اللائحة… حبيبة الجماهير

الصراع بالمال والعلاقات على منصب الوكيل والحساب البنكي يحسم موقع المرشح كثيرون من يعتقدون أن المال في الانتخابات يستخدم فقط في شراء أصوات الناخبين، لكن الأمر يتجاوز هذا الحد، إذ أن المال يبدأ قبل منح التزكيات، من قبل لجن الترشيح داخل الأحزاب، إذ تستعر حرب داخل كل حزب على حدة، في مرحلة حسم تشكيلة المنتخبين، قبل أن ينتقل الصراع إلى ساحة التنافس على أصوات الناخبين. وتطفو على السطح في كل استحقاقات انتخابية، نقاشات وقصص حول استعمال المال للظفر بمنصب وكيل اللائحة، الذي يقود اللائحة مدججا بعدد من المرشحين الآخرين، الذين يدخلون الانتخابات دون أدنى أمل في الفوز بالمقعد الانتخابي، لكن جلهم يظفر بقسط مريح من المال، من أجل الدفاع عن المرشح وتعزيز حظوظه في الفوز. وبما أن الجميع ينال نصيبه من "الكعكة"، بمجرد التعبير عن نيته في الترشح، فإن لا أحد يميط اللثام عما يقع بالضبط في الاجتماعات، التي تقام في المنازل، من أجل التفاهم مع المرشحين، والتأكد من قدرتهم المالية على تمويل الحملة، وشراء ما تيسر من مرشحين وأصوات ناخبين في مرحلة مقبلة، إذ أن الجميع يستفيد، ومن أراد أن يكون وكيلا للائحة، فعليه أن "يفرك" جيبه من أجل إرضاء مانحي التزكيات، وباقي المرشحين في اللائحة، وأحيانا مرشحي أحزاب آخرى، الذين يتركون مكانهم فارغا لمرشح معين، مقابل سعر معين، والتراجع عن الترشح أو الترشح في دائرة أخرى. وهناك من المرشحين من يعرضون أموالا ضخمة من أجل الظفر بمركز وكيل اللائحة، وحمل لواء الحزب في دائرة معينة، سواء تعلق الأمر بالدوائر المحلية للبرلمان، أو المرشحين لقيادة المجالس الجماعية والمقاطعات، إذ هناك من يدفع لأمينه العام ولجنة الترشيحات الملايين، من أجل الفوز بشرف وكيل اللائحة، كما أن هناك من يدخل في مفاوضات مع اللجنة، حول إلى أي حد سيتمكن من مواجهة مرشح من حزب آخر، وما هي إمكانياته وحظوظه في توزيع المال وشراء الأحزاب. وهناك قصص كثيرة لمرشحين شباب، أرادوا خوض غمار الانتخابات مع بعض الأحزاب الكبرى، لكنهم يصدمون بحجم الأموال التي تطلب منهم، من أجل تمويل الحملة، إذ يخبرهم الحزب أن فلانا يتوفر على مائتي أو ثلاثمائة مليون سنتيم لتمويل الحملة، ويضطرون للانسحاب، لأن الحزب يحتاج إلى "أصحاب الشكارة"، الذين بإمكانهم حسم الأصوات لصالح الحزب. وتعالت الأصوات في الآونة الأخيرة من داخل الأحزاب، إذ أن كثيرين قدموا استقالتهم، فقط لأن الأحزاب اختارت أن ترشح أصحاب المال، الذين لهم حظوظ في الفوز، لأن البيئة الانتخابية في المغرب، تحتاج إلى المال من أجل الفوز، ولا يمكن لشخص فقير أن ينجح في الانتخابات، لأن الحزب لن يمنحه التزكية، بحكم معرفته بقواعد اللعب، كما أن جزءا كبيرا من الناخبين سيصوتون لمن يدفع لهم أكثر. عصام الناصيري

اللائحة… حبيبة الجماهير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملصقات واللافتات... الرواج الكبير

أيت احمد يعود لبرشيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات