الفتح تحت الضغط

تغييرات مفاجئة وخلافات لاعبين وصفقات معطلة تضعه في فوهة الانتقادات واجه الفتح الرياضي العديد من الإكراهات قبل نهاية الموسم الرياضي الماضي، وتواصلت بشكل غير مفهوم مع انطلاقة الموسم الجاري، إذ ساهمت النتائج مع بداية البطولة الوطنية، في تعميق أزمة الفريق، رغم الاستقرار الذي يعرفه من الناحية المالية. ويعيش الفتح الرياضي ضغطا كبيرا، بسبب عدم تحقيق نتائج جيدة في الدورات الأخيرة من بطولة الموسم الماضي، والدورتين الماضيتين من بطولة الموسم الجاري، علما أن الفريق استجاب لأزيد من 80 في المائة، من الانتدابات التي طلبها المدرب الجديد محمد أمين بنهاشم. ويستعد الفتح الرياضي لإجراء العديد من الإصلاحات على أكاديمية الفريق بالرباط، في الوقت الذي خضع ملعب الأمير مولاي الحسن لمجموعة من الإصلاحات، أشرف عليها المكتب المديري، إضافة إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالنظر إلى استغلاله من قبلها، في احتضان مباريات بعض المنتخبات الوطنية. تغييرات مفاجئة وصفت التغييرات التي أجراها المكتب المديري للفتح الرياضي قبل انطلاقة الموسم الجاري بالمفاجئة، بحكم أن المسؤولين السابقين عن فرع كرة القدم، قدموا مسارا جيدا منذ عهد علي الفاسي الفهري، الذي أرسى أسس فريق احترافي، أضحى في ما بعد فريقا نموذجيا، في التدبير والحكامة والنتائج، وتعززت في عهد حمزة الحجوي، الرئيس المنتدب السابق لفرع كرة القدم، بعد أن قاده إلى التتويج بأول لقب في البطولة الوطنية، قبل أن يجري الاستغناء عنه قبل انطلاقة الموسم الرياضي، وتعيين نوال خليفة مكانه، والتي تقلدت عدة مهام بالفريق بالمكتب المديري. ولم تشمل التغييرات منصب الرئيس المنتدب، على مستوى مراكز المسؤولية بالفريق، بل طالت الجانب التقني واستبدل المدرب السنغال ديمبا مبايي بمحمد أمين بنهاشم، وهو التغيير الذي يؤكد من خلاله المسؤولون بالفريق، التخلي عن الإستراتيجية التي كان معمولا بها منذ فترة وليد الركراكي، وتعتمد بالأساس على عدم التعاقد مع مدربين من خارج الفريق، ومنح الثقة للأطر الموجودة به. ويعد تعيين خليفة واستقدام مدرب من خارج أكاديمية الفريق، إعلانا عن إعادة النظر في الإستراتيجية السابقة، والعمل على وضع نموذج جديد، بإمكانه أن يفتح المجال لأطر أخرى في الإشراف على الجانب التقني للفريق الأول. ولم يعمد الفريق إلى إجراء تغيير على أطر أكاديمية الفريق، وإنما اكتفى بتغيير مناصبهم، إذ عمل المشرفون على إعادة توزيع الفئات الصغرى على المدربين أنفسهم، في محاولة منهم، لتدارك فشل جميع الفئات في تحقيق ألقاب على الصعيد الوطني. إصلاحات منتظرة قرر مسؤولو الفتح الرياضي إجراء مجموعة من الإصلاحات على أكاديمية الفريق، بعد أن رصدوا العديد من الاختلالات في الملاعب المكسوة بالعشب الاصطناعي، وضعف التجهيزات في بعض المراكز التابعة له. وتأتي هذه الإصلاحات في إطار مواصلة عمل المسؤولين السابقين، الذين قدموا بدورهم طلبات في هذا الشأن إلى المكتب المديري، سيما على الملاعب الأربعة المكسوة بعشب طبيعي، إذ تبين أنها لم تعد تستجيب للمعايير، كما أن اللاعبين والمدربين يجدون مشاكل كبيرة في برمجة المباريات. واتخذت نوال خليفة قرارا بإعادة تكسية أربعة ملاعب بالعشب الاصطناعي بأكاديمية الفريق، بعد أن أكدت جميع التقارير أنه لم يعد بالإمكان اللعب فوقها، وأنها باتت تشكل عائقا أمام اللاعبين، في الوقت الذي يجري صيانة ملاعب العشب الطبيعي دون مشاكل، أما بالنسبة إلى المستودعات، فتحتاج إلى تعزيزها بأخرى جديدة. ولن يكون ملعب مولاي الحسن في حاجة إلى إصلاحات، بعد أن استفاد منها السنة الماضية، من خلال تدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي لجأت إلى إدخال مجموعة من الإصلاحات لاستقبال منافسات كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، إذ عرفت تغييرات مهمة، استجابة لتوصيات لجنة تأهيل الملاعب الرياضية بالكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وشملت المستودعات الخاصة باللاعبين والحكام، إضافة إلى توفير قاعة للكشف عن المنشطات، وإعادة تهيئة الممر المؤدي إلى المستودعات، ووضع كاميرات مراقبة في العديد من مرافقه. خلافات اللاعبين اصطدم محمد أمين بنهاشم مع بداية عمله مدربا للفريق الأول، بوجود فئتين للاعبين، الأولى تمثل فئة اللاعبين الشباب، الذين صعدوا من فريق الأمل والشباب، وتدرجوا في جميع فئاته، وساهموا في صعود فريق الأمل إلى القسم الوطني هواة، وفئة تمثل اللاعبين المخضرمين، الذين عانوا كثيرا مع السنغالي ديمبا منذ تعيينه خلفا للمدرب الأسبق مصطفى الخلفي. ووجد بنهاشم أن المشرفين التقنيين السابقين قسموا اللاعبين على أساس الفئتين المذكورتين، إذ تخوض كل فئة تداريب لوحدها، إضافة إلى أن فئة اللاعبين الشباب كانت تحظى بامتيازات، وهو ما ساهم في وجود شرخ كبير داخل الفريق. وحاول بنهاشم معالجة هذا المشكل، من خلال جمع الفئتين، والتباري في ما بينهما، على أساس منح الرسمية لمن يقدم أداء أفضل، في الوقت الذي اضطر إلى عقد سلسلة اجتماعات انفرادية معهم جميعا، للعمل على تذويب جبل الجليد، الذي غطى على تلاحم اللاعبين، ودفعهم إلى التنابذ. وساهمت أطر في إذكاء الخلافات بين اللاعبين، سيما أنهم كانوا يقدمون تقارير مغلوطة إلى المدرب، الذي فضل في الكثير من المباريات اللاعبين الشباب، وعزل الباقين، بل كان قريبا من تسريحهم بشكل نهائي، قبل أن تعمل التغييرات على التراجع عن عدد منها، كما هو الشأن بالنسبة إلى المهدي الباسل وكريم بنعريف وسعد آيت الخرصة وغيرهم، من اللاعبين الذين واجهوا مضايقات كثيرة من مسؤولين بالفريق. صفقات معطلة عانى الفتح الرياضي منذ الموسم الرياضي الماضي مشاكل مع بعض اللاعبين، الشيء الذي دفع المسؤولين السابقين إلى وضع لائحة المغادرين، بعد أن حضر صفقات كان بالإمكان أن تدر أموالا مهمة على خزينة الفريق. غير أن بنهاشم ارتأى التراجع عن بعضها، في مقدمتها صفقتي الليبي أنيس سالتو ونوفل الزرهوني، إذ كان منتظرا أن تدر على الفريق 750 مليون سنتيم، لكن التراجع عنهما كلف الفريق خلافات مع اللاعبين، بعد أن رفض الأول اللعب، وتراجع مستوى الثاني بشكل مثير للاستغراب. ولم ينجح بنهاشم في دفع اللاعبين إلى قبول البقاء، بل واجه صعوبات في الدفاع عن اختياراته، سيما أن تعطيل الصفقتين تسبب في خلافات للفريق مع اللاعبين، مقابل ضياع مبلغ مهم، كان بالإمكان أن يساهم في تمويل العديد من النفقات الضرورية للفريق. كما تعطلت صفقة انتقال عبد الرحيم خدو إلى الفتح الرياضي، بعد أن تراجع بنهاشم عن إتمامها، وفشل في التعاقد مع توفيق الصفصافي، الذي فضل صفقة شباب المحمدية، وكذلك فشل في التعاقد مع الإيفواري أميان جويي، وكذلك الشأن بالنسبة إلى البرازيلي كلاوديو رفاييل سانتوس، الشيء الذي يؤكد أن تدبير الصفقات لم يكن بالطريقة الصحيحة، في الوقت الذي كان ينتظر أن يعزز الفريق صفوفه بلاعبين من فئة الأمل، التي سجلت نتائج جيدة، وشكلت النقطة المضيئة الوحيدة في الموسم الماضي. تعيينات مرتقبة ينتظر أن يقوم الفتح الرياضي بإجراء تعيينات جديدة، قد يكون لها بعض الأثر على فرع كرة القدم، أبرزها تعيين مدير عام للفريق، وهو الدور الذي كان يقوم به امحمد الزغاري، قبل أن يستقيل من منصبه، إذ لعب دورا في الانتدابات وتوقيع صفقات جديدة مع أندية أوربية وخليجية. ويأمل الفتح الرياضي في أن يمنح المدير العام الجديد للفريق انطلاقة أخرى، ليواصل من خلالها ما شيد طيلة السنوات الماضية، وأن يرفع سقف الطموحات، في مقدمتها تفريخ اللاعبين، والاستفادة منهم من الناحية الرياضية والمالية، سيما أن الفريق وضع بصمته على الساحة الكروية الوطنية، بتبنيه سياسة التكوين، التي نجحت بشكل كبير، وساهمت في الصورة التي عليها الفريق حاليا. كما يستعد المسؤولون لإجراء بعض التغييرات على الجانب التقني، من خلال البحث عن مدير رياضي جديد، وهو ما يتردد بقوة داخل أروقة أكاديمية الفتح بالرباط، ذلك أن الجميع يترقب هذا التغيير، وهو ما سيكون له أثر كبير داخل الفريق، سيما أن المدير الرياضي الحالي لعب دورا كبيرا في اكتشاف المواهب، ويوجد عدد منهم حاليا بالفريق الأول. ويرتقب إجراء تغييرات في بعض المناصب بالأكاديمية، خصوصا في التدبير، إذ أن الرئيسة المنتدبة الجديدة تستعد لوضع إستراتيجيتها الجديدة، بعد أن تتوصل بجميع الملفات من المسؤولين الحاليين. المركز الطبي يعد المركز الطبي بأكاديمية الفتح من بين أحدث المراكز على الصعيد الوطني، إذ يتوفر على تجهيزات ومعدات متطورة، كما أنه يضم أطرا في المستوى العالي. وقررت نوال خليفة تعزيز المركز الطبي بتجهيزات جديدة، من أجل مواكبة التطور الحاصل في هذا المجال، للعمل على توفير فرص أكبر للاعبين والأطر الموجودة بالأكاديمية، بل حتى بعض لاعبي الأندية الأخرى، الذين يلجؤون إلى المركز الطبي بالفتح لمواصلة علاجهم، وهو ما يعد من المبادرات الحسنة، التي ميزت الفريق في السنوات الأخيرة. إعداد: صلاح الدين محسن

الفتح تحت الضغط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"زنقة كونتاكت"... انتقادات قبل العرض

طابع بريدي احتفاء بـ "دي لاكروا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات