عطلة شتنبر… صيف بأشواط إضافية

أجواؤه تخيم على فضاءات العاصمة في انتظار الدخول المدرسي مازالت أجواء العطلة الصيفية، تخيم على شوارع وفضاءات العاصمة الإدارية، بعد قرار تأجيل الدخول المدرسي، وهو القرار الذي اتخذته الوزارة الوصية على قطاع التعليم، بشكل مفاجئ، بهدف الوصول إلى المناعة الجماعية، وتطعيم أكبر عدد من التلاميذ. ففي الوقت الذي كانت الكثير من الأسر تستعد لعودة أطفالها إلى المقاعد الدراسية، جاء قرار الوزارة ليغير مخططات الكثيرين، سيما أنهم وجدوا أنفسهم أمام عطلة إجباربة، حاولوا الاستمتاع بأجوائها الخاصة. إنجاز: إيمان رضيف - تصوير: (عبد المجيد بزيوات) دخلت الكثير من الأسر، في سباق مع الزمن، لتكون مستعدة للدخول المدرسي، والذي كان محددا في 10 شتنبر الجاري. اقتنت بعض ما يحتاج إليه أطفالها، وحصلت على بعض الكتب والمقررات، إلى أن جاء قرار الوزارة المتعلق بتأجيل الدخول المدرسي، لتؤجل بدورها مرحلة الاستعداد، وتقرر الاستمرار في عطلتها الصيفية. يقصد الكثير من الرباطيين، قبل غروب شمس كل يوم، الطريق الساحلية للرباط، وفوق المساحات الكبيرة المغطاة بالعشب، تضع حاجياتها، وتمنح أطفالها الحرية للركض واللعب تحت أنظارها. يجلسون هناك لفترات طويلة، قبل أن يصل الموعد المحدد، ويغادرون المكان، في انتظار العودة في اليوم الموالي. أما فئة أخرى من الرباطيين، فتختار، عوض الجلوس على العشب والاستمتاع بمنظر البحر عن بعد، التجول في المراكز التجارية الكبرى و"المولات"، واقتناء المثلجات. هي أجواء خاصة بالعطلة الصيفية، لكن الكثير من الرباطيين، اضطروا إلى عيش تفاصيلها بعد قرار تأجيل الدخول المدرسي. عطلة إجبارية رغم أن قرار تأجيل الدخول المدرسي، لم يكن سهلا على الكثير من الآباء والأمهات، كان من الضروري التأقلم مع الوضع والبحث عن حلول وعمن يتكلف برعاية أطفالهم في غيابهم عن المنزل، من أجل العمل. ففي ظل التوتر الذي عانته الكثير من الأسر، وجدت أن أفضل حل لمواجهة الواقع المر، التعايش معه والاستمرار في عيش أجواء العطلة الإجبارية، وقضاء بعض الوقت خارج المنزل وداخل فضاءات الترفيه التي تفتح أبوابها. "كان من الضروري وضع برنامج لإخراج أطفالي من روتين المنزل، سيما أنهم كانوا متشوقين وينتظرون الدخول المدرسي بفارغ الصبر"، يقول محمد، مستخدم في القطاع البنكي، إنه بعد ساعات من العمل، يضطر إلى عيش، عند العودة إلى المنزل، أجواء العطلة الصيفية رفقة أطفاله، وفي الكثير من الأوقات يحرص على اصطحابهم إلى أحد الفضاءات العمومية للعب وقضاء وقت ممتع. ومن جانبها، قالت مونية ربة بيت "كنت أنتظر موعد الدخول المدرسي على غرار كثير من الأمهات، سيما أن المدرسة فضاء ليس فقط لتعليم الأبناء، بل أيضا للاستفادة، بالنسبة إلى بعض الأمهات، من قليل من الراحة لبضع ساعات لا يسمع فيها صراخهم وضجيجهم بسبب خلافاتهم على أشياء بسيطة". وأضافت المرأة ذاتها "بكل صراحة، ورغم حبي الشديد لأبنائي، إلا أن المدرسة تساهم في حمل جزء من العبء التربوي، الذي يكون على عاتقنا، لذلك أعتقد أن أغلب الأمهات واعيات بأهميتها الكبيرة، سيما مع استمرار العطلة المدرسية، التي فرضت علينا التعايش معها، من خلال الحرص على الخروج اليومي رفقة الأبناء إلى فضاءات متعددة لتفريغ طاقتهم في اللعب والجري". مكتبات في الانتظار ينتعش نشاط المكتبات، بداية كل موسم دراسي، لكن هذا الموسم، كان استثنائيا، بكل المقاييس. ففي الوقت الذي كان فيه الكثير من الأسر تتسابق من أجل اقتناء المستلزمات المدرسية، خفضت سرعتها، بعد قرار التأجيل، فيما أخرى، تراجعت عن استعدادها في انتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، سيما أنها تتوقع تأجيلا آخر، وفي هذه الحالة سيكون لديها متسع من الوقت لاقتناء ما تحتاج إليه. وفي هذا الصدد، قال مسير مكتبة بالرباط، إن أسرا كثيرة، جاءت بـ"لائحة" الكتب، من أجل اقتنائها، لكن بعد قرار التأجيل، انخفض حماسها، ولم تستلم حاجياتها، تاركة الأمر معلقا، مشيرا إلى أن المجال يعرف، إلى حدود اليوم، ضبابية كبيرة، يمكن أن تؤثر على القطاع بشكل سلبي. وأوضح مسير المكتبة، أن الكثير من الآباء والأمهات متخوفون من أن تؤجل مرة أخرى، العودة إلى المؤسسات التعليمية، وهو ما يمكن أن تترتب عنه مشاكل كثيرة، ستعيق عمل المكتبات، قبل أن يضيف أنه من الضروري أخذ كل ذلك بعين الاعتبار، قبل أن تتخذ الوزارة أي قرار جديد يهم الدخول المدرسي. ومن بين الإكراهات التي تواجه بعض المكتبات، حسب ما أكده المتحدث ذاته، عدم توفر مجموعة من الكتب المدرسية، سيما الأجنبية والتي تستورد من الخارج. "ماركوتينغ" تمديد العطلة يؤكد الخبراء أن التسويق أو "الماركوتينغ" هو إحدى العمليات التي يتم من خلالها ترويج العديد من المنتجات، أو السلع المنتجة، أو الخدمات المقدّمة بصورة تضمن بيعها وتوزيعها للعملاء أو الزبائن، علما أنه من أسس نجاح هذه العملية أن يتم التخطيط لها جيدا من خلال وضع خطة واضحة، من شأنها أن تحقق أكبر قدر ممكن من المبيعات. وبعد قرار تأجيل الموسم الدراسي، اختارت بعض العلامات التجارية استغلال الوضع، وراهنت على هذا القرار من أجل الترويج لسلعتها، على نطاق واسع. وفي الوقت الذي شكل القرار مفاجأة بالنسبة إلى البعض، جعلت منه فرصة ومناسبة جديدة للاستفادة من العروض الخاصة بالصيف، مؤكدة أن موسم الصيف مازال مستمرا، مادام أن المؤسسات التعليمية لم تفتح أبوابها في وجه التلاميذ والطلاب.

عطلة شتنبر… صيف بأشواط إضافية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتراف أمريكي يحاصر جنرالات الجزائر

إيقاف عصابة اللصوص الملثمين بتارودانت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات