للنساء دور بارز فيها، سيما المسيرة الخضراء، التي شهدت مشاركة قياسية للمرأة المغربية، كما واصل الملك محمد السادس، مسيرته التنموية، التي دشن بها عهده، بالتمييز الإيجابي عبر منح "كوطا" للنساء وأخرى للشباب، الذين لم يستغلوا هذه الفرصة، إذ من باب المقارنة، يؤكد الخبير، نجحت النساء في الظهور بشكل بارز وأكثر "معقول"، مقارنة مع الشباب، لهذا تم الاكتفاء بكوطا للنساء فقط في استحقاقات 8 شتنبر الماضي. كل هذه الإشارات، يوضح علي بوطيبة، تفيد أن المغرب دولة بدأ بقوة ناعمة، وتواصل ذلك إلى عصرنا الحالي، عبر انتخاب الشعب في الاستحقاقات الأخيرة لنساء "كادات" ويتميزن بالكفاءة، سواء بطريقة مباشرة بالتصويت عليهن أو بطريقة غير مباشرة عبر ظفرهن بمنصب العمدة ورئيسات جهات بمدن ومناطق لها ثقل كبير، من قبيل البيضاء ومراكش والرباط وكلميم، مشيرا إلى أن انتخاب النساء في هذه المسؤوليات الكبيرة لم يكن عبثا، إذ في الوقت الذي لا يتوفر فيه ثلث البرلمانيين الرجال على شهادة الباكلوريا، لدى جميع المنتخبات دبلومات عالية وبرهن في مسيراتهن المهنية عن كفاءة عالية، سواء في مجالات التدبير والصحة والمحاماة والاقتصاد، كما أن من تحملن المسؤوليات في وقت سابق، لم يسبق لهن أن تورطن في فضيحة أو توبعن قضائيا بجنايات تدبير أو اختلاس أموال عمومية، وغيرها من الجرائم التي طوقت أعناق مسؤولين رجال. ونبه الخبير الاقتصادي إلى مسألة مهمة وهي أن النساء، بفضل تظافر جهود الجميع، نجحن في إسقاط "الأخونة" من المدن التي كان يسيرها أصحاب هذا الفكر، وصرن بالتالي أيقونة للقوة الناعمة المتنورة، التي خلصت المغرب من فكر دوغمائي رجعي دخيل، وتحولن إلى منقذات و"مخلصات"، والدليل أن تصريحات عمدات البيضاء والرباط ومراكش، اعترفن من خلالها أنهن أمام إرث وملفات ثقيلة. وأبدى الخبير الاقتصادي تفاؤله بنجاح النساء في مسؤولياتهن الكبرى الجديدة، لإمكاناتهن الثقافية والعلمية والمهنية، والتجربة التي عشناها وسط عائلاتهن، وأيضا لأنهن سيركزن على ملفات مهمة، وقربهن من نبض المجتمع، وإيجادتهن فن التواصل، كما أن المرأة، تخشى الفضيحة والرشوة والابتزاز، ما سيشجع على الاستثمار أكثر، وسيزكين شعار التشغيل خلال خمس سنوات المقبلة، وهذا ما سيضفي تناغما بين المركز والجهات. مصطفى لطفي

رسالة للعالم حول مغرب حداثي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القاسمي رئيسا للمجلس الإقليمي بخريبكة

نساء في ورطة المدن!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات