الملصقات واللافتات… الرواج الكبير

انتعاشة مهن تسيل لعاب أصحاب ورشات الخياطة وشركات الطباعة "وقتما جا الخير ينفع"، مثل يصلح إسقاطه على المتهافتين على "بزنس الانتخابات"، إذ كلما حان موعد الانتخابات في المغرب إلا ويستقدم معه أساليب تستهدف التأثير على الناخبين واستمالتهم للتصويت على المرشح فلان أو علان، فعلى مدار السنوات العشر الأخيرة انضاف مصطلح "بزنس الانتخابات" إلى قاموس المشهد السياسي المغربي، في غمرة التنافس الحاد بين الأحزاب والمرشحين باسمها. ويشكل "بزنس الانتخابات" مصدر رزق كبير لأصحاب المطابع والورشات المتخصصة في الأثواب والخياطة، التي ترى في الاستحقاقات الانتخابية، أملا لتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية المرتبطة بجائحة كورونا بسبب استعانة عدد من المترشحين بها في العديد من المهام، إلى درجة أصبحت أكسسورات لا محيد عنها لكسب الأصوات وإشهار مؤدى عنه للحسم في ترجيح كفة مرشح على حساب آخر، من خلال إعلانات ترويجية سهلة الاختراق داخل البيوت والشارع العام. وتعتبر اللافتات الانتخابية والصدريات التي يرتديها العاملون بالحملات الانتخابية وكذا الملصقات والمنشورات، التي تُستعمل في حملات الدعاية موسما هاما للخطاطين وتجار الأقمشة وأصحاب المطابع ومكاتب الدعاية والإشهار وأصحاب مهن أخرى تنشط وتزدهر في هذه الفترة، بسبب إقبال المرشحين على تنفيذ دعايتهم الانتخابية. ومن بين المجالات التي تنتعش خلال فترة الانتخابات، قطاع المطابع والمهن المرتبطة به، التي تتكفل بطبع الملصقات والمطويات ومختلف المنشورات الخاصة بالمرشحين، وكذا البرامج الانتخابية للأحزاب المتنافسة. ويقول هشام صاحب مقاولة للطباعة بالألفة بالبيضاء، إن الانتخابات تعد موسم نشاط وفرصة لا تتكرر إلا كل خمس سنوات، لذا يتم الاستعداد لها بشكل جيد يتم فيه استنفار العاملين لكسب الرهان. وأوضح المتحدث نفسه في تصريح ل"الصباح"، أنه وغيره من العاملين في المهن المتعلقة بالدعاية الانتخابية، لا يفرقون بين مرشح وآخر، فجميع المرشحين زبناء لا يمكن تفضيل أحدهم على الآخر أو إقصاء فلان لأن التجارة والعمل لا مكان فيهما للعاطفة والمواقف الإيديولوجية، مضيفا "ما كيهمنيش شكون المترشح بقدر ما يهمني شكون غاينعش اقتصاد المقاولة ديالي". وأضاف "بعض المرشحين يفضلون لافتات القماش والمطبوعات والملصقات، التي عليها صورهم والتي تختلف أسعارها حسب الخامات والكمية وقدرات كل مرشح، خاصة في ظل إجراءات الطوارئ الصحية، التي قطعت مع الحملات الكبيرة، وهو ما يدفع الحزب والمترشح إلى اختيار أجود ما يحتاجه من إعلانات لترويج صورته بالشكل الأفضل حتى تنجح حملته. وفي ما يخص أصحاب ورشات الخياطة، كشف صاحب معمل للخياطة بليساسفة، أنه اتفق مع عدد من المرشحين على توفير قماش وأثواب من الصنف الجيد لتخطيط شعارات الحزب وكل ما تحتاجه عملية الدعاية الانتخابية، مشيرا إلى أن الحملة شكلت مورد رزق وانتعاشة كبيرين دفعته إلى الاستعانة بعمال إضافيين لتنفيذ الأعمال المطلوبة في الموعد المحدد. محمد بها

الملصقات واللافتات… الرواج الكبير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نزاعات جديدة تؤرق الرجاء

اللائحة... حبيبة الجماهير

مقالات ذات صلة