التجمع… حزب التقنقراط والأعيان

تأسس في 1977 من قبل صهر الملك وشارك في أغلب الحكومات أعادت انتخابات ثامن شتنبر حزب التجمع الوطني للأحرار إلى الواجهة، بعد سنوات من المشاركة في مختلف الحكومات المتعاقبة، منذ تأسيسه سنة 1977 على يد أحمد عصمان، صهر الملك الراحل، والذي جاء ليجمع النواب المستقلين، في حزب اعتبر نفسه حزب الوسط الديمقراطي الاجتماعي، المعبر عن التوجه الليبرالي، الذي يمثل البورجوازية الصناعية والتجارية، والأعيان والكفاءات الإدارية. ومنذ تجربة عصمان في الوزارة الأولى، لم يتحمل التجمع الوطني للأحرار مسؤولية رئاسة الحكومة، إلا أنه ظل محافظا على حضوره في مختلف الأغلبيات الحكومية، منذ ثمانينات القرن الماضي، مستفيدا من خطابه الوسطي، وعلاقاته مع مختلف أطياف الحقل السياسي، التي كانت تتسم بالاحترام، والتوافق مع مختلف المكونات، أيا كان موقعها وهويتها الفكرية. ولعب التجمع الوطني للأحرار دور التوازن بين الدولة وأحزاب الحركة الوطنية، مستفيدا من قوة الشخصيات التي كانت في قيادته، حتى بعد ذهاب عصمان، بل تحملوا مسؤوليات كبرى في مختلف الحكومات المتعاقبة بما فيها الخارجية، التي تعتبر حقيبة سيادية. ولما انسحب أعضاء فريق الاتحاد الاشتراكي من البرلمان في 1981، دخل حزب التجمع إلى المعارضة، وظل عصمان على رأس الحزب لحوالي ثلاثة عقود، إلى أن جاءت محطة المؤتمر في ماي 2007، ليتم انتخاب مصطفى المنصوري رئيسا جديدا، مع احتفاظ عصمان بلقب الرئيس الشرفي. ولم يسلم التجمع هو الآخر من الانشقاقات التي ضربت أغلب الأحزاب، إذ سيعرف في 1981 ، انشقاق جناح قاده أرسلان الجديدي، الذي سيؤسس الحزب الوطني الديمقراطي، كما عرف انشقاقا ثانيا، بعد ذلك، تزعمه عبد الرحمان الكوهن، الذي أسس حزب الإصلاح والتنمية. ومنذ تأسيسه، حقق الحزب تقدما واضحا في أغلب الانتخابات، كما شارك في مختلف الحكومات ومن بينها حكومة التناوب التوافقي التي ترأسها الراحل عبد الرحمن اليوسفي. وظل التجمع محافظا على تموقع لا بأس به في الخريطة السياسية، ما مكنه من الحضور في مختلف الحكومات سواء حكومة عبد الكريم العمراني أو عباس الفاسي أو عبد الرحمن اليوسفي أو إدريس جطو، وأخيرا حكومتي العدالة والتنمية الأولى والثانية. وعرف التجمع منذ وصول عزيز أخنوش إلى رئاسته، تحولا كبيرا وتوسعا لم يسبق له مثيل، لينتقل في فترة وجيزة، من خلال التحاق أطر عليا به، من قبيل مولاي حفيظ العلمي، ومحمد بنشعبون، إلى قوة ضاربة، أكثر حضورا في الأقاليم والجهات، وفي الأوساط المهنية المختلفة، وهي المرحلة التي ستتوج بانتصار ساحق في الانتخابات الأخيرة، التي بوأته الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، وتكليف رئيسه بتشكيل الأغلبية الحكومية، من القوى السياسية التي احتلت الرتب الثلاث الأولى. برحو بوزياني

التجمع… حزب التقنقراط والأعيان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برامج انتخابية بطعم اجتماعي

وزارات جديـدة تـرى النـور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات