أعادت رياح الكركرات ترتيب خطوط الجيش بالتزامن مع شبح تصعيد على الحدود الشرقية، إذ أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في بلاغ لها، أن الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، عين الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق، مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية، خلفا للجنرال دوكور دارمي عبد الفتاح الوراق. وأوضح البلاغ الصادر في الموضوع أنه تم اختيار الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق لهذا المنصب نظرا لمؤهلاته المهنية، وروح المسؤولية العالية التي تحلى بها في مختلف المهام التي أسندت إليه، مع الإشارة إلى أنه سيستمر في ممارسة مهامه قائدا للمنطقة الجنوبية. ويعد الفاروق، أحد أسود الجيش المغربي، إذ استطاع بخبرته وحنكته وتجربته الميدانية مقارعة أعداء الوحدة الترابية وزرع الرعب في قلوبهم، إذ قاد عمليات ميدانية في 23 نونبر 2020، لتطهير معبر الكركرات وضواحيه من عصابة ميلشيات بوليساريو، موجها رسالة لعسكر الجزائر أن الوحدة الترابية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وقد أمضى الجنرال جل حياته المهنية بالمنطقة الجنوبية، وفق ما كتبه عنه منتدى القوات المسلحة في صفحته الرسمية ب" الفيسبوك»، بل يعد خبيرا كبيرا في تدبير شؤون الصحراء المغربية في شقها العسكري، والثقافي والديمغرافي. ويوصف الجنرال دوكور دارمي الفاروق بالصرامة والنزاهة، وبحنكته في هندسة العمليات العسكرية نتيجة القوة في التكوين، والخبرة الجادة في الميدان، والتي كسبها خلال خوضه معارك ضد الأعداء الذين قهرهم . وعمل الجنرال بمختلف قطاعات المنطقة الجنوبية، إذ بدأ مساره المهني في سبعينات القرن الماضي، ضابطا بالفيلق الرابع للمشاة المحمولة قبل أن ينتقل للفيلق السادس للمشاة المحمولة، كما شارك في عمليات بناء مختلف الجدارات الأمنية 11 في إطار عملية تأمين الصحراء المغربية. وقاد بعد ذلك عدة وحدات منها الفوج الأول لمشاة الجبال، ثم واصل الجنرال مساره التصاعدي إلى أن تولى رئاسة المكتب الثالث لقيادة المنطقة الجنوبية، ثم عين مفتشا لسلاح المشاة، قبل أن يعينه جلالة الملك قائدا للمنطقة الجنوبية خلفا للجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب. واختار، الجنرال، المزداد بمنطقة إدبوشني بجماعة مير اللفت التابعة لإقليم سيدي إفني في 1950، ولوج الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس مباشرة بعد حصوله على شهادة الباكلوريا في 1968 وتخرج مها في 1972 برتبة ملازم ثان، قبل أن يحصل على رتبة ملازم أول في 1974. عين الفاروق بالأقاليم الجنوبية للمملكة في 1973، أي بعد سنة واحدة فقط من تخرجه، وأسندت له مهام عديدة من بينها قيادة مجموعة من الوحدات العسكرية الميدانية. كما شارك على مدار عقدين من الزمن في معارك كثيرة للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ضد ميليشيات البوليساريو والجهات التي تدعمها، إلى أن تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في شتنبر 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة. أ. أ